التحدّي
تعلّمنا في المدارس ونحن صغار، أن في قواعد اللغة فعل ماضٍ ناقصٌ له أخوات، إذا دخلت على الجملة الإسمية غيّرت فيها الأوزان. إنه فعل «كان»، لكنّنا لم ندرك أنه عندما دخل حياتنا غيّرها إجمالاً، وجعلنا نترحّم على ما كنّا عليه وفيه من أمن وأمان، حتى صرنا نستعين بأخواته إذا أصبحنا أو أمسينا لنستعيد زمناً عنّا غاب، ساده الحبّ والألفة والحنان في يوم من الأيام.
وها نحن اليوم نتخبّط في مدرسة الحياة. نعيش واقعاً لا ينفع معه إعمال معظم قواعد اللغة ولا حتى الاستثناءات.
نحن اليوم بحاجة إلى أفعالنا نترجمها إلى أعمال نغيّر بها ما كان. فالماضي ذهب وصار إلى زوال. والمستقبل أضحى يقيناً صعب المنال. ولم يبق لدينا إلّا ما يمكن تحقيقه الآن. وهذا تحدّ علينا مواجهته بما هو متاح، بعيداً عن أفعال التمنّي والأمر والرجاء، والعمل ما فتئ شريان الحياة.
رشا مارديني