بقايا فراشة

قالت لها: لو كان مهتماً للحبّ الذي تصفينه نقياً جارفاً، تّصل وسأل عن سبب الغياب. واحترق مثلك بنيران الفراق. أنا لم أعش يوماً العشق و جرّبت لهيب الأشواق. لكنني تماماً أعرف معنى الوفاء. أعمتكِ العاطفة عن رؤية حقيقة الأشياء. سأتصل به كصديقة وأسأله عنك في السياق.

كانت كلماته قاسية كحدّ السيف بلا إشفاق. تجاوز رغبة سماع صوتها من يوم الفراق الأول. يعيش الآن حرّية، سعادة وانتعاشاً. ينغّصها اهتمام خانق وحبّ مفرط حسبما قال. ينظر إلى مستقبل فيه المزيد من العلاقات والكثير من الإنجازات. وبخل عليها حتى بعبارة «أطيب التمنّيات»!

وقفت كمن صعقتها الكهرباء. دمعة مجمّدة في عيون غابت عنها الحياة. تنتفض كورقة شجرة ميتة سقطت على رصيف. كلّ ما بنته على مرّ سنين، تحوّل رماداً نثرته أمامها الريح.

عصفورة بعمر الورد كانت قبل لحظات. ا ن هي بقايا فراشة احترقت بطيف نور أخلصت له طوال سنوات.

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى