باور: أميركا ستصبح معزولة إذا رفضت الاتفاق النووي
أكد مندوب إیران لدی الوكالة الدولیة للطاقة الذریة رضا نجفي، أن التقریر الجدید للوكالة یؤكد من جدید سلمیة برنامج إیران النووي مع استمرار إشراف الوكالة الدولیة علی هذا البرنامج.
وقال: «إن التقریر الجدید للوكالة والذي یعد الأول من نوعه عقب الاتفاق النووي، یشیر في مختلف ثنایاه علی إلغاء قرارات مجلس الأمن السابقة كافة بحق إیران وذلك عبر القرار الجدید المرقم 2231».
وأعرب المسؤول الإيراني عن أسفه لذكر التقریر تفاصیل وجزئیات غیر ضروریة في ثنایاه، مشیراً إلی أن هذا الأسلوب في كتابة التقاریر لاقی احتجاجات عدة في السابق من دول عدم الانحیاز.
وأوضح أن التقریر الجدید یذكر أن طهران قامت بإنشاء مبنی صغیر إضافي في موقع بارشين العسكري، مشدداً على أن إیران لیست بحاجة إلى إذن من أي أحد فی ما یخص إنشاء أي أبنیة في أي موقع من مواقعها.
وأكد نجفي أن تقریر الوكالة یؤكد صدقیة إیران في ما یخص تطبیق الإجراءات الطوعیة المنصوص علیها في اتفاق جنیف، مشیراً إلی أن أهمیة هذا الأمر تكمن في إدراج تثبیت صدقیة إیران في خطة العمل المشترك الشاملة أیضاً، حیث رفع الحظر یكون منوطاً بهذا الأمر.
ونوه إلی أن تقریر الوكالة الأخیر لیس فیه فرق كبیر مع التقاریر السابقة، قائلاً: «إن الوكالة الدولیة لیس لها شيء جدید لتذكره فی ما یخص واجباتها المتعلقة بإیران واكتفت بتكرار التقاریر السابقة مع تغییر طفیف في الأرقام والأعداد».
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت في تقريرها الأخير، التزام طهران باتفاق جنیف. وشدد علی أن جمیع الأنشطة النوویة السلمیة لإیران في المنشآت النوویة الإیرانیة تجري تحت إشرافها، ولم یسجل أي انحراف عن الأهداف السلمیة للبرنامج النووي الإیراني.
وأشار التقریر إلی الإجراءات الطوعیة التي تقوم بها إیران وفقاً لاتفاق جنیف. وأضاف: «إن الوكالة تؤكد صحة هذه الإجراءات التي تقوم بها إیران». وأوضح أن إیران قامت بأول خطوة علی خريطة الطریق في 15 آب الحالي، عندما قدمت معلومات لتسویة المشاكل السابقة.
وزعم التقریر قیام طهران بإنشاء مبنی صغیر إضافي في موقع بارتشین العسكري، وهو ما تم رصده عبر الأقمار الصناعیة، وقالت إنه «منذ التقرير السابق الصادر في أيار شوهدت في قسم خاص من موقع «بارتشين» الذي يخضع لمراقبة قمر صناعي تابع للوكالة، حركة لسيارات ونقل أجهزة ومواد إنشائية يحتمل استخدامها في بناء منشآت».
وأشارت الوكالة إلى ما تضمنته الصور الجوية الملتقطة، وقالت: «إنه فضلاً عن ذلك يبدو أن قسماً جديداً قد أضيف إلى المنشآت الموجودة في بارتشين».
وجاء في جانب آخر من التقرير بأن أي نشاط لبناء منشآت في بارتشين بعد شباط 2012 «يقلل قدرة الوكالة على التثبت من صدقية الجانب الإيراني بصورة مؤثرة».
إلى ذلك، حذرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامانتا باور من أن الولايات المتحدة ستصبح معزولة على الساحة الدولية، وسيتضاءل نفوذها في حال رفض الكونغرس الاتفاق النووي مع إيران.
وفي مقال نشرته مجلة «بوليتيكو» قالت باور إن تصويت الكونغرس بـ«لا» على الاتفاق سيجعل من الأصعب على الولايات المتحدة حشد الدعم لفرض عقوبات مستقبلية، أو إقامة الشراكات مع الدول التي تشترك معها في الرؤية لمواجهة الأزمات.
وكتبت باور تقول إنه «إذا رفضت الولايات المتحدة هذا الاتفاق، فإننا سنعزل أنفسنا فوراً عن الدول الأخرى التي أمضت نحو سنتين وهي تعمل مع المفاوضين الأميركيين لصياغة أصعب بنوده».
وقالت المندوبة الأميركية إن رفض الاتفاق سيقوض قدرة الولايات المتحدة على السعي لفرض عقوبات في مواقف أخرى، لأن ذلك سيعطي انطباعاً بأن «الولايات المتحدة هي قوة عظمى تريد إنزال الألم بالدول الأخرى لمجرد إنزال الألم بها».
ودعت المندوبة الأميركية أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب إلى التفكير بجدية في تأثيرات التصويت بـ«لا» على الدبلوماسية الأميركية. وقالت إن «ثمن اتخاذنا مساراًَ وحيداً بعيداً من الجميع يبدو مرتفعاً جداً».
وحذرت باور من أنه «إذا رفض الكونغرس الاتفاق، فإننا سنعرض للعالم صورة أميركا مقسمة داخلياً ولا يمكن الوثوق بها وتتجاهل آراء الأطراف الذين صممنا ووضعنا معها العقوبات».
وفي السياق، قال السيناتور الأميركي الديمقراطي ريتشارد دوربين «اقتربنا كثيراً» مشيراً إلى ضرورة حشد 34 صوتاً ضرورية لدعم فيتو الرئيس إذا رفض الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون الاتفاق.
وقال مساعدون في مجلس الشيوخ إنهم يتوقعون الوصول إلى هذه النسبة المطلوبة قبل أن يعود الكونغرس من عطلته في الثامن من أيلول. ويجب أن يصوت الكونغرس على الاتفاق قبل حلول 17 أيلول.
لكنهم يقرون في الوقت نفسه أن حصولهم على 41 صوتاً تمكنهم من منع «قرار الرفض» المتوقع من دون أن يحتاج أوباما إلى استخدام الفيتو يظل مشكوكاً فيه، في حين يرى البيت الأبيض ومؤيدوه أن هذا الفارق في غاية الأهمية.
وإذا اضطر أوباما إلى استخدام «الفيتو» الموعود سيحرمه هذا من الزعم بأن الاتفاق الذي أبرمته القوى العالمية الست مع إيران يحظى بتأييد سياسي واسع. ويقول مؤيدو الاتفاق إن الظهور بموقف موحد سيدعم موقف المجتمع الدولي في الضغط على إيران حتى تلتزم بالاتفاق الذي يقضي بتخفيف العقوبات على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» الانقسام الحزبي الشديد بشأن الاتفاق فقد ارتفعت نسبة الجمهوريين المعارضيين له إلى 45 في المئة من 30 في المئة في نيسان. بينما عارض الاتفاق 16 في المئة من الديمقراطيين الذين شاركوا في الاستطلاع.