تقرير إخباري
تقرير إخباري
عودة الإرهابيين من سورية والعراق تشعل الجدال في تونس
أثارت تصريحات منسوبة إلى وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش حول فتح باب التواصل مع عدد من الإرهابيين الموجودين في صفوف التنظيمات بسورية والعراق لضمان عودتهم إلى بلادهم جدالاً واسعاً في تونس. خصوصاً بعد أن أعلن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ترحيبه بالمبادرة، قائلاً إن باب التوبة مفتوح أمام من أسماهم بالجهاديين التائبين الذين يريدون العودة إلى تونس، ما يدعم تصريحات البكوش حول وجود قنوات تواصل مع الإرهابيين في بؤر التوتر، مضيفاً: «من المفروض أن لا تستثني المصالحة الوطنية كل فئات التونسيين».
وأردف الغنوشي إن «الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قاد مصالحة وطنية في الجزائر ونزل 5000 آلاف من هؤلاء من الجبال ليعاد إدماجهم في المجتمع».
غير أن المفاجأة جاءت من وزارة الشؤون الخارجية التونسية التي عبرت عن استغرابها مما نسب إلى الوزير البكوش، وقالت إن التصريحات وردت في حوار صحافي مع الوزير حمل عنواناً غير صحيح وهو أن تونس فتحت قنوات التفاوض مع المتشددين في سورية مع إمكان عودة البعض منهم.
وأكدت أن الخبر عار عن الصحة وأنه قد تمّ تحريف مضمون تصريحات الوزير، ودعت للرجوع إلى التسجيل الصوتي للحوار، موضحة أن البكوش صرّح بأنّ عدداً من هؤلاء الموجودين في سورية اتصلوا بقنصلية تونس في إسطنبول وأعربوا عن رغبتهم في العودة، عكس ما ورد بعنوان الحوار المنشور من أن الجانب التونسي فتح قنوات تفاوض معهم.
إلى ذلك، أكد وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي أن ملف الإرهابيين العائدين من سورية هو من أخطر الملفات، لافتاً إلى أنه لا يمكن تقديم تفاصيل أكثر عن طريقة التعامل مع هذا الملف بالنظر لصبغته الأمنية، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية تتابع هذا الملف بدقة واتخذت كل إجراءات المتابعة والمراقبة والإحالة على القضاء عند الضرورة.
من جهة أخرى، قالت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بدرة قعلول إنّ دقة الوضع الحالي لا تسمح بعودة المتشددين من سورية أو فتح الباب أمام الراجعين من الحرب في سورية لأنّ التمييز بين المواطنين السلميين والمشاركين في الحروب أمر صعب.
ويرى مراقبون أن فتح الباب أمام عودة الإرهابيين إلى تونس في إطار «التوبة» سيزيد من التوتر الأمني في البلاد لأسباب عدة، منها فشل أكثر التجارب السابقة التي تنبني على فكرة إعادة دمج الإرهابيين في المجتمع.
خصوصاً بعد أن يكونوا قد شاركوا في الحروب وسفك دماء الأبرياء تحت شعارات التكفير، كما أن مشروع الجماعات المتشددة في تونس لا يزال قائماً مع استمرار المواجهات معها في المرتفعات الغربية وتأكيد أجهزة الأمن وجود العشرات من الخلايا النائمة التي تنتظر الأمر بالتحرك، إلى جانب استمرار التوسع الإرهابي في ليبيا.