بقعة ضوء
سؤال وجوديّ وشعب يحبّ الحياة
ويظل السؤال الوجودي في لبنان كلما قابلت صديقاً قديماً:
– إنت مع مين؟
– فأجيب بعفوية: قاطعت الانتخابات الرئاسية
– يا زلمة بسأل عن المونديال!
– اها… البرازيل
– يوووه… ليه مش ألمانيا، مش إيطاليا، مش الأرجنتين؟
صراحة، لم أجد شعباً متأهباً مترقباً عاشقاً لكأس العالم كاللبناني، ليس على نطاق الشباب أو الكرويين فحسب٬ إذ هناك عائلات بكاملها تدعم فريقاً بعينه٬ أعلام الدول المرشحة للفوز بالمونديال فوق السيارات٬ في الشوارْع٬ المقاهي٬ واجهات المحلات٬ على البيرة المحلية «الماسة»…
لبنان يعاني إضرابات متكررة تسببت في تعطيل الامتحانات المدرسية قرابة شهر ونصف٬ المؤسسات الحكومية مضربة بكاملها٬ المنتفعون داخل البرلمان يفسدون جلسات اختيار رئيس الجمهورية لما يزيد عن أسبوعين حتى الآن٬ الأسعار هنا أغلى من سويسرا والنروج والدنمارك وأميركا وأي بلد أوروبي حذروني حين زرته من غلاء المعيشة فيه… شوارعه مكتظة بمليوني نازح سوري في بلد تعداده 4 ملايين مواطن٬ ارتفعت نسبة البطالة والجريمة والزحام المروري… وظل هذا الشعب عاشقاً للحياة حتى الثمالة٬ باحثاً عن المتعة ولو في بطولة لم يشارك فيها فريقه القومي ولو لمرة واحدة… عاش لبنان.