روسيا تشكّل هاجساً لواشنطن… حتّى في القطب الشمالي!
مسكينة الولايات المتحدة الأميركية، يبدو أنها ستسارع قريباً إلى لملمة خيباتها المتناثرة في أكثر من منطقة، وذلك لحفظ أمرين: ماء وجهها بدايةً، ومكاناً ما في تركيبة صنع القرار العالمي متعدّد الأقطاب والأطراف. إلّا إذا جنّ جنون مجانينها، وأقدموا على الشرّ المطلق في تفجير العالم ككلّ.
أما جديد خيبات واشنطن، فيتمثل في ما أشارت إليه صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، في ما يخصّ تعاظم قوّة موسكو في القطب الشمالي. إذ نقلت الصحيفة عن «نيويورك تايمز» الأميركية، اعتبارها المنافسة الجارية حول القطب الشمالي أنها «حرب باردة جديدة». إذ يعتقد البعض في الولايات المتحدة أن بلادهم في هذه الحرب تخسر أمام منافسيها، خصوصاً أمام روسيا. وعلى أوباما ـ الرئيس الأميركي الأول الذي يزور الدائرة القطبية الشمالية ـ أن يعلن موقف الولايات المتحدة من هذه المسألة.
كما نقلت الصحيفة عن قائد قوات خفر السواحل الأميرال بول زاكنفت قوله إنّ الأميركيين منزعجون منذ مدّة طويلة لأن البلاد لا تملك الموارد الكافية لدعم وجودنا في القطب الشمالي. مضيفاً أن أسطول خفر السواحل يضمّ كاسحتَي جليد عفا عليهما الزمن، وأن عدم وجود موانئ عميقة يحول دون تطور حركة الملاحة.
من ناحيته، وجّه الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن عبر صحيفة «إندبندنت» انتقاداً للولايات المتحدة، معتبراً أنها بتوقيعها الاتفاق العسكري مع تركيا لاستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، خانت السوريين الأكراد الذين كانوا أكثر الحلفاء فعالية ضدّ تنظيم «داعش». فالاتفاق العسكري يقضي بحصول أميركا على تعاون عسكري أكبر من تركيا، لكن بسرعة، تبين أن هدف أنقرة الحقيقي كان الأكراد في تركيا وسورية والعراق، وأن الضربات ضدّ تنظيم «داعش» لم تكن أولوية للأتراك.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: واشنطن تخشى تعاظم قوّة موسكو في القطب الشمالي
نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً في شأن زيارة باراك أوباما إلى آلاسكا لحضور مؤتمر التغيّرات المناخية، مشيرةً إلى أنّ الهدف من الزيارة هو الصراع من أجل القطب الشمالي.
وجاء في المقال: يحضر الرئيس الأميركي مؤتمر التغيّرات المناخية الذي يُعقَد في ولاية آلاسكا. ولكن إدارته وأعضاء الكونغرس والمحلّلين السياسيين، يربطون هذه الزيارة بضرورة المساهمة في الصراع الدائر من أجل القطب الشمالي، لأنه بحسب رأيهم، تخلّفت الولايات المتحدة في هذا المجال كثيراً عن المنافسين الآخرين.
إن ارتفاع درجات الحرارة في العالم يفتح آفاقاً جديدة في منطقة القطب الشمالي، ما يزيد التنافس على مناطق النفوذ. صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تعتبر المنافسة الجارية حول القطب الشمالي أنها «حرب باردة جديدة». يعتقد البعض في الولايات المتحدة أن بلادهم في هذه الحرب تخسر أمام منافسيها، خصوصاً أمام روسيا. على أوباما ـ الرئيس الأميركي الأول الذي يزور الدائرة القطبية الشمالية ـ أن يعلن موقف الولايات المتحدة من هذه المسألة.
وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تلاحظ تغيّر الظروف البيئية والاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة. من جانبه يقول قائد قوات خفر السواحل الأميرال بول زاكنفت: نحن منذ زمن بعيد منزعجون لأن البلاد لا تملك الموارد الكافية لدعم وجودنا في القطب الشمالي. مضيفاً أن أسطول خفر السواحل يضمّ كاسحتَي جليد عفا عليهما الزمن، وأن عدم وجود موانئ عميقة يحول دون تطور حركة الملاحة.
أما روسيا ـ بحسب الصحيفة ـ فعلى العكس، فقد دخلت بنشاط في هذه المنافسات. فموسكو تبني عشر محطات للبحث والإنقاذ. وكأنها لؤلؤ في قلادة على ساحل القطب الشمالي. كما أن روسيا تعزّز وجودها العسكري وتعيد الحياة إلى القواعد السوفياتية المتروكة. وأكثر من هذا، فقد قدّمت طلباً إلى هيئة الأمم المتحدة لتوسيع مساحة الجرف القطبي بموجب اتفاقيات القانون البحري.
يقول زاكنفت: الولايات المتحدة لم تشترك في هذه اللعبة نهائياً. المنطقة تحتاج إلى استثمارات، ولكن اختلاف وجهات النظر السياسية والبيروقراطية تعيق ذلك.
يذكر أن المركز الأميركي للدراسات الدولية والاستراتيجية، نشر تقريراً تحت عنوان «ستار جليدي جديد» عن نشاط روسيا في منطقة القطب الشمالي، يشير فيه إلى أن مستقبل الاقتصاد الروسي يرتبط بالتنمية المستدامة في منطقة القطب الشمالي.
من جانبه، يقول الدكتور فلاديمير كوتليار، محكّم الأمم المتحدة في القانون البحري الدولي: الأميركيون يقلبون الصورة رأساً على عقب عندما يتحدثون عن النشاط الروسي في المنطقة. يجب أن نبدأ من أنه في تسعينات القرن الماضي انسحبت روسيا من المنطقة القطبية الشمالية. وتخلت عن عدد كبير من المعدّات ونقاط المراقبة الجوية وقواعد الإمداد بسبب نقص الأموال. في حين استمرت الولايات المتحدة في تعزيز وجودها العسكري البحري في المنطقة. وعندما بدأنا رويداً رويداً بإعادة ما فقدناه، ارتفع صراخهم. كل هذا من أجل تحريك لجنة الاعتمادات العسكرية في مجلس الشيوخ.
ويذكر الخبير كوتليار، أن الولايات المتحدة لم توقّع على اتفاقية القانون البحري، لذلك، يحق لباقي الدول عدم أخذ رأي واشنطن بالاعتبار في شأن هذه المسألة. لأن الدول الموقّعة على القانون البحري فقط يحق لها التصويت، والولايات المتحدة ليست من ضمن هذه الدول. لقد طلبت الخارجية الأميركية عدّة مرّات من أعضاء مجلس الشيوخ التوقيع على الاتفاقية، وبعكس ذلك، فإنهم يشبهون من يطلق النار على قدميه.
موقف واشنطن هذا يمكن أن يعطي ميزات تنافسية معينة، وفي حال أهملت الولايات المتحدة القانون الدولي، وبدأت عمليات الاستكشاف والتنقيب في الجرف القاري الذي لا يعود لها بمساعدة الأسطول البحري الحربي، فإن هذا لن يرضي حلفاءها لأن لديهم مصالحهم في القطب الشمالي.
أما الباحثة العلمية في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، يكتيرينا لابيتسكايا فتقول: كلّ هذا الضجيج يرتبط بترؤّس الولايات المتحدة مجلس القطب الشمالي في عام 2015. إذ ستسخّره واشنطن لخدمة مصالحها. وما يقال عن تخلّف الولايات المتحدة في هذه المسألة، هدفه انتهاج سياسة أكثر صرامة في منطقة القطب الشمالي. في هذه الظروف سيستخدم المتنافسون على منصب الرئاسة هذه المسألة خلال حملتهم الانتخابية.
وأشارت لابيتسكايا إلى أن موسكو لا تنتهك القانون الدولي خلال نشاطها في القطب الشمالي. ومن المثير للاهتمام، من حيث المفهوم الجيوسياسي «هارتلاند» يمكن تطبيقه على القطب الشمالي: من يملك القطب الشمالي، يتحكم في مصير العالم.
«إندبندنت»: تركيا خدعت أميركا… و«داعش» يجني الثمار
كتب باتريك كوكبرن في صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً جاء فيه أنّ الولايات المتحدة وبتوقيعها الاتفاق العسكري مع تركيا لاستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، خانت السوريين الأكراد الذين كانوا أكثر الحلفاء فعالية ضدّ تنظيم «داعش».
فالاتفاق العسكري يقضي بحصول أميركا على تعاون عسكري أكبر من تركيا، لكن بسرعة، تبين أن هدف أنقرة الحقيقي كان الأكراد في تركيا وسورية والعراق، وأن الضربات ضدّ تنظيم «داعش» لم تكن أولوية للأتراك، إذ إن ثلاث غارات جوية تركية فقط استهدفت تنظيم «داعش» مقابل 300 شُنّت ضدّ قواعد لحزب العمال الكردستاني.
وبحسب المقال، فإن سيطرة الأكراد على نصف الحدود السورية التركية التي يبلغ طولها نحو 550 ميلاً، كان سبباً وراء عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعاون بشكل أكبر مع الولايات المتحدة، وفتح قاعدة إنجرليك أمامها بعدما مُنعت منها في السابق.
ويضيف المقال أن هناك قناعة كبيرة في واشنطن إن تركيا خدعت الولايات المتحدة، عندما أظهرت أنقرة أنها تريد ضرب تنظيم «داعش»، في حين كانت نيتها استهداف الأقلية الكردية البالغ عددها 18 مليوناً.
ويرى الكاتب أن هناك دلائل أخرى تشير إلى أن تركيا تهدف أيضاً إلى إضعاف حلفاء الولايات المتحدة المعارضين لتنظيم «داعش» في سورية، العرب منهم والأكراد.
وقال كوكبرن إن الولايات المتحدة كانت تحاول إنشاء قوة معتدلة من المقاتلين السوريين لتحارب تنظيم «داعش» والحكومة السورية، وفي تموز أرسلت مجموعة مقاتلين تحت مسمّى «الفرقة 30»، ولكن ما إن عبر أفرادها إلى سورية من تركيا حتى وجدوا مقاتلين من «جبهة النصرة» الذين أسروا عدداً منهم.
ويعتقد الكاتب أن هذا دليل على أن «جبهة النصرة» حصلت على معلومات عن تلك الفرقة من الاستخبارات التركية.
وبحسب تحقيق أجراه ميشال بروثيرو، من منظمة «ماك كلاتشي» للأخبار، فإن دافع تركيا يكمن في تدمير الفرقة التي أسستها الولايات المتحدة لقتال تنظيم «داعش».
ويقول كوكبرن إن ذلك لن يترك لأميركا سوى خيار تدريب قوات لها علاقة بتركيا ويكون هدفها الأساسي إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
ويتساءل الكاتب، كيف للاتفاق التركي الأميركي أن يؤثر على تنظيم «داعش»؟
فيجيب كوكبرن بالقول إن التنظيم قد يواجه صعوبة في نقل مقاتليه عبر الحدود السورية ـ التركية، لكنه سيشعر بالراحة لرؤية قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تحت وطأة الضغط التركي وكذلك قوات حزب العمال الكردستاني التي تتعرض لضربات جوية في جنوب شرق تركيا وسلسلة جبال قنديل في العراق.
ويشير كوكبرن إلى أن تنظيم «داعش» لم يفقد زخمه، ففي السابع عشر من أيار تمكن من الاستيلاء على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار في العراق، وبعد خمسة أيام دخل مدينة تدمر في سورية، وفي كلتا المدينتين لم يتعرض لهجمات مضادة بشكل فعال، ولا يشعر بخطر على وجوده.
ويقول كوكبرن إن الحملة العسكرية الأميركية ضدّ تنظيم «داعش» فاشلة، ولم تغيّر الاتفاقية مع تركيا شيئاً. لكن هناك سبباً أقوى لعدم قدرة أميركا على مواجهة تنظيم «داعش» بصورة ناجحة، وهو أن الولايات المتحدة ـ منذ هجمات الحادي عشر من أيلول ـ أرادت مقاتلة تلك المنظمات من نوعية تنظيم «القاعدة»، ولكن من دون تعكير صفو علاقاتها مع الدول السنّية كتركيا والسعودية وباكستان ودول الخليج.
إلا أن هؤلاء الحلفاء كانوا حواضن، أو متغاضين، أو فاشلين في التحرك ضد المجموعات الشبيهة بـ«القاعدة»، ما يفسر سبب نجاحاتها المستمرّة.
«غارديان»: العقل المدبّر لعمليات «داعش» الانتحارية في العراق… غير نادم
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقابلة خاصة أجراها مراسلها مارتن شلوف في بغداد مع من وصفه بالعقل المدبّر للتفجيرات الانتحارية التي نفّذها تنظيم «داعش» في العراق.
وقال كاتب المقال إن من سمّاه «أبو عبد الله»، كان يتصدر لائحة المطلوبين في العراق، وإنه كان يلقب من قبل أرباب عمله في تنظيم «داعش» بالمخطّط، وكان الرجل المسؤول عن نقل الانتحاريين لتنفيذ عملياتهم في المساجد والجامعات ونقاط التفتيش والأسواق في جميع أنحاء العاصمة العراقية.
وأضاف أن «أبو عبد الله» يقبع اليوم في أشد السجون العراقية حماية منذ اعتقاله في تموز الماضي.
وفي مقابلة أجراها شلوف مع «أبو عبد الله»، يقول إنها استمرت 90 دقيقة، أكد الأخير أن العمليات الانتحارية التي خطّط لها، أودت بحياة 100 عراقي على الأقل، وغالبيتهم من قوات الأمن العراقية، وفي بعض الأحيان بعض المواطنين العاديين من بينهم نساء وأطفال.
وأضاف «أبو عبد الله»: كنت أصلّي مع الانتحاريين قبل ساعات من نقلهم لتنفيذ العمليات الانتحارية.
وعن كيفية اختيارهم لتنفيذ هذه العمليات الانتحارية، قال إنهم كانوا يأتون إليه، فينظر مباشرة في أعينهم لمعرفة إن كانوا جاهزين أم لا، ثم يجلس معهم ويقرأ القرآن ويصلّي معهم. وقال: إنني غير نادم على ما أقدمت عليه، فأنا كنت مقتنعاً بأفعالي، ولا أريد الكلام عن عائلتي أيضاً.