عبد اللّهيان: لا بديل عن الحلّ السياسي في سورية واليمن
التقى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبدالله اللهيان، في مقرّ السفارة الإيرانية في بئر حسن، المبعوث الأممي لحلّ الازمة السورية ستيفان دي ميستورا، في حضور السفير محمد فتحعلي. ثم التقى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ.
وجال المسؤول الإيراني على المسؤولين اللبنانيين وبحث معهم التطورات في لبنان والمنطقة. وفي هذا الإطار، زار عبد اللهيان مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور السفير الإيراني محمد فتحعلي ووزير المال علي حسن خليل.
وأكد عبد اللهيان «أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي أهمية كبرى وتثني على الدور السياسي الوطني والبناء الذي ينهض به دولة الرئيس بري من أجل المحافظة على الهدوء والأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق. كما تثمن وتقدر عالياً المبادرة السياسية الوطنية التي أطلقها دولته أخيراً. هذه الدعوة التي تؤكد الحوار الوطني والشامل والبناء، والتي تؤدي إلى استكمال آليات العمل السياسي في هذا البلد. إنّ طهران تدعم بكلّ قوة استكمال آليات العمل السياسي في لبنان، وتدين بشدة استفزازات الكيان الصهيوني وبعض الأطراف المعادية الأخرى».
وأضاف: «ونحن في الذكرى السنوية لاختطاف الإمام المغييب السيد موسى الصدر ورفيقيه العزيزين، نؤكد أنّ الجمهورية الإسلامية تقف جنباً إلى جنب إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مجال استكمال كلّ المساعي الحميدة الدؤوبة والبناءة التي من شأنها أن تضع حداً نهائياً لهذا الملف الإنساني. ونحن نعتقد أنّ زعزعة الأوضاع وانعدام الأمن والاستقرار في ليبيا أثرت سلباً إلى حدّ كبير على إماطة اللثام عن الملف المتعلق بتغييب الإمام السيد موسى الصدر».
وأشار إلى «أنّ تأجيج الصراعات والحروب في دول المنطقة وخصوصاً في العراق وسورية واليمن لا تصبّ في نهاية المطاف إلا في خدمة الكيان الصهيوني الغاصب»، مجدّداً التأكيد أنّ بلاده، كما كانت في الماضي، مستمرة بكلّ ما أوتيت من قوة من أجل المساهمة في توفير الوحدة والأمن والهدوء والاستقرار والرفاه للبنان واللبنانيين».
وزار عبد اللهيان والوفد المرافق، رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية. وهنأ في تصريح، بعد اللقاء، لبنان واللبنانيين «على التوفيق والنجاح اللذين تمكن أن يحققهما في مجال مواجهة ومكافحة الإرهاب من خلال الوحدة التي تجلت بين كافة التيارات السياسية في لبنان». وقال: «نحن على ثقة تامة بأنه من خلال الحكمة والوعي المتمثل لدى كافة التيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية سوف يتمكن في نهاية المطاف من التغلب على كافة الأزمات التي يمر بها لبنان الشقيق حالياً، وصولاً إلى ترسيخ الأمن والاستقرار والهدوء في ربوع هذا البلد الشقيق».
وأضاف: «نحن نعتبر أنّ أمن لبنان من أمن المنطقة ومن أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، معرباً عن استعداد بلاده «لوضع كلّ الإمكانيات والطاقات المتوفرة لديها في مجال دعم ومؤازرة الحكومة اللبنانية الشقيقة في كلّ ما يلزمها في هذه المرحلة».
وتابع: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة تماماً لتنفيذ كلّ ما تمّ التوافق عليه بين الحكومتين الشقيقتين في المراحل الماضية، سواء في مجال الطاقة الكهربائية أو كافة المجالات العمرانية والخدماتية الأخرى. أما على الصعيد الإقليمي، فقد كانت هناك محادثات قيمة وبناءة مع دولته في هذا الإطار حول الكثير من الملفات السياسية الإقليمية سواء في العراق أو في سورية أو في اليمن. ولا شكّ أنّ طهران وبيروت تتمتعان بوجهة النظر المشتركة في مجال مواجهة ورفض التطرف من جهة والإرهاب من جهة أخرى، ولديهما المساعي الدؤوبة من أجل مكافحة التطرف».
مساءً، التقى عبد اللهيان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في دارته في البياضة. ولفت بعد اللقاء إلى «أنّ أعداء لبنان وأعداء هذه المنطقة، يتربصون بها ويريدون أن يعملوا في المرحلة المقبلة على زعزعة الهدوء والأمن والاستقرار على مستوى المنطقة وعلى المستوى اللبناني أيضاً … ونظراً إلى الحكمة التي نعرفها جيداً ونعرف وتتجلى في القيادات السياسية اللبنانية، نحن على ثقة تامة بأنّ لبنان الشقيق سيتمكن من اجتياز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه بنجاح وتوفيق. والجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بكلّ قوة استكمال آليات العمل السياسي في لبنان وفي الاتجاه الذي يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية».
وأضاف: «من خلال المحادثات الإيجابية والبناءة التي نجريها مع المسؤولين والمرجعيات السياسية اللبنانية المحترمة، واليوم أتيحت لنا فرصة كي نجري سلسلة من المحادثات القيمة والبناءة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية السيد استيفان دي ميستورا في مقرّ السفارة الإيرانية في بيروت، نحن ندعم التوجهات السياسية الرامية إلى حلّ الأزمة السورية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم سورية حكومة وشعباً بكل قوة في مجال مكافحة ومواجهة الإرهاب، ونحن نعتقد أنّ استعمال القوة والعنف لا يمكن أن يؤدي بأي شكل من الأشكال إلى حلحلة المسائل العالقة على مستوى المنطقة. ونحن نعتبر أنّ التدخل العسكري السعودي في اليمن هو عبارة عن خطأ استراتيجي، لن يتمكن أي طرف من الأطراف من تحقيق انتصار في اليمن من خلال الوسائل العسكرية، والحلّ الوحيد المتاح، سواء في اليمن أو في سورية هو الحلّ السياسي».