سياسة تركيا المعروفة أوصلتها إلى صفر أصدقاء في المنطقة والعفو الرئاسي يؤكد أن زمام الأمور اليوم بيد الدولة السورية وليس بيد «المعارضة»

تناولت محاور البرامج السياسية على القنوات الفضائية أمس موضوع التطورات الأخيرة على صعيد المنطقة من انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي والمفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة وزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تركيا هي تطورات شديدة الصلة وأهداف هذه الزيارة وما تشكله من أهمية استراتيجية وإقليمية.

تواجه مصر اليوم مرحلة حاسمة بعد انتخاب رئيس الجمهورية الذي يترتب عليه الوفاء بوعوده للشعب المصري، فهذه المرحلة تتطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي الوقوف لدعم الشعب وتلبية احتياجاته، والوقوف عند تأمين الحاجات الضرورية للشعب بعد أن عانى طيلة هذه الفترة، في ظل ذلك لا يظهر أي تغير في العلاقات المصرية التركية في حين أن الخصومات بين البلدين لن تزداد لكنها بالتأكيد لن تتحسن في الوقت الحاضر، وذلك لتأييد رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين.

في سياق آخر، جاءت زيارة روحاني إلى تركيا في مرحلة مهمة ودقيقة، ولهذه الزيارة تغيرات سريعة وواضحة، حيث أن لها أهدافاً استراتيجية وجيوسياسية،

ويكمن الهدف الأساسي وراء تحسين العلاقات الإيرانية التركية هو سعي إيران لمحاربة النفوذ «الصهيوني» في منطقة جنوب القوقاز أي جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، فمن خط باكو – تفليس – جيحان يذهب النفط من القوقاز إلى «إسرائيل»، التي بدأت بنفوذها في شكل قوي جداً في هذه الدول الثلاث، وإيران تحاول عبر تركيا ومن خلال مجموعة من العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية أن تقف سداً منيعاً في وجه الاستغلال الصهيوني لهذا التحول المتسارع في المنطقة. أما الهدف الثاني للزيارة هو منافسة روسيا على موضوع الغاز إلى أوروبا، فإيران تعتبر نفسها قادرة على إيصال الغاز إلى أوروبا عبر تركيا، لذلك جزء أساسي من النقاش مع الأتراك دار حول سعر الغاز.

أما في ما يخص المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران فيرجع السبب وراء طلب الأميركيين الجلوس وجهاً لوجه مع الإيرانيين هو فشل آخر محادثات بين إيران ومجموعة 5+1 في فيينا، كذلك طرح موضوع الدرع الصاروخية الإيرانية ضمن المفاوضات نتيجة الضغوط «الإسرائيلية» والصهيونية العالمية لنزع سلاح إيران الصاروخي، وهو نفس المطلب المطروح على اللبنانيين بنزع سلاح حزب الله.

إلى ذلك، الأردن لا يمكن أن يتحرك وأن يأخذ موقفاً واضحاً من أحداث المنطقة، فهو فقط يحافظ على سياسة المواربة وسياسة الباب النصف مفتوح والنصف مغلق، والأخطر من كل ذلك أن الأردن يُنظر له من الزاوية «الإسرائيلية» ومن زاوية القوى الإقليمية والدولية من خلال علاقته بشكل أو بآخر مع الملف الفلسطيني بضغوطه وبتداعياته «الإسرائيلية». كما أن الأردن يعيش أزمة اقتصادية ناجمة عن التبعية والفساد، وهناك من يريد أن يقايض هذه الأزمة الاقتصادية بخلق أزمة سياسية للأردن سواء بتوريطه بالملف السوري أو بتوريطه مجدداً بالملف الفلسطيني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى