منبت الشيطنة

يُحكى أن رئيس الشياطين كان يقوم بتقييم الشياطين المدرّيين ومدى اكتسابهم الخبرة في نشر الشرور في نفوس البشر. وفي الامتحان النهائي دخل الشيطان الأول غرفة الامتحان، فسأله الشيطان الأكبر: «قل لي كيف ستجرّب البشر وتجعلهم يهلكون؟». فأجاب: «سأقول لهم أن الله غير موجود وأنه اختراع رجال الدين». فقال له الأكبر: «أنت راسب في الامتحان، هذه خدعة مكشوفة».

ثمّ دخل الشيطان الثاني، فسُئل السؤال نفسه، فأجاب: «سأقول للناس إن الله موجود، لكن الوصايا ليست من الله، بل هي اختراع البشر، لذا عيشوا كما تريدون واسرقوا وانهبوا وازنوا واقتلوا». فقال له الشيطان الرئيس: «أنت راسب أيضاً فهذه خدعة فاشلة».

ثمّ دخل الشيطان الثالث وكان أخبثهم، فطرح الشيطان الأكبر عليه السؤال نفسه، فأجاب: «لقد تدرّبت في السعودية على يد شيوخها، وأخذت بعض التعليمات من حاخامات إسرائيل، وسأدعو الناس إلى الجهاد في سبيل الله وأغريهم بالحوريات والمال».

فنظر رئيس الشياطين مليّاً ودمعت عيناه فخراً وقال له: «ستكون شيطاناً تجلب لي الفخر. فقد تدرّبت عند الأفضل بكل تأكيد. اذهب إلى الناس واجعلهم يجاهدون!».

لا يمكن لأيّ شيطان أن يلقى تدريباً أفضل أو خبرة في فنون الشرّ والانحطاط والسفالة أكثر من أبالسة آل سعود. فكل من تتلمذ على أيديهم تخرّج محترفاً فنون القتل والذبح والاغتصاب من دون أيّ ندم وبكل وحشية. ولهذا، هم المفضلون عند أميركا و«إسرائيل». ففي «المهلكة الوهابية» يتجمّع أكبر قطيع من القتلة المبرمجين على كلمة «الجهاد» في العالم كله. تكفي كلمة من قائد القطيع وجرس تنبيه ليصبحوا جميعاً قنابل موقوتة جاهزة للانفجار. وفي جردة بسيطة للأوبئة التي انتشرت على مدى التاريخ من طاعون وكوليرا وجنون بقر ودجاج وحتى الكوارث الطبيعية كفيضانات وزلازل، فلن نجد أخطر من وباء آل سعود، ولا أكثر فتكاً منه. فبذور التخلف التي ينشرونها في مجتمعات كثيرة هي الكارثة الأكبر التي قد تعرفها البشرية، والتهديد الأكبر للوجود الإنساني كلّه.

حرب الأسلحة والرصاص أسهل بمليون مرّة من الحرب على الأفكار المدمرة. فحين تطلق رصاصة على قاتل يموت شرّه معه. لكن المعركة الأصعب تكمن في التخلص ممّا نشروه من سموم في العقول، ومما زرعوه من حقد يحتاج إلى علاج طويل الأمد وعمليات نوعية لاستئصاله من دون ترك أي أثر يسمح له بالتكاثر مرة أخرى.

هي حربنا اليوم في سورية مع رسل التخلّف والظلام والوحشية. حرب تحدّد مسار مستقبلنا ومستقبل أطفالنا. فإما ننتصر فيها ونستمر في الحياة كبشر، أو يكون مصيرنا عبيداً في قافلة طويلة. هي حربنا لكي نحافظ على إنسانيتنا ووجودنا. هي حرب سورية الحضارة والكبرياء مع طفيليات التاريخ. هي حرب النسور مع الزواحف، والقمم الشامخة مع ساكني الجحور. وهي حرب الإيمان والمحبة ضدّ الأبالسة المصابين بجنون الدم والقتل، وستنتصر إرادة الحياة فينا.

صباح أرض تقدّست بدماء أبنائها… صباح وطن زرع رجالاً فصار أسطورة… صباح الجيش السوري الباسل.

وفاء حسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى