تضخيم أزمة اللاجئين السوريين؟
ناديا شحادة
أجبرت الحرب المستمرة في سورية والتي لم تضع حداً لاأوزارها منذ عام 2011 عدداً كبيراً من السوريين للتشريد داخلياً وخارجياً وبلغ عدد المشردين السوريين 7.6 مليون سوري في الداخل ولجوء أكثر من 4 ملايين آخرين الى دول اخرى حسب ما صرح به مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشوؤن الانسانية ستيفن اوبراين.
وأثارت هجرة السوريين عبر البحر الى اوروبا بحثاً عن مستقبل آمن بعيداً مما تشهده البلاد، من أعمال عنف ترتكبها الجماعات الارهابية، ليصبح هؤلاء المهاجرون عرضة للكوابيس التي سبقت وصولهم الى أوروبا، فكثرت حالات غرق قوارب الموت التي تعبر باللاجئين الى الأراضي الأوروبية حتى لا يكاد يمر يوم من دون الحديث عن حالات الغرق ومقتل النساء والأطفال، تلك المشاهد أثارت جدلاً في الأوساط السياسية العالمية، وتناولت الصحف العالمية أزمة اللاجئين، حيث أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية الى ان الفوضى في الشرق الأوسط جعلت اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين يغامرون بحياتهم من طريق مهربين عديمي الضمير، ودعت الصحيفة المسؤولين الأوروبيين الى ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لحل ازمة اللاجئين والتضامن معهم.
ويؤكد المتابعون انه حتى الآن لا سياسية أوروبية موحدة للتعامل مع تدفق اللاجئين وان كانت بعض الدول قد نادت بتوزيع هؤلاء بصورة عادلة بين دولها، وباتت أزمة المهاجرين هي التحدي الأكبر الذي يواجهه الاتحاد الأوروبي وهذا ما أكدته المستشارة الألمانية انغيلا مركل، مشيرة الى أن الأزمة لن تحل
في وقت قريب لأنها تحتاج الى الكثير من الوقت والصبر والمرونة، فالاتحاد الاوروبي الذي لا يملك سياسة اوروبية مشتركة في شأن الهجرة ولا توجد طريقة واحدة لمعالجة هذه القضية، استقبل منذ بداية 2015، 340 الف مهاجر وفقاً للخبراء وأصبح وضع المهاجرين غير الشرعيين حالياً في الاتحاد الاوروبي يعد اسوأ ازمة نازحين منذ الحرب العالمية الثانية. ودعت كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا في 30 آب من العام الحالي الى عقد اجتماع طارئ لوزاراء الداخلية ووزراء العدل في الاتحاد الأوروبي من أجل بحث أزمة الهجرة المتزايدة، التي تعتبر مشكلة خطيرة بالنسبة للاتحاد الاوروبي.
ومع تزايد معاناة اللاجئين، التي أصبحت تعتبر مشكلة خطيرة على الاتحاد الاوروبي أعلنت مسؤولة الشرطة لشؤون الأجانب كاتريجينا ريندلوفا في 2 ايلول ان جمهورية التشيك ستتوقف عن توزيع اللاجئين في الخيمات الموقتة وسيتم عرض اللجوء في جمهورية التشيك وفي حال لم يقبل السوريون سيكون عليهم مغادرة اراضي التشيك في غضون 7 ايام الى المانيا، وكذلك أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ان مجلس الأمن سيصدر قراراً خلال شهر ايلول الجاري حول الهجرة غير الدولية من شأنه ان يتطرق بالذات للوضع الحالي في منطقة الشرق الاوسط.
فمع إعلان فيتالي تشوركين ووزير الخارجية الأميركي جون كيري عن ان وزارة الخارجية الاميركية تدرس امكانية مساعدة الاتحاد الاوروبي في سعيه الى حل ازمة الهجرة الحالية، مضيفاً ان إحدى النقاط الرئيسية هنا هو حل المشكلة السورية، وحلها يتطلب مشاركة روسيا والمملكة السعودية ولذلك علينا ان نكون معاً، فبعد تلك التصريحات والمواقف الصادرة عن كل من فيتالي وكيري يبقى السؤال هل تضخيم ازمة ومعاناة المهاجرين السوريين الذين أصبحوا مصدر قلق للاتحاد الاوروبي في هذه الفترة بالذات، ما هو الا سبباً من اسباب الحل السياسي للازمة السورية؟