سمعان: لا حلّ في لبنان إلا بالقضاء على الطائفية وإقامة الدولة المدنية
أقامت منفذية البقاع الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً تأبينياً للمناضل القومي الراحل الرفيق سمير المولى في حربتا، حضره عضو المجلس القومي الدكتور أسامة سمعان ممثلاً مركز الحزب، منفذ عام البقاع الشمالي الياس التوم وأعضاء هيئة المنفذية، عضوا المجلس القومي محمد عباس المولى وحسن عباس نزهة وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية.
كما حضر محافظ النبطية محمود المولى، رئيس بلدية حربتا عماد المولى وعدد من المخاتير وفاعليات ورجال دين وجمع من القوميين والمواطنين.
كلمة مركز الحزب
وألقى الدكتور أسامة سمعان كلمة باسم مركز الحزب قال فيها: أن يهوي نسر عن قمة، أن تحتجب الشمس وهي توزع أنوارها، أن يختفي البدر وهو مكتمل، كلّ ذلك لا يفسّر لنا معنى وفاة الرفيق سمير المولى وهو في أوج عطائه.
أضاف سمعان: برحيل الرفيق سمير نفتقد ذلك المناضل الذي عرفته مواقع الحزب النضالية، على جميع جبهات القتال، في وجه الانعزال المتصهين الذي أراد طعن المقاومة، وجرّ لبنان الى فلك القوى الاستعمارية. ونفتقد فيه الممرّض الذي كان يخفف آلام مرضاه، بالسهر على صحتهم، وحسن معاملتهم، بكلّ ما في الإنسانية من قيم راقية، فأحبّه المرضى واحترمه الأطباء على أمانته في العمل. وهو الذي تميّز بهدوء عباراته التي تنمّ عن احترام الآخر، فأحبه الناس، ونال إعجاب معارفه.
وتابع سمعان: لقد آمن فقيدنا بالفكرة القومية عقيدة توحيدية لأمتنا، التي قسّمها الاستعمار إلى كيانات هزيلة، وقد مزقتها العصبيات الطائفية والمذهبية والعشائرية. إيمانه بالعقيدة القومية، دفعه إلى الإيمان بفكرة الحرية السياسية لأمته التي تعني محاربة الاستعمار الغربي والصهيوني وكلّ أشكال الاحتلال. وتعني أن تضمن له، حق الاعتقاد والتعبير والبحث العلمي والإبداع الفني، والحرية السياسية متلازمة مع الحرية الاجتماعية التي تعني إلغاء الغبن الطبقي، واستغلال الإنسان للإنسان.
وأردف سمعان: رفيقنا الراحل رفض الطائفية كونها عصبية تقوم على مبدأ كره الآخر، ورفض كلّ ما يمت لها بصلة.
واعتبر سمعان أنّ النظام الطائفي النتن، هو الذي أوصل البلاد من خلال النهب الممنهج للخزينة إلى مديونية تهدّد الدولة بإعلان إفلاسها. وهذا النظام الطائفي هو المسؤول عن الفراغ في رئاسة الجمهورية إذ يسمح بترشيح من يحمل في رأسه مشروع حرب أهلية في وجه المقاومة. وهذا النظام الطائفي هو الذي يعطل المجلس النيابي عن ممارسة التشريع، ويجعل مجلس الوزراء عاجزاً عن اتخاذ القرارات، فتتراكم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتثقل كاهل اللبنانيين.
وإذ أكد سمعان أنّ للناس مطالب محقة ومشروعة، ختم قائلاً: انّ البديل عن الدولة الطائفية هو الدولة المدنية التي يُفصل فيها بين الدين والدولة، والتي تلغى فيها الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب، لأنها هي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات.