التلويح بسحب القوات الدولية من سيناء
حميدي العبدالله
تحدثت تقارير إعلامية عن احتمال أن تقدم الولايات المتحدة ودول أخرى على سحب قواتها الموجودة في سيناء بموجب اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر والكيان الصهيوني. ومعروف أنّ القوات الدولية كان انتشارها في سيناء في الجانب المصري من الحدود بمثابة ضمانة إضافية للكيان الصهيوني.
يأتي التلويح اليوم بسحب هذه القوات من سيناء ليطرح مجموعة من الأسئلة من بينها:
ـ هل زال الخطر الذي يتهدّد الكيان الصهيوني لكي يتم سحب هذه القوات من سيناء؟
ـ هل سحب هذه القوات هو خوفاً من «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تنشط في سيناء؟
ـ هل يتم سحب هذه القوات لإفساح المجال أكثر أمام «داعش» للسيطرة على مزيد من المناطق في سيناء؟
لا شك أنّ هذه الأسئلة كلها مطروحة، إذ من المعروف أنّ «داعش» لم يهاجم ولا مرة واحدة العدو الصهيوني، ولا القوات الدولية، بل انصبت هجماته فقط على الجيش والشرطة المصرية، كما أنّ التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في منطقة القنيطرة قرب خط وقف إطلاق النار في الجولان لم تتعرض للعدو والاحتلال الصهيوني، كما أنها لم تتعرض للقوات الدولية. وحتى عندما قامت باحتجاز بعض عناصر القوات الدولية في القنيطرة، فقد كان ذلك في سياق مسرحية للحصول على دعم مالي مقابل الإفراج عنهم.
هل هذا السلوك من التنظيمات الإرهابية، سواء في سيناء أو القنيطرة، هو الذي وفر الأمان للعدو الصهيوني، وبالتالي لم يعد ثمة حاجة إلى بقاء القوات الدولية، وهل سحب هذه القوات يأتي في سياق تكرار أنموذج القنيطرة والجولان والسعي إلى إيجاد جدار عازل بين الجيش المصري وقوات العدو الصهيوني ليكون هؤلاء الإرهابيون هم الضمانة بدلاً من القوات الدولية؟
التجارب تشير إلى أنّ دوائر مجلس الأمن تستميت في الدفاع عن الكيان الصهيوني، وهي مستعدة للتضحية بالقوات الدولية، إذا كانت وظيفة هذه القوات تأمين الحماية للكيان، وبديهي أن لا تسحب هذه القوات إذا كان ثمة خطر يتهدّد هذا الكيان، لذلك لا تفسير لهذه العملية سوى تكرار الأنموذج السوري في سيناء.