منظمتا «مجاهدي خلق» و«جند الله»: الأدوات السوداء! 2

محمد احمد الروسان

منظمة مجاهدي خلق

هي الأداة الأولى لـ«سي أي آي»، وأحسب، أنّ القوّات الأميركية الاحتلالية للعراق لم تغادره أصلاً، ووكالة المخابرات المركزية الأميركية، سوف تستمرّ بالاستعانة بعناصر زمرة منظمة خلق، لشنّ العمليات السريّة ضدّ إيران، ولا بدّ من الإشارة الى ملاحظة تستحق الانتباه، أنّه في حالة نجاح أيّ تفاهم عراقي ـ إيراني، لإغلاق معسكر زمرة منظمة خلق الإيرانية، فإنّ ذلك يعني التالي: إضعاف قدرة الأجهزة العسكرية والمخابراتية الأميركية، على التغلغل السري داخل إيران، انطلاقاً من الأراضي العراقية، مع كسر إحدى الحلقات الهامة، التي يعتمد عليها مخطط مشروع مهاجمة واستهداف واشنطن دي سي لإيران، كون عناصر هذه الزمرة الأداة بيد واشنطن، ستوكل لهم مهمات التغلغل من الأراضي العراقية، وتنفيذ العمليات السريّة الإرهابية التخريبية، ضد المنشآت الإيرانية، كما أنّ إغلاق المعسكر يقود، الى إضعاف مصداقية واشنطن، إزاء جماعات المعارضة الإيرانية، كذلك أنّ مسألة إخراج منظمة خلق الإيرانية، من الساحة العراقية، يعني أنّ واشنطن خسرت نقطة مهمة، وطهران كسبت نقطة مهمة، وذات أفق إيراني داخلي، من شأنه أن يعزّز، تماسك الوحدة الداخلية للنسق.

وتقول المعلومات، إنّه وبعد الاحتلال الأميركي للعراق، قامت واشنطن وعبر وكالة مخابراتها المركزية، والبنتاغون، وبالتنسيق مع قيادة القوات الأميركية الموجودة في العراق، بتجميع عناصر حركة مجاهدي خلق، وعلى قرب من الحدود العراقية الإيرانية، وضمن معسكرين اثنين، وتبع ذلك، قيام هذه الجماعة، بالعديد من العمليات السريّة والاستخبارية المشتركة، مع عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والموساد «الإسرائيلي»، والقوّات الخاصة الأميركية، داخل الأراضي الإيرانية.

وصار واضحاً للعيان، أنّ حركة مجاهدي خلق الإيرانية، تخلّت عن عدائها للغرب، ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وانخرطت وبشكل عميق في تحالف مع الإدارات الأميركية، ومضت قدماً في تحالفاتها الغربية، وخاصةً مع المخابرات الفرنسية، والبريطانية أم أي 6 ، والكندية، والألمانية، على النحو الذي أدّى الى انخراطها في تحالفات، مع كلّ من يعادي النظام الإيراني، وفي نهاية المطاف، وجدت هذه الزمرة نفسها منظمة خلق ، واقعة في أحضان وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ومع جهاز الموساد «الإسرائيلي»، ومنظمات اللوبي «الإسرائيلي» مثل أيباك، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، ولجان الكونغرس الأميركي، ومنتديات ومراكز دراسات، ومنظمات جماعة المحافظين الجدد الحربائيين الأفعوانيين.

فعلاقات منظمة مجاهدي خلق، بجهاز الموساد «الإسرائيلي»، ذات بعد زمني طويل، فهناك شبكة استخبارية تابعة للموساد، تعمل داخل إيران والعراق، وتتكون عناصرها وبشكل حصري، من منظمة خلق الإيرانية بزعامة مريم رجوي، وتقوم هذه الشبكة، والتي تتكوّن من شبكة جواسيس عنقودية، بحيث لا يعرف الجاسوس، زميله في ذات الشبكة، بتجميع المعلومات الاستخبارية الفائقة الحساسية، داخل إيران والعراق معاً، عن الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعسكرية، والتكنولوجية الأمنية، وتقديمها للموساد «الإسرائيلي»، وعبر محطة الموساد الموجودة، في مدينة الدهوك، حيث يستأجر الموساد، مبنى تابعا لأحد الفنادق، التي يملكها الزعيم الكردي البرازاني مسعود ابن مصطفى. وتقول المعلومات، إنّ شبكات المخابرات «الإسرائيلية»، وخاصةً الموساد، وحدة أمان، الشين بيت، الشاباك، تقوم وتسهر، على تدريب عناصر مجاهدي خلق، من الجنسين، في مجالات الاغتيالات السياسية التي تستهدف الزعماء الإيرانييين، بمن فيهم العلماء أيضاً، عمليات تخريب البنى التحتية، والتي تستهدف الجسور والمرافق الاستراتيجية الإيرانية، كمحطات توليد الكهرباء، خزّانات الوقود، مراكز الاتصالات، شن عمليات الحرب النفسية، مستهدفةً زعزعة الشارع الإيراني، لتتيح تفتيت تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية، تخريب الاقتصاد الإيراني، عبر نشر أوراق العملات المزوّرة، تخريب المزروعات، وحرق مخزونات الحبوب، والأغذية الاستراتيجية، والعمل على تجميع الحركات الإيرانية المعارضة، وتقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي والتدريبي لها، بشكل سري، وبدون إطلاعها على حقيقة، أنّ هذا الدعم مصدره إسرائيل، بث وزراعة أجهزة التجسّس الألكترونية، المرتبطة بالأقمار التجسّسية الصناعية، وذلك لمساعدة تل أبيب والبنتاغون، ووكالة المخابرات المركزية الأميركية، على تحديد أماكن ومواقع، وإحداثيات هذه المرافق الآنف ذكرها، ليُصار الى ضربها، وخاصةً المنشآت النووية، والعسكرية، والأمنية المخابراتية، التابعة لمؤسسة الحرس الثوري الإيراني.

إذا… إنّ مستقبل العلاقات التكتيكية والاستراتيجية، بين منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والإدارة الأميركية، أيّ إدارة كانت، صار يمرّ عبر قناة «الموساد»، وهذه العلاقة سوف تطول وتتطوّر، فلا النسق الثيوقراطي الإيراني، سوف يسقط بواسطة مجاهدي خلق تحديداً أو غيرها، ولا العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، أو العاصمة العبرية تل أبيب، بقادرتين على تفادي الخسائر الهائلة، والعواقب الوخيمة، على ارتكاب حماقة، انْ تجرّأتا على ضرب إيران رغم جنيف إيران النووي وتوقيع الاتفاق الذي ينتظر التسييل في الكونغرس ومجلس الشورى الإيراني ، وما على عناصر هذه الزمرة، زمرة مريم رجوي، إلاّ الاستمرار في تقديم المعلومات الاستخبارية للموساد، كشرط أساسي وضروري، لحصولهم على الطعام والكساء من أميركا.

جماعة جند الله

هي الأداة الثانية لـ«سي أي آي»، وتمتاز جماعة جند الله الإيرانية، بتحركاتها العابرة للحدود الإيرانية الباكستانية منطقة بلوشيستان الباكستانية، ومنطقة بلوشيستان الإيرانية ، والحدود الإيرانية الأفغانية منطقة بلوشيستان الأفغانية، وبلوشيستان الإيرانية ، والحدود الأفغانية الباكستانية منطقة بلوشيستان الباكستانية، ومنطقة بلوشيستان الأفغانية . وتذهب معلومات المخابرات الدولية والإقليمية، الناشطة والراصدة في منطقة الشرق الأوسط، أنّ هذا التنظيم السلفي المتشدد، يتلقى دعماً مادياً كبيراً من بعض الجمعيات، والتنظيمات التطوعية الدينية السلفية الوهّابية، وخاصةً من المنظمات الخليجية المختلفة، والمنظمات الباكستانية المرتبطة به. كما تتحدث تقارير استخبارية خاصة، أنّ ادارة الرئيس باراك أوباما، تعمل على استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الإيراني، وذلك عبر مخططات تم وضعها، وفق سياقات عمل ميدانية جديدة، لعمل المجمّع الفدرالي الأمني الأميركي، الذي يرأسه الآن الجنرال جيمس كلابر، حيث تنظر الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» الى جماعة جند الله الإيرانية، كأداة رئيسية متقدّمة، وورقة ضغط فاعلة، لتنفيذ استراتيجية محور واشنطن تل أبيب، هذا وقد توافقت وتساوقت المخابرات البريطانية، وبعض أجهزة مخابرات دول الاتحاد الأوروبي، مع رؤى ادارة الرئيس أوباما، وفق منظور ومنهج استراتيجية التدرّج، في تنفيذ استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الإيراني، مع الرهان على الطبقة الوسطى، في المجتمع الإيراني بشكل عام، لإحداث التغيير المطلوب، حيث للطبقة الوسطى في إيران آفاق سياسية خلاّقة. وهناك سعي محموم، لأجهزة مخابراتية دولية وإقليمية، لجهة دعم هذا التنظيم الإيراني سالف الذكر، حيث «سي أي آي» يقع عليها العبء الرئيس في دعم هذه الجماعة، سواءً عبر الأراضي الباكستانية، أو الأراضي الأفغانية، أو عبر محطات المخابرات الأميركية، في مناطق جنوب أسيا باكستان أفغانستان الهند ، أو في أسيا الوسطى أوزبكستان قيرغيزستان ، وفي منطقة الخليج سلطنة عُمان دبي، العراق، الخ… ، وحتّى المخابرات الهندية كما تؤكد المعلومات ، متورّطة في دعم تنظيم جند الله الإيراني، طالما أنّ المخابرات الهندية، ترتبط بالمزيد من الروابط وعلاقات التعاون، والتفاهمات المتبادلة مع المخابرات الأميركية والمخابرات «الإسرائيلية»، كل ذلك من أجل تفعيل وتحفيز وتأطير، برامج ودعم قدرات تنظيم جند الله، والعمل على استنساخات تنظيمية أخرى، من تنظيم جند الله الإيراني السنيّ، وإشراك أطراف شيعية عربية وإيرانية فيه، ليصار الى جعله تنظيماً إقليمياً، ذا أدوات شعبوية في الداخل الإيراني، وخاصة من الطبقة الوسطى المثقفة، في المجتمع الإيراني والدولة الإيرانية. كما تتحدث المعلومات المخابراتية، أنّه تمّ انشاء وحدة استطلاعات استخبارية في هذا التنظيم، تعمل في الداخل الإيراني، حيث تمّ رفدها بالموارد البشرية، الخبيرة في الاستخبارات وعملها، والتي لها صلات مع المافيا الدولية، كما تمّ دعمها بأجهزة ومعدات تجسّسية، عالية الدقة والعمل مربوطة بالأقمار الصناعية التجسّسية الأميركية، والتي تعمل فوق إيران وفوق جزيرة العرب، ومربوطة أيضاً بآخر قمر تجسّسي عبري اسرائيلي، تمّ إطلاقه مؤخراً من «اسرائيل»، حيث هذا الربط يكون بشيفرات تجسّسية محدّدة يصعب اكتشافها وبالتالي فكها. من ناحية أخرى، تقوم شبكات المخابرات «الإسرائيلية» وحدة آمان الموساد الشاباك مخابرات وزارة الخارجية، والوحدات الفرعية الأخرى ، الى تقديم الدعم المطلوب واللازم منها الى جماعة جند الله، حيث كانت في البداية عبر غطاء المخابرات الأميركية، ثم سعت وبشكل مستقلّ الى بناء المزيد من الروابط، وعرى التعاون والتنسيق الأمني الحثيث المباشر، مع زعيم التنظيم الذي أعدم، والآن تقول المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية، إنّ مجتمع المخابرات «الإسرائيلية» وعبر جهاز الموساد، يعمل على تعزيز الروابط السابقة وبناء الجديد المباشر منها، مع مجاميع بشرية من عائلة ريفي الإيرانية، من أجل إعادة بناء التنظيم وفق أسس عمليات مخابراتية متطورة، مع تعميق و«حدثنة» في عقيدة بنائه وعمله، مع دعم وتفعيل وحدة الاستطلاعات المخابراتية، التي تم إنشاؤها داخل هياكل هذا التنظيم السلفي المتشدد، لجعله يعمل وفق أجندات محور واشنطن تل أبيب في المنطقة، وخاصةً لجهة الداخل الإيراني المتماسك حتّى اللحظة. ومن أهداف دعم منظمة جند الله أيضاً، ضرب حركة التجارة الإيرانية مع باكستان، عبر بحر العرب، ومن أجل أن تكون هذه المنظمة الإرهابية بمثابة، قاعدة عسكرية مخابراتية متقدّمة، ذات أدوات شعبوية عميقة، لأيّ قوى عسكرية خارجية، في حال استهداف إيران الدولة الإسلامية الجارة، بسبب تداعيات برنامجها النووي، ودورها الاستراتيجي، ومجالها الحيوي وصراعها مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، على آسيا الوسطى القوقاز الجنوبي.

وتؤكد المعلومات المرصودة، أنّ شبكات الاستخبار الخاصة، بمحور واشنطن تل أبيب، والتي تستهدف الجميع، وعلى رأسهم إيران، تنهج نهجاً مختلفاً، في خلق واستخدام العملاء والجواسيس، من خلال ما يعرف بعلم الاستخبار، بالشبكات العنقودية، لمزيد من السريّة المطلقة، وللحفاظ على العناصر البشرية المستخدمة، التي تمّ تأهيلها كأدوات استخبارية ثمينة، بحيث لا يعرف أيّ عنصر في هذه الشبكات العنقودية، أي زميل جاسوس آخر له في ذات الشبكة، وتكوينها البشري الاستخباري. وتذهب ذات المعلومات، أنّ جهاز المخابرات الإيراني، والذي يمتاز بالحسّ الاستخباري العالي التقني، استطاع تفكيك احدى الشبكات العنقودية الاستخبارية، العاملة في الداخل الإيراني، والتي تملك قاعدة بيانات ومعلومات DATA، من شأنها التأثير على الأمن القومي الإيراني، وهذه الشبكة العنقودية الآنف ذكرها، تابعة لمحور الخراب في المنطقة، المحور العبري الأميركي، حيث تمّ كشف من يقف وراء اغتيال العلماء الإيرانيين.

كما تتحدث المعلومات، أنّ ما فعلته المخابرات الإيرانية، كان بمثابة الصدمة التي لم تستوعبها، أجهزة المخابرات الأميركية و«الإسرائيلية»، حيث تم كشف احدى الشبكات الذهبية الاستخبارية العنقودية، العاملة في الداخل الإيراني، والتي يصعب اكتشافها، مما قوّض عمل شبكات الأستخبار الأخرى الساكنة التي لم تكشف بعد، لجهة الداخل الإيراني، ولجهة الخارج الإيراني، وتحديداً دول الجوار الإيراني الإقليمي. وتشير المعلومات إلى أنّ المخابرات الإيرانية، وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة، وخارجية تعاونية، ذات تنسيق أمني صادق وعميق، مع جهاز مخابرات اقليمي، استطاعت كشفها أيّ تلك الشبكة وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسّس، ذات تقنيات عالية مربوطة، بالأقمار الصناعية التجسّسية والتي تزخر بها سماء إيران، والشرق الأوسط. وتشي المعلومات المنشورة في وسائل الميديا الدولية، والتي لها علاقات خفية وعلنية، مع أجهزة مخابرات تعمل مع محور واشنطن تل أبيب، أنّ الموساد وبالتنسيق مع أجهزة «سي أي آي» و طاف بي أي» و «أم أي 6»، استغلوا بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية، وبعض دول الجوار الإيراني الإقليمي، واستغلوا ساحة اقليم كردستان العراق أيضاً، في النفاذ إلى الداخل الإيراني، وتنفيذ مسلسل اغتيالات العلماء الإيرانيين مؤخراً. وهناك معلومات، مخابرات شبه مؤكدة تقول بأنّ طهران، قرّرت ونتيجة للاستهداف الأميركي «الإسرائيلي» لأمنها القومي، وعبر ملف الحدث السوري، الذي يستهدف طهران ودمشق معاً، يتمّ الإرسال بين الفينة والأخرى، لبعض قطع البحرية الحربية الإيرانية، الى المياه الدولية في البحر الأحمر، والمرور عبر قناة السويس العلاقات المصرية الإيرانية تتحسّن، ويعاد بنائها من جديد، وهذا يشكل قلقا للكيان الصهيوني ولدولة عربية إقليمية في حالة خصام مع سورية وإيران ، من أجل التمركز والتموضع في المناطق البحرية، المطلة على شواطئ شرق البحر الأبيض المتوسط، وهذا من شأنه أن يجعل الدولة العبرية، وعلى المستوى السياسي والاستخباري الأمني والعسكري، تقف على قدم وساق، فهو أمر ينطوي على قدر أكبر من المخاطر، وتشي المعلومات المرصودة، عبر مجاميع مخابرات دولية تعمل في الداخل «الإسرائيلي»، بأنّ تل أبيب تضع احتمال تمركز، تلك القطع الحربية الإيرانية في منطقة شرق المتوسط وعبر موقعين: الأول قبالة شواطئ جنوب لبنان، وهذا من شأنه أن يشكل تهديداً، عسكرياً بحرياً مباشراً، لأمن مناطق شمال «اسرائيل»، والثاني قبالة شواطىء قطاع غزّة المحتلة، وهذا من شأنه أيضاً، أن يشكل تهديداً عسكرياً مباشراً، لأمن مناطق جنوب غزّة المحتلّة.

محام، عضو المكتب السياسي

للحركة الشعبية الأردنية

www.roussanlegal.0pi.com

mohd ahamd2003 yahoo.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى