مؤتمر لـ«لقاء الفكر العاملي» في عيناثا: لتوحيد الخطاب وتفعيل المؤسسات

دعا المؤتمر الوطني الجامع الذي نظمه «لقاء الفكر العاملي» في بلدة عيناثا في حضور ممثلين عن المراجع الروحية إلى «توحيد الخطاب الديني لتحصين الوحدة ومواجهة غزو المدّ التكفيري والارهاب». ورحب بـ«دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى طاولة الحوار في التاسع من الجاري»، داعيا إلى «انتخاب رئيس الجمهورية وتفعيل عمل مجلس النواب والحكومة والتمسك بالميثاقية الدستورية وكشف مصير كلّ المخطوفين والمفقودين».

وكان المؤتمر انعقد في حسينية بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل، بعنوان «وحدتنا تحمينا وعيشنا المشترك في وجه التكفير»، وجرى خلاله، بحسب بيان صادر عن المؤتمر «تكريم 5 من كبار رواد الوحدة الوطنية في لبنان: الامام موسى الصدر، المفتي حسن خالد، البطريرك مار انطونيوس خريش، الشيخ أبو حسن عارف حلاوي والسيد محمد حسين فضل الله».

وحضر المؤتمر حشد من رجال الدين من كافة الطوائف اللبنانية وممثلون عن الاحزاب اللبنانية، الوطنية، الفصائل الفلسطينية وفاعليات تربوية، اجتماعية، بلدية واختيارية.

وبعد تقديم المسؤول الاعلامي للقاء الصحافي علي ضاحي، ألقى رئيس اللقاء السيد علي عبد اللطيف فضل الله كلمة شكر فيها الحضور، وقال: «نستحضر تجربة رواد من هذا الوطن الذين حملوا راية وحدة الوطن والهم الإنساني وما فرقهم التنوع الديني، ولم يميّزوا بين مسلم ومسلم وبين مسلم ومسيحي إلاّ من خلال انسانيته».

وختم داعياً إلى «تعزيز المبادرات الشعبية والحراك الميداني الذي يحفظ الوطن في وحدته ومقاومته ولا يخضع لمصالح السياسة وأرباب المصالح».

ثم، ألقى الشيخ بلال الملا كلمة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، فرأى أن «وحدتنا بلا شك تحمينا، وعيشنا المشترك يقرّبنا الى بعضنا بعضاً ويلغي كل التباينات التي تؤدّي إلى تفريقنا شعوباً وقبائل لنتعارك بدل أن نتعارف». وقال: «الجميع مستهدف ومسؤول، ولا يجوز لأحد التخلي عن مسؤولياته في العمل على وحدة المجتمع وتعزيز عيشه المشترك وتحصينه في وجه الارهاب والتكفير».

وألقى ممثل البطريرك الماروني بشارة الراعي رئيس مدرسة قدموس الدكتور الأب جان يونس كلمة تحدث فيها عن سيرة البطريرك خريش منذ ولادته في عين ابل الجنوبية وعيشه في جبل عامل حيث «انطبع على حب الإنسان والانفتاح عل الآخر حتى سفره إلى روما وتسلمه سدة البطريركية المارونية»، كما تحدث عن علاقته الوطيدة بالإمام القائد موسى الصدر.

أما كلمة الشيخ ابو حسن عارف حلاوي فالقاها الشيخ حسان حلاوي الذي تحدث فيها عن سيرة وحياة العالم الروحي وتعلقه بالكتاب الكريم. وأكد «تمسكنا القوي بشعورنا الوطني الأصيل وبإيماننا الراسخ برمز الدولة العادلة القوية ذات السيادة، وبوفائنا لتاريخنا وأسلافنا الأحرار.

وألقى نجل المرجع فضل الله السيد علي فضل الله كلمة تحدث فيها عن فكر المرجع المجدد وعن رؤيته للحوار والعمل للوحدة، وشدد على أننا «بحاجة الى تعزيز الوحدة بيننا، وإلى أن تتأسس أطرها وتترسخ في المجتمعات والأوطان وان تتراكم تجربتها من جيل الى جيل بناء على رؤيتها الدينية الصرفة حول التسامح والمحبة والقبول».

وألقى السيد محمد حسين الغروي كلمة تحدث فيها عن سيرة الامام موسى الصدر ومسيرته في النهوض بالمجتمع اللبناني، وقال: «أسس الإمام أفواج المقاومة اللبنانية أمل لكي يحافظ على وحدة لبنان أرضاً وشعباً، وقدّم شبابه ضحايا وشهداء في سبيل هذا الهدف المقدس، وعمل على جمع اللبنانيين والتآلف والتآخي بين كل المكونات اللبنانية».

التوصيات

واختتم المؤتمر بالتوصيات التي تلاها ضاحي، حيث دعا المجتمعون إلى «تحصين الوحدة الوطنية وبث روح الإلفة والحوار بين مكونات الوطن وذلك عبر توحيد الخطاب الديني في المناسبات الدينية والخطب الاسبوعية، لمواجهة غزو المدّ التكفيري والارهاب».

ورحبوا بـ«دعوة الرئيس نبيه بري إلى طاولة الحوار في التاسع من الجاري»، كما دعوا مجلس النواب الى الانعقاد في اقرب وقت ممكن لانتخاب رئيس للجمهورية، فلا يجوز أن تبقى المؤسسات بلا رأسها الدستوري».

وطالبوا «بتفعيل عمل مجلس النواب لتسيير أمور البلاد وإقرار المشاريع الضرورية، وتفعيل عمل الحكومة لبت القضايا الوطنية، والتمسك بالميثاقية والشراكة العادلة في السلطة».

وختم المؤتمرون بـ«الدعوة إلى وقفة رسمية وشعبية جامعة للمطالبة بكشف مصير كلّ المخطوفين والمخفيين قسراً من إمام الوطن السيد موسى الصدر ورفيقيه إلى كلّ مفقودي الحرب الأهلية وانتهاءً بالعسكريين المخطوفين لدى تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى