يازجي: هذه الفعالية تثبت أنّ الحرب لا توقف عجلة الحياة في سورية
انطلقت مساء أول من أمس، فعاليات الملتقى الخامس للفن والإبداع «من تدمر إلى دمشق»، في «فندق داما روز» في دمشق، والذي يستمر حتى اليوم الأربعاء.
تضمّنت فعاليات اليوم الأول وصول تمثال زنوبيا والنصب التذكاري للشهيد خالد الأسعد إلى ساحة الأمويين في دمشق، وفقرات فنية قدّمها الطفل ريان شامية وفرقة «أدونيا» الموسيقية، ومعرضاً للتصوير الضوئي، وعرض فيلم وثائقي يوضح تاريخ الثقافة والحضارة في سورية، واستهدافهما الممنهج من قبل التنظيمات الإرهابية المسلّحة.
وفي كلمة خلال الافتتاح، أشار وزير السياحة السوري المهندس بشر يازجي إلى أن الملتقى المنوّع بفعالياته يقدّم تكثيفاً لحالة شريحة سورية ما زالت تبدع وتنتج انطلاقاً من انتمائها الاستثنائي، وقدرتها الفريدة على ربط واقعها بحضارتها وتاريخها. معتبراً أنّ رمز مدينة تدمر اليوم هو رمز قدرة السوري على الصمود وعلى احتضان دمشق التفاصيل السورية، كما تحتضن الحضارة الإنسانية جمعاء.
وأشار يازجي إلى أن بين دمشق وتدمر روابط أبدية عبر التاريخ، وطريقاً عبّده السوريون بدمائهم وعرقهم وإبداعهم. مؤكداً أن هذه الفعالية المبنيّة على الفنّ والإبداع، تحمل الكثير من الدلالات الرمزية، وتفاصيلها الغنية ورسالة أمل بالغد ومحاولة لفضح الإرهاب ومموّليه بالصورة والكلمة.
وأكد يازجي أنّ الفعالية بما تضمّنته من خطوات لحماية الآثار، أثبتت أن الحرب لا توقف عجلة الحياة في سورية، إنما تزيدها عزيمة وإصراراً. مشدّداً على أن وضع تمثال زنوبيا في ساحة الأمويين، يعني أن دمشق ستبقى تحتضن كل الحضارات والثقافات على رغم ما تعرّضت له خلال الأزمة الراهنة.
وقال مدير الملتقى تاج الدين المحمد: جئنا بهذا الملتقى إلى دمشق عاصمة الياسمين، برفقة الملكة زنوبيا لنؤكد للعالم أن سورية مهد الحضارات، ولا قوّة في العالم تستطيع أن تلغي تلك الحضارات وصانعيها السوريين.
وأشار حسين الأحمد في كلمة داعمي الملتقى إلى الأيادي الآثمة ومعاول الحقد وجرّافات المخربين من التنظيمات الإرهابية التي تعيث في الأوابد الأثرية والحضارة السورية تخريباً ودماراً، وتهدم بكل حقد وهمجية الكنائس والمساجد وتسرق الآثار الفريدة والكنوز الثمينة تحت شعار الدين وتعاليم الإسلام، والدين الإسلامي منهم ومن أعمالهم براء. وقال: افتخارنا ليس بالثروة المادية ولا بالحجارة، إنما بالإنسان الذي صنع وأبدع من هذه الحجارة أروع الحضارات وأجملها.
وأوضح الفنان ياسين رستم مصمّم التمثال، أن هذا العمل رسالة للعالم تقول: لن تستطيعوا أن تقضوا على أحلامنا وتاريخنا. لافتاً إلى أن العمل في تمثال زنوبيا استغرق نحو شهر، واحتاج إنجاز تمثال الشهيد خالد الأسعد ثلاثة أيام. مؤكداً العزم على إعادة ترميم جميع ما خرّبته التنظيمات الإرهابية في مدينة تدمر الأثرية.
وتقام باقي فعاليات الملتقى في خان أسعد باشا في دمشق، وتتضمن افتتاح معرض المنحوتات، وفقرات فنية تراثية وعرض أزياء، وأفلاماً وثائقية وندوات حوارية.
تجدر الإشارة إلى أنّ تنظيم «داعش» الإرهابي يرتكب جرائم واعتداءات متواصلة منذ نحو ثلاثة أشهر بحق أهالي مدينة تدمر وآثارها ومواقعها التراثية ودور العبادة فيها. كان آخرها تدمير المدافن التدمرية البرجية وتسويتها بالأرض باستخدام كميات كبيرة من المتفجرات، إلى جانب تدمير أجزاء كبيرة من معبد «بل» الأثري في 31 آب الماضي، وذلك بعد أقل من أيام على تدميرهم معبد «بعل شمين» داخل المدينة الأثرية.
كما أقدم تنظيم «داعش» الإرهابي على إعدام عالم الآثار خالد الأسعد بقطع رأسه في ساحة المتحف الوطني في تدمر في 18 آب الماضي، وهو من مواليد مدينة تدمر عام 1934، وحاصل على جازة في التاريخ ودبلوم التربية من جامعة دمشق، وعمل لأربعين سنة مديراً لآثار تدمر، وأميناً لمتحفها الوطني.