الحص: للإرتقاء إلى مستوى الأحداث حزب الله: بعض الأمور يمكن إنجازها
وسط إجراءات أمنية مشدّدة، وعلى وقع الحراك الشعبي على الأرض، تنعقد الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الأربعاء في مقر المجلس النيابي بساحة النجمة، الجلسة الأولى من طاولة الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس نبيه بري ويشارك فيه رئيس الحكومة تمام سلام ورؤساء الكتل النيابية والمستقلون وبغياب «القوات اللبنانية» فقط. ويتضمن جدول الأعمال الآتي:
1 – البحث في رئاسة الجمهورية.
2 – عمل مجلس النواب.
3 – عمل مجلس الوزراء.
4 – ماهية قانون الانتخابات.
5 – ماهية قانون استعادة الجنسية.
6 – مشروع اللامركزية الإدارية.
7 – دعم الجيش اللبناني.
وعشية الجلسة صدرت مواقف شددت على أهمية الحوار وضرورته في هذه المرحلة.
عون
وفي السياق قال رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون: «غداً اليوم لدينا حوار حول المشاكل الموجودة، فإما تكون لدينا القدرة على حلها في شكل عادل وإما سيحصل فشل ذريع».
وإثر اجتماع التكتل الدوري الأسبوعي في الرابية، كشف عون عن «أننا سنؤمن خطة كاملة تحتوي على أفكار جديدة لملف النفايات، إذ ان هناك أموراً لا يمكن للبلديات حلها».
واعتبر أن «لا ثقة للشعب اللبناني بهذه الحكومة وخوفي أن يقترحوا علينا تغيير الشعب، حتى نكون عادلين مع كل اللبنانيين ليس فقط المسيحيين»، ولفت إلى «أننا اقترحنا قانون النسبية لأنه يسمح بتمثيل كل الأحزاب». وأشار إلى «أننا نريد رد السلطة إلى مصدر السلطة أي إلى الشعب اللبناني، نريد قانوناً نسبياً عندما نقرّه نجري الانتخابات النيابية عندها ننتخب رئيس الجمهورية»، مشيراً إلى أنه «إذا أرادوا انتخاب الرئيس أولاً نحن معهم ولذلك قدمنا اقتراح انتخاب الرئيس من الشعب».
وأوضح أن «كل اللبنانيين يريدون القانون النسبي، وهذا لا مزاح به، وانتخاب الرئيس من الشعب يحرّره من الضغوط الدولية لأن الشعب انتخبه». وتمنى «ألاّ نجبر للعودة الى الشارع لكن إذا عدنا فهذه المرة ستكون الدعوة لكل الشعب اللبناني».
ودعا الشعب الى رفض أن «يكون هناك تأثير خارجي على انتخاب المسؤولين في بلدنا»، متمنياً أن يكون المسؤولون «الذين سنجتمع بهم غداً اليوم أن يكونوا قد فهموا عليّ وان نمضي بالحوار لتشكيل دولة لا مزرعة».
من جهة أخرى، هنأ عون كل من شارك في تظاهرة التيار الوطني الحر التي «جمعت الأنصار وحتى الخصوم»، قائلاً: «أهنئكم لناحية التنظيم والأمن وأرحتم رجال الأمن واحتفلتم بتظاهرة فيها فرح خاصة عندما بدأ الأذان بيّن المشتركون عن احترامهم للآخر». ولفت إلى «أننا نأمل بأن تكون طريقة التعبير الحضارية مثالاً لكل اللبنانيين».
الحص
وأعلن الرئيس الدكتور سليم الحص، في بيان، أنه «بانعقاد طاولة الحوار في المجلس النيابي بين رؤساء الكتل النيابية يحدونا الأمل بالمشاركين أن يرتقوا الى مستوى الاحداث والتطورات، خصوصاً على الصعيدين الداخلي والإقليمي لتكون نتائج هذا الحوار مثمرة ومدخلاً لحل الأزمات المتراكمة بتحقيق المطالب الشعبية والمعيشية الضاغطة، وأولها إقرار قانون انتخابي جديد بموجب النسبية واعتبار لبنان دائرة واحدة أو اعتماد المحافظات لكن أيضاً على أساس النسبية».
وتوجه إلى أعضاء طاولة الحوار بالقول: «إن أصعب المواقف هو أن نقف أمام هذا الشعب الطيب الذي أولاكم ثقته وتحمّل ويتحمّل وزر الخلافات والمناكفات بينكم، ليجدكم عاجزين عن اجتراع الحلول لتحقيق مطالبه المحقة ومواجهة هذا الفساد المستشري في مرافق الدولة».
وقال: «لنعترف بأننا فشلنا بتأمين أبسط مقومات العيش الكريم لهذا المواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة، خصوصاً في ظل انعدام أي إمكانيه للتوافق السياسي بين الأفرقاء بحجة تسجيل نقاط على الطرف الآخر تارة أو لعدم التوافق على الحصص والمكاسب والمغانم تارة أخرى».
وأكد الرئيس الحص «أن الدول التي تحترم إرادة شعوبها تحتكم إلى رأي الشعب فور مواجهتها أي أزمة حالكة سياسية كانت أم اقتصادية أم بيئية، فتلجأ إلى عملية استفتاء المواطن أو بالدعوة لانتخابات مبكرة، عندها يتم الاحتكام الى رأي الشعب من خلال ما أفرزته صناديق الإقتراع».
وأعلن أن «الاحتكام لرأي الشعب لهو أمر ضروري وملزم في هذا الظرف بالذات، فلنقدّم إلى شعبنا الطيب الصابر، الذي يطالب بحقوقه المعيشية والبيئية وحتى بالتغيير، قانوناً انتخابياً نسبياً، وبذلك نكون قد حققنا لشعبنا رغبته بالتعبير عن رأيه من خلال ما تفرزه صناديق الاقتراع وعندها نقوم بالاحتكام والانحناء لإرادة الشعب».
قاسم
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في لقاء توجيهي مع أساتذة «مدارس المصطفى» إلى أن «لبنان اليوم يعاني من تعطيل في كل المؤسسات تقريباً، والتعطيل يجر إلى مشاكل ويؤدي إلى ضرر للمراقبين ولمصالحهم. وقد جاءت دعوة الحوار من قبل الرئيس نبيه بري، وهذه الدعوة هي دعوة إيجابية ونحن نشجع عليها ونعتبرها بقعة ضوء في هذا الظلام الموجود في لبنان والمنطقة، ونعتقد أيضاً أن توفر الإرادة الجدية عند المتحاورين نستطيع أن نقدم بعض الإنجازات من خلال هذا الحوار»، موضحاً أننا «لا نذهب إلى الحوار بطريقة بروتوكولية أو شكلية وإنما نذهب وقناعتنا بأن بعض الأمور يمكن أن ننجزها، يمكن أن ننجز دعم الجيش والقوى الأمنية، يمكن أن نفعل عمل المجلس النيابي، يمكن أن نعالج العقبات التي أعاقت عمل الحكومة في المرحلة السابقة، كما يمكن أن نقرّب المسافات في مسألة رئاسة الجمهورية وأن نصل إلى خطوات حل في خضم الآفاق المسدودة في منطقتنا. إذا يمكننا أن نحقق شيئاً، ولذا نحن نتعامل مع الحوار بطريقة إيجابية ونعتبر أنه بالإمكان أن تتحقق بعض الإنجازات في شكل عام».
زعيتر
ورأى وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر في بيان، ان «الجميع يراهن على ما سيصل إليه الحوار من نتائج وحلول للتفاهم حولها، لإخراج لبنان من دائرة أزماته المتراكمة»، مؤكداً أن «نجاح طاولة الحوار سيعود إلى الأطراف المحاورة، أي المشاركين فيها».
ولفت إلى «ضرورة التفكير بإيجاد الحلول الناجعة، لأن هناك أموراً وأزمات معيشية واقتصادية ودستورية لا يمكن تأجيلها»، مشيراً إلى أنه «يجب على القيادات السياسيه أن تفكر في ألم الناس وإيجاد الحلول وليس العرقلة، وأن يتحمل الجميع مسؤوليته وان يرتقوا الى مستوى الأحداث والتطورات، على الصعيدين الداخلي والإقليمي، لتكون نتائج هذا الحوار مثمرة ومدخلاً لحل الازمات المتراكمة، بتحقيق المطالب الشعبية والمعيشية الضاغطة، لأن لبنان لا يستطيع أن يتحمل تعطيل أكثر وشلل أكبر».
وأمل عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي عسيران، في تصريح «خيراً من طاولة الحوار»، وقال: «إن المسؤولية كبيرة، والنجاح سيكون عظيم لكل مشارك في هذا الحوار»، مؤكداً أن «استمرار اجتماع المتحاورين أمر ضروري للخروج بحلول ناجحة ترضي الشعب اللبناني العظيم».
وأعلنت كتلة «المستقبل» بعد اجتماعها الدوري أنها «ذاهبة إلى طاولة الحوار لفك أسر الدولة ومؤسساتها عبر هذا المدخل»، آملة «بأن تكون جلسة الحوار ممراً حقيقياً للتوجه نحو الموضوع الأساس وهو الاتفاق على رئيس مما يعيد النظام العام للمؤسسات الدستورية وذلك كي لا تصبح جلسات الحوار هدراً للوقت».
الجميل
وأعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي، مشاركة الحزب في جلسة الحوار اليوم، موضحاً انه «لن نفوت فرصة الحوار لتحقيق خرق ما في موضوع الرئاسة ولا بديل آخر عن الحوار سوى الجلوس والتفرج». وتمنى على الرئيس بري حصر جدول أعمال الحوار بملف واحد وهو انتخاب رئيس للجمهورية.
وأشار الجميل إلى «أن وجودنا في هذه الحكومة كابوس وحلمنا أن نتركها»، وقال: «أصبح وجود الحكومة شبيهاً بغيابها وإما السير بالخطة التي وضعتها لجنة النفايات ونزع النفايات وإما بقاؤنا فيها لا يعود له أي مبرر».
وأيدت الهيئة العامة في «تجمع العلماء المسلمين» في بيان تلاه رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبدالله إثر اجتماعها الدوري، الدعوة للحوار، مؤكدة «ضرورة أن يكون الاتفاق على قانون انتخاب نيابي عادل هو النقطة الأولى على جدول الأعمال».
وتمنت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان برئاسة منسقها العام الشيخ زهير عثمان الجعيد، أن يكون لقاء الأربعاء الحواري «بداية صحيحة لوضع النقاط على الحروف والأصبع على الجرح لمعالجة الأزمات، وأن تتخطى البرامج والأبحاث والحلول مواقع التسويات والغنائم والحصص نحو موقع لبنان وحصة لبنان فقط لا غير».
في المقابل، رأى الأمين العام لـ«التيار الأسعدي» معن الأسعد، في تصريح «أن انعقاد طاولة الحوار غير مجدية ولن تغير من واقع الحال في لبنان الذي يزداد تعقيداً وتأزماً بفعل سياسة الفساد واللامبالاة واللامسؤولية التي تنتهجها الطبقة السياسية الفاسدة».
واعتبر الأسعد «ان الحوار من دون جدول اولويات والالتباس في مواقف المدعوين هو إلهاء للبنانيين ومضيعة للوقت واستفزاز للمتظاهرين الذين عليهم مواجهة السلطة السياسية»، داعياً «اللبنانيين الى النزول الى الشارع والتظاهر دفاعاً عن حقوقهم المكتسبة والمشروعة والمنهوبة من هذه السلطة.