اسبانيا تعلن رسمياً: وحده الأسد رضينا أم لم نرض
يتقدّم الملف السوري واجهة الملفات التي تقلق الحكومات الأوروبية منذ أن لاحت في الافق أزمة لاجئين كبرى. يقول بعض المراقبين إنها أزمة تمّ تفعيلها من أجل التوصّل الى حلّ ما بصيغة ما في ما يخصّ الحلّ السياسي للأزمة السورية.
هذا الحلّ الذي بات أمراً واقعاً بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى يأتي بسياقه مفاوضات على مجمل الملفات التي تعني إيران مباشرة وبينها الأزمة السورية.
من طهران تحديداً صدح صوت رسمي لأحد المسؤولين الأوروبيين في بلد عضو هام بالاتحاد الاوروبي هو وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل غارسيا مارغللو متناولاً الملف السوري بحيّز لافت للاهتمام، وبلغة اكثر قدرة على التفسير اليوم من ذي قبل، وهو بموقف لافت للحكومة التركية من قلب العاصمة الإيرانية، فقد اعتبر مارغللو أنّ «الوقت حان لبدء مفاوضات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لتجنّب استغلال داعش للحرب الدائرة هناك ومواصلة تقدّمه على الأرض»، مشدّداً على أن «حكومة بشار الأسد، سواء رضينا بها أم لا، هي من تمتلك الشرعية الدولية، وهي من تملك مقعداً في الأمم المتحدة».
كلام مارغللو عالي النبرة يشكل حجر أساس في إعلان مواقف ونوايا، كما يمثل مؤشراً على قلق اوروبي واضح واسباني لافت من تبعات الحرب في سورية، والتي باتت امتداداتها أخطر مما يمكن ان يتخيّل الاوروبيون ومعهم دول العالم، فهذه الأزمة التي بدأت منذ نحو خمس سنوات اكدت اليوم ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدايتها انها ازمة ستطاول العالم كله.
أوروبا اليوم مطالبة ببناء سياج آمن يمنع تمدّد الإرهاب اليها والمفارقة فتح باب اللجوء السريع اليها والذي يحمل في طياته أحد الجوانب التي قد تشكل ايجاباً لجهة استشعار خطر يسرّع الحلول في سورية ويقلب وجهة نظر متزمتة من بقاء الأسد اما الأهمّ في كلمة مارغللو تشديده على شرعية الأسد دولياً، ورضي العالم ام لم يرضَ.
من قلب طهران تعلن اسبانيا بدء علاقات جديدة مع إيران في خطوة تؤكد انّ دولاً اوروبية أخرى ستحذو حذوها تجاه ايران اولاً وسورية ثانياً، وبالتالي فإنّ المتغيّر الكبير اليوم سيعكس انقساماً واضحاً في دول الاتحاد الأوروبي التي ستكون امام مسؤولية البت بحلّ الأزمة.
«المفاوضات ستساهم في انتهاء النزاع السوري، الذي اندلع قبل أكثر من أربعة أعوام، وأسفر عن مقتل أكثر من ربع مليون شخص، ونزوح 11 مليون آخرين، وكذلك في إيقاف مآس جديدة للاجئين»، هكذا اكد مارغللو على ضرورة الحلّ، واذا كانت اسبانيا مقدمة لتغيّر الموقف الأوروبي ومؤشراً لحلّ سياسي بات أقرب من أيّ وقت مضى للملف في سورية فإنّ تصريحاً شديد اللهجة من الخارجية الأوروبية وإقراراً بشرعية الأسد بهذه الصراحة وحده دليلاً على نقمة حقيقية واستعجال غير مسبوق واعتراف كبير بانتصار الأسد.
اسبانيا تفتتح بوابة التقدّم الاوروبي نحو الأسد رضي العالم ام لم يرض.
«توب نيوز»