الأوروبيون واللاجئون السوريون يصبّون جام غضبهم على دول الخليج

تستمرّ الصحافة الغربية في تغطيتها الواسعة لأزمة اللاجئين التي تتفاعل بصورة قوية في أوروبا. ومرّة أخرى، تسلّط الصحف الغربية الضوء على مسألة عدم استقبال دول الخليج الغنية اللاجئين من سورية.

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «بيزنس إنسايدر» موضوعاً قالت فيه إنّه من الصعب ألا تلاحظ كيف كان فرار جميع اللاجئين السوريين ناحية الغرب بدلاً من السعي إلى الحصول على ملاذ آمن في الدول العربية الغنية في منطقة الخليج العربي. والآن، يثير مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد هذا السؤال: لماذا لم تستقبل دول الخليج اللاجئين السوريين؟ فعلى «تويتر»، صار «هاشتاغ: استضافة لاجئي سورية واجب خليجي»، منبراً للتعبير عن السخط الذي يشعر به عدد من العرب وهم يرون الدول الأوروبية مثل ألمانيا تستضيف الآلاف من اللاجئين، بينما دول الخليج لا تستضيف أحداً تقريباً.

من ناحيتها، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن سياسة الذراع المفتوحة التي تتبعها بعض الدول الأوروبية، خصوصاً ألمانيا، في استقبال اللاجئين بلا قيود تقريباً، أجّجت رغبة المزيد من مواطني الشرق الأوسط في شد الرحال إلى أوروبا. وقالت الصحيفة إن العراقيين قرّروا أن يحذوا حذو السوريين وأن يسافروا إلى أوروبا التي يعتبرها اللاجئون فرصة ذهبية.

في حين اعتبر الكاتب هنري تشو من خلال مقال نشره في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، أن ألمانيا بترحيبها باللاجئين، أنست العالم صورتها التي سادت حتى أشهر قليلة ماضية في ما يخص أزمة اليونان المالية. فبعد أن كانت البلد القاسي عديم الرحمة الذي رفض أي تهاون في الضغط على الشعب اليوناني لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ بلادهم من خطر الإفلاس، ها هي اليوم تظهر بمظهر الرحيم العطوف ذي القلب الكبير.

«واشنطن بوست»: إجراءات قانونية تهدّد الاتفاق النوويّ

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالا يوضح أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يسلّم الكونغرس اتفاقية جانبية رئيسية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمر الذي يهدد ـ بشكل نهائي ـ صلاحيته على التصرّف في العقوبات ضدّ إيران.

وأوضح المقال ـ الذي كتبه عضو الكونغرس الجمهوري مايك بومبيو والخبير في القانون الدستوري ديفد ريفكن ـ أن قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ـ الذي تم التوصل إليه بين الحزبين واتفق على صوغه بين الكونغرس وإدارة أوباما ـ يقتضي بدقّة أن يسلّم الرئيس الكونغرس نصّ الاتفاق مع إيران وأي مواد إضافية تتعلق بالاتفاق بما فيها الاتفاقيات الجانبية، وأدوات التنفيذ، والوثائق وأيّ تفاهمات أخرى.

وأضاف المقال أن الاتفاق الجانبي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يتناول كيفية حل القضايا الرئيسية في شأن الأبعاد العسكرية السابقة للبرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى المعايير العملياتية لنظام التحقق الذي يجب أن تخضع له إيران.

وقال إن لعدم تسليم هذه الوثيقة نتائج قانونية مهمة بينها ـ وفقاً لقانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 المشار إليه ـ أن الرئيس لا يستطيع الإلغاء، التعليق، التخفيف، أو الإعفاء من العقوبات ضد إيران خلال مراجعة الكونغرس الاتفاق النووي.

وأشار المقال إلى أن فترة المراجعة من المقرر أن تستغرق ستين يوماً ابتداء من اليوم الذي يسلّم فيه الرئيس الاتفاق للكونغرس، ونظراً إلى أن الرئيس لم يسلّم الاتفاق بكامله، فإن فترة الأيام الستين لم تبدأ بعد، وأنّ الرئيس سيظلّ غير قادر على التصرّف في العقوبات ضدّ طهران.

وبما أن قانون المراجعة المشار إليه يقتضي تسليم الكونغرس الاتفاق بين السابع من تموز والسابع من أيلول ـ أي الاثنين الماضي ـ فإن صلاحية الرئيس للتصرف في العقوبات ضد إيران يجب أن تبطل نهائيا ابتداء من أمس الثلاثاء، الأمر الذي يهدّد الاتفاقية برمّتها.

وحذّر المقال من أنه إذا تجاهل أوباما هذا القيد القانوني لصلاحياته، فيمكن للكونغرس أن يرفع الأمر إلى القضاء.

«بيزنس إنسايدر»: لماذا لم ترحب دول الخليج الغنية باللاجئين السوريين؟

نشرت صحيفة «بيزنس إنسايدر» موضوعاً جاء فيه: من الصعب ألا تلاحظ كيف كان فرار جميع اللاجئين السوريين ناحية الغرب بدلاً من السعي إلى الحصول على ملاذ آمن في الدول العربية الغنية في منطقة الخليج العربي.

الآن، يثير مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد هذا السؤال: لماذا لم تستقبل دول الخليج اللاجئين السوريين؟

على تويتر، صار «هاشتاغ: استضافة لاجئي سورية واجب خليجي»، منبراً للتعبير عن السخط الذي يشعر به عدد من العرب وهم يرون الدول الأوروبية مثل ألمانيا تستضيف الآلاف من اللاجئين، بينما دول الخليج لا تستضيف أحداً تقريباً.

في أوروبا أيضاً، يهيب مستخدمو الإنترنت بدول الخليج. الناشطون السوريون على «فايسبوك» في الدنمارك تساءلوا قائلين: كيف فررنا من مناطق إخواننا المسلمين، والذين كان ينبغي عليهم أن يلتزموا بمسؤولياتهم تجاهنا أكثر من البلاد التي يصفونها بالكفر؟

يأتي ذلك بينما توجهت الغالبية العظمى من أربعة ملايين لاجئ الذين فرّوا من الصراع والمعاناة في سورية إلى تركيا المجاورة، والأردن، ولبنان، حيث يعيشون في مخيمات اللاجئين المزدحمة.

وقد سعى الآلاف للذهاب إلى أوروبا، خصوصاً هذه السنة، وذلك في ظل غياب أي مؤشر على أن الحرب التي اندلعت منذ أربع سنوات في سورية ستضع أوزارها قريباً. هم منجذبون إلى أوروبا حيث يطمحون في الحصول على وضعية اللجوء السياسي والحصول على وظائف والبدء في إعادة بناء حياتهم.

وفي حين تزخر مواقع التواصل الاجتماعي بحقيقة أن دول الخليج العربية الغنية لا تقدم الترحيب نفسه، فإنه من غير المرجح أن تشهد الأوضاع تغييراً في الوقت الراهن. والسبب هو نفور دول الخليج العربي من منح صفة لاجئ، ليس فقط للسوريين، إنما لأي شخص.

تقول جين كينينمونت، نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «تشاتام هاوس» في لندن: هناك بعض السوريين الذين وجدوا ملاذاً في منطقة الخليج، خصوصاً في قطر، لكنهم لا يملكون إلا تأشيرات موقتة.

وتابعت: إن دول الخليج ليست موقعة على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين التي وقّعت بالفعل عليها الدول الغربية وحتى أكثر البلدان في العالم.

وترى كينينمونت أن موقف الدول الخليجية مدفوع بوجود هذا العدد الكبير من العمال المهاجرين في دول الخليج، بما في ذلك من دول مثل باكستان، حيث الاضطرابات السياسية والقمع.

يتجاوز عدد العمال المهاجرين السكان الأصليين في كل بلد باستثناء المملكة العربية السعودية وعُمان. في كل دول الخليج، فإن الغالبية العظمى من القوى العاملة الأجنبية، والتي تتراوح من 88.5 في المئة في عُمان إلى 99.5 في المئة في الإمارات.

ولكن إذا كان من غير المرجح أن تغير دول الخليج من موقفها في شأن اللجوء السياسي، سيكون من الظلم أن نقول إنها غضت الطرف عن محنة اللاجئين السوريين في البلدان الأخرى.

تشير كينينمونت إلى أن الكويت هي أكبر الجهات العربية المانحة للاجئين السوريين، ورابع أكبر المانحين على الصعيد الدولي، بعد الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا. المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة هما أيضاً من بين أعلى عشرة مانحين في العالم.

«لوس أنجليس تايمز»: الذراع المفتوحة للاجئين لمّعت صورة ألمانيا

اعتبر الكاتب هنري تشو من خلال مقال نشره في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، أن ألمانيا بترحيبها باللاجئين، أنست العالم صورتها التي سادت حتى أشهر قليلة ماضية في ما يخص أزمة اليونان المالية.

فبعد أن كانت البلد القاسي عديم الرحمة الذي رفض أي تهاون في الضغط على الشعب اليوناني لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ بلادهم من خطر الإفلاس، ها هي اليوم تظهر بمظهر الرحيم العطوف ذي القلب الكبير.

وقارن الكاتب بين تشدّد المستشارة الألمانية في تطبيق شروط الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان وموجة الانتقادات التي هبت ضدّها ووصلت إلى درجة نشر رسوم كاريكاتيرية تشبّهها بهتلر، وصورتها اليوم كملاك للرحمة.

ورجّح الكاتب أن يكون هناك دافع تاريخي وراء صور الألمان وهم يستقبلون اللاجئين الواصلين إلى بلادهم بالهدايا، وقال لربما هم يريدون أن تمسح صور استقبالهم قطارات اللاجئين الصورة العالقة في أذهان الأوروبيين عن القطارات الألمانية التي كانت تحمل بأولئك الذين كانوا يرسلون إلى حتفهم أيام النازية.

«وول ستريت جورنال»: العراقيون يلحقون بالسوريين لجوءاً إلى أوروبا

اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في تقرير لها أن سياسة الذراع المفتوحة التي تتبعها بعض الدول الأوروبية، خصوصاً ألمانيا، في استقبال اللاجئين بلا قيود تقريباً، أجّجت رغبة المزيد من مواطني الشرق الأوسط في شد الرحال إلى أوروبا.

وقالت الصحيفة إن العراقيين قرّروا أن يحذوا حذو السوريين وأن يسافروا إلى أوروبا التي يعتبرها اللاجؤون فرصة ذهبية.

وفي تقرير منفصل للصحيفة ذاتها، تطرق الكاتب تشارلز دوبري لموقف الدنمارك الرافض استقبال اللاجئين في أوروبا على هذا النحو، إذ نشرت في وقت سابق إعلانات في الصحافة اللبنانية تبيّن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في استقبال اللاجئين. وتضمنت حزمة التعليمات الدنماركية الجديدة خفض مخصّصات الإعانة المالية للاجئين بنسبة 50 في المئة، ومنع اللاجئ من استقدام عائلته في السنة الأولى، واعتبر الكاتب أن موقف الدنمارك يجسد الانقسام الأوروبي في شأن استقبال اللاجئين بأعداد ضخمة.

يذكر أن الحكومة الدنماركية الحالية ذات توجهات يمينية، وصرح وزير الهجرة إنغر ستويبيرغ في لقاء مع قناة دنماركية قائلاً: لقد قلنا في حملتنا الانتخابية إن فزنا، فسنشدّد قوانين اللجوء وهذا ما فعلناه. وسيكون هناك تشدد أكثر في المستقبل لأن التدفق إلى الدنمارك كبير جدًاً.

«غارديان»: دعوات لإصلاح الأمم المتحدة بعد فشلها في سورية

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً لكريس ماكغريل عنوانه: «لقد أخفقت إزاء سورية وإيبولا، فما خطب الأمم المتحدة؟».

وقال الكاتب إن الأمم المتحدة أنقذت حياة عددٍ من الأشخاص وجعلت حياة البعض أفضل، وذلك على مدار 70 سنة. مضيفاً أن هناك أمراً واحداً يتفق عليها جميع أعضائها، المتمثل في حاجة المنظمة إلى إعادة إصلاحها.

ونقل كاتب المقال عن داغ همرشولد، الذي شغل منصب أمين عام الأمم المتحدة، وكان ثالث شخص يتولّى هذا المنصب، مقولته عن المنظمة الدولية بأنها أنشئت لإنقاذ الإنسانية من جهنم.

وأشار ماكغريل إلى أن المنظمة الأممية أنفقت نصف تريليون دولار أميركي منذ إنشائها، كما أنها تذهب إلى أماكن الصراعات لإحلال السلام، إلا أنها تقف كمتفرج أمام الإبادات.

وأوضح ماكغريل أن الإخفاق الأخير للأمم المتحدة تجسّد في سورية وفي وقف انتشار إيبولا.

وعلّق أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، والذي تعلّم من كتب كانت تؤمّنها له «يونيسف» بعدما اضطرت عائلته إلى الهروب من كوريا في 1950، أنّ الأمم المتحدة مختلفة تماماً عما كانت عليه منذ 70 سنة. لذا، فإنه من المهم جداً إجراء بعض التغييرات وأن تتكيف معها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى