شآمنا!
كتب الشاعر الفلسطيني، السفير السابق لفلسطين في ليبيا، المتوكل طه، قصيدة عنوانها «تعريف الشام القاسي». وأنا كقارئٍ ومتلقٍّ، رأيتها تصل إلى حدّ الظلم والجَلد أحياناً. وإن كانت صوَرها عميقةً ودلالاتها ذكيّةً وصاحبها متمكّن. إلا أنني أراها ظالمة للشام. فكتبت ردّاً ضمن إمكانياتي المتواضعة، لغيرتي على الشام ومحبّتي لها.
هدّئ روع حرفك يا أخي
فالقدس رغم عسف زمانها
لم نرها إلا كشامنا يا أخي
دَعْ عنك ما جال في بالك
فالشام مسكنها فؤاد الأُوَّلِ
لم يكن أحد غريباً بِدوحةٍ
ولم تنتظر فتياتها جلنار عقدٍ من حلي
الشام شمس الكون اقرأ جيداً
كيف تُكسِّرُ ضوءها المتهللِ
والياسمين يزيّن ضفائر حُسنها
ما لي أراكَ تنفشُ شعرها المتدللِ
الشآم حمائمُ ومآذنُ وقلاعُ صبرٍ
ساحاتها للبلبل الصدّاحِ أو للعندلِ
الشام زغرودة الدمع صافية الندى
ناقوسها يسجد في الآذان
إن كنتَ تجهله سلِ
الشام منديلُ شموخ نسائها
وعويل ثكلاها حمائمُ تهدُلِ
مدَّتْ شآم بيوتها بمحبةٍ
من جاءها أهلاً بهِ ومن لاذ يلوذُ بأفضلِ
الشام مصحفُ حبٍ تكاملَ حدُّهُ
تكامُلَ النُّهى في الناظرِ المتأملِ
الشام رقصةٌ وجنازةٌ وقصيدةٌ
وطعنةُ الغادرِ المتنقلِ
الشام أبجدية الهدى
طلّ الندى
عطر الثريا والثرى
فيما قساوتك يا سيدي المتوكلِ؟!
كيف تناسيتَ أطايب دوحها
وذهبتَ عن عمدٍ تروم سفرجلِ؟!
الشام يسكنها الهدى بمحبةٍ
والغيمةُ الظلماءُ يوماً تنجلي
يأتي إلى الفيحاء من أراد تطّهراً
ومن لم يجد ماءً فترابها للأمثلِ
عذراً أخي طه وأنتَ بحرُ بلاغة
في الحرفِ مشهودٌ لك بالأولِ
تقسو حروفك في شآمنا غيلةً
رفقاً بها وتَجَوَّدِ وتمهّلِ
توكلتُ على الله أخاطبُ طيبكَ
أن تُعيدَ بمحبةٍ نَظم قصيدة المتوكلِ
حيدر علي