تقرير

كتب عومر بارليف في صحيفة «معاريف» العبرية:

لماذا قررت الآن السفر إلى الولايات المتحدة والالتقاء مع رجال الادارة؟ في الاغنية الشهيرة لجون دنفر، التي تحولت منذ سنوات إلى نشيد الفراق على مر الزمن، يغني لحبيبته الوهمية: «لا أعرف متى سأعود». يقول لها ذلك ويلمح إلى أنه من الاجدر أن تنتظر.

أنا لست مغنياً لأغاني الحب، وبخلاف دنفر، من الواضح لي متى سأعود من السفر. لكنني مثله، أنا على يقين أنه يجدر الانتظار، لأن سفري يحمل في ثناياه الفرصة للاصلاح.

لم أعمل ولا أنوي العمل في التفسير والدعاية، ولا أبحث عن رضا أحد. لست عضواً في الجالية الدبلوماسية بل في الجالية الامنية ـ الحديث هنا عن أمن الدولة. ولا أنوي الوقوف جانباً ورؤية كيف نبقى مكشوفين من كل الاتجاهات: اتفاق لم نشارك في صوغه، وتضاؤل التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. أنا أسافر أولا وقبل كل شيء للدفاع عن أمن «إسرائيل» في وجه الاتفاق بين إيران والدول العظمى الذي أصبح حقيقة. لهذا السبب من الصحيح القول إننا أمام واجب اصلاح ذات البين مع الأميركيين واكتشاف طرق المواجهة المشتركة للتحديات المشتركة.

هناك من يحذّر من أن علاقة الدولتين قد تضررت لدرجة أنها ستتفجر بشكل غير مسبوق. لو كانت هذه هي الصورة لما تجرأ أحد في الولايات المتحدة، بما في ذلك اليهود، على دعوة شخصية «إسرائيلية» منتخبة من أجل الوصول ومناقشة الوضع: لكن الدعوة وصلت ـ وأنا أنوي الاستجابة لها.

لقد أثبت التاريخ أن الأميركيين يحترمون الاتفاقات الامنية. لو كررت التنبؤات الصعبة، فأنا استطيع تخيلهم وهم يقولون إن هذه الميزة ما هي إلا سيف ذي حدّين. «سيقول اولئك إن هذا يُمكنهم من ارضاء طرفين لهما مصالح متناقضة». وأنا أقول لأولئك المتنبئين، تمهلوا.

هناك عشرات الامثلة على التعاون بين «إسرائيل» والولايات المتحدة. لذلك لا يضر التفكير المشترك في الموضوع الإيراني. وكوني مؤمناًُ بالمساعدة الامنية الأميركية وكذلك المساعدة السياسية، فمن واجبنا التفكير والعمل من أجل اليوم التالي. الموضوع الفلسطيني قد يصل بشكل أحادي الجانب إلى مجلس الامن بواسطة الفرنسيين. ومن سنحتاج إلى جانبنا إن لم تكن الولايات المتحدة؟ لهذا يجب ألا ندفن رأسنا في الرمل ونعمل ضد الشريكة الاستراتيجية الكبيرة، التي قد تكون الوحيدة لنا.

يجب استغلال الفرصة والتحدث مع الجالية اليهودية. يمكن التحدث بأسف لأن الجالية اليهودية في ازمة غير مسبوقة. وهذا بفضل نتنياهو. فهو يعتبر نفسه «زعيم الأمة اليهودية» ولا يتردد في فعل أمور تدميرية أمام أميركا الكبيرة بما في ذلك إلحاق الضرر باليهود. الآن بالذات يجب القول لليهود الاعزاء إنه توجد سبيل اخرى، وإن نتنياهو وثلته ليسوا قدراً نهائياً.

جميعنا في الجهة نفسها، وبالتالي يجب إيجاد الطريق لالتئام الجراح. ويهود الشتات يعانون من السياسة الحالية. فإن حب الوطن لا يخضع للامتحان. وقبل انطلاقي سآخذ من دنفر سطراً آخر وأقول إنه عندما تكون الحقائب جاهزة فسأملأ قلبي بالأمل أن هناك من سيسمعني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى