الجيش العراقي يستعيد سامراء وتكريت وأحياء من الموصل

استعادت القوات العراقية السيطرة على حيّي القدس والتحرير في الموصل وتمكّن الجيش من صدّ هجوم لـ«داعش» على سامراء قبل أن يتمكن من السيطرة على كامل القضاء فيما تحدثت معلومات عن إحكام القوات العراقية سيطرتها على تكريت.

وكانت القوات العراقية قد صدت هجوماً لمسلحي «داعش» في ناحية الكرمة غرب الرمادي، وفي كركوك سيطرت القوات الكردية على المدينة بعد انسحاب الجيش العراقي.

ونجا وزير البشمركة جعفر مصطفى من تفجير استهدف موكبه أثناء تفقده القوات الكردية جنوب غربي مدينة كركوك، وفقاً لمسؤول كردي عسكري. وقال آمر لواء البشمركة العميد شيركو فاتح شواني أن «موكب وزير البشمركة كان في طريق العودة من مناطق جنوب غربي كركوك إذ كان يزور قطعات البشمركة قبل أن يتعرض لانفجار عبوة ناسفة أدت إلى مقتل عنصر من البشمركة».

وفي تكريت مركز محافظة صلاح الدين أفاد مصدر في الشرطة العراقية، بأن قوات الجيش استعادت السيطرة على مدينة تكريت بالكامل بعد اشتباكات جرت مع عناصر تنظيم «داعش» في المدينة. وذلك بعدما شن الطيران العراقي أربع غارات على الأقل مستهدفاً مواقع يتحصن فيها مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» داعش في وسط المدينة، بحسب ما أفاد شهود عيان، أوضحوا أن الغارات الجوية استهدفت مجمع القصور الرئاسية في المدينة 160 كلم شمال بغداد حيث يسيطر مسلحو «الدولة الإسلامية» على المدينة منذ أول من أمس.

وفي وقت ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن رئيس الوزراء العراقيّ طلب سرّاً من إدارة الرئيس الأميركيّ باراك أوباما أن تدرس توجيه ضربات جوية إلى نقاط تجمّع لمسلحين يمثلون تهديداً متزايداً لحكومته، وصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري سيطرة مليشيات متشددة على مناطق في شمال العراق بـ»الانتكاسة الأمنية الكبيرة»، وقال إن الولايات المتحدة عليها التزامات بمكافحة «الإرهاب» في العراق، نافياً في المقابل أن تكون حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي قد طلبت تدخلاً عسكرياً من قبل الولايات المتحدة.

وطالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن بـ»الافراج الفوري» عن حوإلى خمسين تركياً محتجزين في القنصلية التركية في الموصل واستبعد تدخلاً للحلف في العراق. وقال في مؤتمر صحافي في مدريد: «أدين بشدة احتجاز رهائن، نطلب من محتجزي الرهائن الإفراج عنهم فوراً»، مؤكداً أنه لا يرى «دوراً للحلف الأطلسي في العراق».

إعادة اللواء ركن ناصر الغنام إلى الجيش

وفي سياق الإجراءات المتخذة لإعادة هيكلة القوات الأمنية، قال مسؤول عسكري في وزارة الدفاع إن القيادة العسكرية المشتركة استدعت اللواء الركن ناصر الغنام لتكليفه بقيادة عمليات نينوى. وكشف المسؤول عن وضع خطة عسكرية لإعادة السيطرة على محافظة نينوى بالكامل وتحريرها من المسلحين.

وكان قائد الفرقة الـ17 في الجيش العراقي اللواء الركن ناصر الغنام أعلن في 21 تموز 2013 استقالته، في سابقة نادرة من نوعها لمسؤول عسكري رفيع في البلاد .

وأفاد مسؤولون أمنيون أن الفريق علي محسن الفريجي والفريق حاتم المكصوصي كلفا بإدارة العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين. وقال مسؤول عسكري من سامراء التي باتت مقراً لإدارة العمليات بعد السيطرة على تكريت، إن أوامر عليا صدرت بتكليف الفريقين بإدارة المعارك في تكريت وعموم المحافظة لطرد مسلحي «داعش» والمتحالفين معهم.

ما تقدم، يضاف إلى تكليف المالكي اللواء الركن أبو الوليد قيادة عمليات الموصل وتطهيرها من «داعش»، ومنحه قوة عسكرية كبيرة مصحوبة بدروع وطائرات لاقتحام الموصل، بحسب ما أكدت وزارة الدفاع العراقية.

وقال الفريق الركن صباح الفتلاوي قائد عمليات سامراء في تصريح لـ«فرانس برس» اليوم إن «قواتنا مستعدة لحماية سامراء»، مضيفاً أن «الوضع مستقر والقوات في إعادة تنظيم وتستعد لتطهير المناطق التي سيطر مسلحو داعش عليها أو التي غادرتها القوات الأمنية على أطراف المدينة».

في غضون ذلك، اعتبرت وزارة الدفاع، أن ما حدث في مدينة الموصل ليس نهاية المطاف، وأكدت أنها ستقوم بتنفيذ عمليات مدبرة، ودعت إلى عدم تصديق الإشاعات «المغرضة» التي تروّجها الجهات المعادية.

«داعش»: المعركة ستحتدم في بغداد

وفي إشارة إلى مواصلة «داعش» عدوانها الإرهابي العراق، أعلن موقع «سايت» الأميركي أن «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش دعا أنصاره للتقدم إلى بغداد.

وفي تسجيل صوتي يعود إلى تاريخ أول من أمس ونسب إلى المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني، أمر الأخير «الجنود بالتقدم إلى بغداد» وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لعدم «كفاءته». وقال «واصلوا الانتشار. المعركة لم تحتدم بعد ولكنها ستحتدم في بغداد وفي كربلاء. كونوا على أهبة الاستعداد»!. وأضاف: «ازحفوا إلى بغداد». وفي كلامه إلى المالكي الذي وصفه بـ»بائع الشعارات» قال: «لا يوجد شخص مجنون أكثر منك إلا الذين يقبلون بك رئيس حكومة وقائداً».

محاسبة المقصرين

إلى ذلك أكد القادة السياسيون في بيان الاختنام للاجتماع الذي عُقد مساء أول من أمس ضرورة تحقيق المشاركة الوطنية في القرار ومحاسبة المقصرين في التداعيات الأمنية الأخيرة التي تشهدها البلاد.

وذكر بيان لمكتب إعلام الجعفري أن «مجموعة الرموز الوطنيّة العراقيّة اجتمعت لتقييم الظروف التي يمرُّ بها العراق العزيز، وخلص المُجتمِعون إلى ضرورة تأكيد الحفاظ على الوحدة الوطنيّة ورصِّ الصفوف ومُواجَهة الإرهاب الوحشيِّ بكلِّ شجاعة والتفاعل مع ما تعرَّضت له مدينة الموصل العزيزة ببذل أقصى الجهود، وتوفير المُستلزَمات المطلوبة لإعادة سيادتها والحفاظ على ثرواتها». وأضاف: «إن المُجتمِعين أكّدوا ضرورة تحقيق المُشارَكة الوطنيّة في القرار، وتحمُّل المسؤوليّة من قبل الجميع، وتوقّفوا عند مهمة الإغاثة والأمن، وتعزيزهما في المُدُن كافة بما فيها الموصل».

وأشار البيان إلى أن «المجتمعين ثمنوا خطاب المرجعيّة الدينيّة المُوجَّه إلى القوى السياسيّة، والذي يُؤكِّد ضرورة توحيد كلمتها، وتعزيز جهودها»، مشددين على «ضرورة مُحاسَبة المُقصِّرين في التداعيات الأخيرة»، مشيدين بـ»المواقف الوطنيّة، وروح التضحية التي تمتّع بها أبناء القوات المُسلّحة، وما قدَّموا من شهداء». وتابع البيان: «شعبنا الذي شقَّ مسيرته المُظفّرة عبر ركام من التضحيات، وصنع صوراً من الصمود والتحدّي أكبر من أن تهزَّه الخروقات الشاذة من قُطّاع الطُرُق وتُجّار التخلف».

وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد دعا أهالي نينوى إلى عدم الاستسلام لإرادة الإرهاب، مشيراً إلى أن الحكومة معهم في مواجهته. وقال المالكي في كلمته الأسبوعية إن «العالم ابتلي بالإرهاب، ودول كثيرة تعيش اليوم المواجهة مع الإرهاب»، مشيراً إلى أن «ما حدث في الموصل جولة ليست الأخيرة ولا الخاتمة ولا بدّ أن نعالجه بأنفسنا وأن نخرج الشوك الذي بأقدامنا بأيدينا». وأضاف المالكي: «يجب ألا نعتمد على أي جهد آخر»، مشدداً على ضرورة «استنهاض همة أبناء نينوى الذين توجهوا الآن للتطوع ومواجهة المؤامرة».

واشنطن تدعم القادة العراقيين

وأعربت الولايات المتحدة الأميركية عن دعمها للعراق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إن «الولايات المتحدة ستدعم القادة العراقيين في عملهم لتحقيق الوحدة الوطنية الضرورية لكسب المعركة ضد داعش». كذلك أكد مسؤول غربي «أن العراق أبلغ بشكل غير رسمي الولايات المتحدة أنه منفتح أمام شن ضربات جوية للقضاء على التهديد الجهادي»، مؤكداً بذلك معلومات أوردتها وول ستريت جورنال.

وتدرس الإدارة الأميركية خيارات عدة لمساعدة العراق ومنها إمكان شن ضربات بطائرات من دون طيار، بحسب المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته. وحتى الآن، لم تقدم بغداد طلباً رسمياً في هذا الشأن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى