التدخّل البرّي الغربي يمنح «داعش» شرعيةً يبحث عنها!
مرّة أخرى تعود مسألة الحرب ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي من قبل الدول الغربية وبعض الدول العربية إلى واجهة الإعلام الغربي. فبعد الانتقادات المتواصلة للتحالف الدولي وحربه الجوّية ضدّ «داعش»، ووجه التوّجه الفرنسي إلى التدخّل برّياً في هذه الحرب، بانتقادات قبل تطبيقه.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً عن الأوضاع الميدانية في سورية وتطورات الموقف الفرنسي، حذّرت فيه من أن تنظيم «داعش» يمكن أن يكون المستفيد الأبرز من تدخل برّي فرنسي ضده، على اعتبار أن ذلك سيمنحه شرعية هو يبحث عنها، وسيمكّنه من تقديم نفسه في ثوب المدافع عن المسلمين من الغزو الغربي، وهو ما حصل في العراق بعد الغزو الأميركي، إذ انتعشت الحركات المسلحة بسبب التدخل الأجنبي وبسبب الفوضى. وقالت الصحيفة في تقريرها إن القرار الفرنسي القاضي بالمشاركة في الضربات الجوية في سورية، إضافة إلى مشاركتها في الضربات في العراق منذ أيلول 2014، يُعدّ نتيجة للتطورات الجديدة للصراع الدائر في سورية، فهذه الصراعات بين التنظيمات المسلحة والنظام تجاوز تأثرها النطاق المحلي، وتحولت إلى صراعات دولية أيضاً.
من ناحيتها، رأت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن هذه الغارات التي قتلت بريطانيين اثنين في سورية تغيير كبير في سياسة بريطانيا لمواجهة الإرهاب. وقالت إن الغارات تثير عدة تساؤلات، إذ لم يُوضَّح بعد لماذا مثّل الاثنان خطراً استدعى قتلهما. وذكرت الصحيفة أن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها بريطانيا طائرات من دون طيار لقتل أحد في دولة لا تخوض بريطانيا حرباً فيها. وطالبت بالردّ على التساؤلات والشكوك التي أثيرت في شأن الغارة، مشددة على أن وكالات الاستخبارات الغربية يجب أن تكون عرضة للمحاسبة.
«لوموند»: «داعش» المستفيد الأكبر من تدخّل عسكري في سورية
نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً عن الأوضاع الميدانية في سورية وتطورات الموقف الفرنسي، حذّرت فيه من أن تنظيم «داعش» يمكن أن يكون المستفيد الأبرز من تدخل برّي فرنسي ضده، على اعتبار أن ذلك سيمنحه شرعية هو يبحث عنها، وسيمكّنه من تقديم نفسه في ثوب المدافع عن المسلمين من الغزو الغربي، وهو ما حصل في العراق بعد الغزو الأميركي، إذ انتعشت الحركات المسلحة بسبب التدخل الأجنبي وبسبب الفوضى.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن القرار الفرنسي القاضي بالمشاركة في الضربات الجوية في سورية، إضافة إلى مشاركتها في الضربات في العراق منذ أيلول 2014، يُعدّ نتيجة للتطورات الجديدة للصراع الدائر في سورية، فهذه الصراعات بين التنظيمات المسلحة والنظام تجاوز تأثرها النطاق المحلي، وتحولت إلى صراعات دولية أيضاً.
فقد ساندت فرنسا بشدة موقف المعارضة السورية، ودفعت باتجاه تكوين حلف دولي ضد النظام السوري، قبل أن يتراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما، بصورة مفاجئة، عن موقفه نتيجة المفاوضات الأميركية ـ الروسية.
كما أن الصراع الدائر في سورية لم يؤثر على دول الجوار السوري فقط، بل كانت له تداعيات أيضاً على قلب أوروبا، من خلال الموجات الهائلة من الوافدين الذين يسعون لطلب اللجوء.
وقالت الصحيفة إن هذا الوضع الجديد يتطلب استجابة سياسية من الاتحاد الأوروبي من أجل التحكم في العدد الهائل لطلبات اللجوء، بينما تدعم فرنسا وبريطانيا بشدة تدخلاً عسكرياً، باعتباره الحل لمجابهة تنظيم «داعش»، على رغم ما تشهده أوروبا من انخفاض حاد في موازنات الدفاع.
وقال التقرير إن الخطاب المعلن الداعي إلى ضرورة التصدي للإرهاب في سورية يبدو أمراً ذا أهمية كبرى للدول الغربية، في ظل وجود مقاتلين أوروبيين في صفوف تنظيم «داعش»، إضافة إلى الإشارة السيئة التي تحملها تصرفات التنظيم الأخيرة، خصوصاً بعد قيامه بتدمير آثار قديمة في تدمر.
وقد تعودت فرنسا خلال السنوات الأخيرة على المشاركة في الضربات العسكرية تحت شعار محاربة الإرهاب، على غرار تدخلها في مالي والعراق، وإصرارها الكبير على ضرورة توجيه ضربات في ليبيا، في الفترة الممتدة بين أيلول 2014 وكانون الثاني 2015.
وذكرت الصحيفة أن هذا التدخل الفرنسي سيسبب تعقيدات كثيرة، لأن أي تدخل عسكري يعدّ وقوعاً في فخ تنظيم «داعش»، الذي سيسوّق نفسه حينئذٍ على أنه تنظيم يدافع عن السوريين ضد التدخل الأجنبي.
ويذكر أن الظهور الأول لهذا التنظيم كان في العراق، على إثر التدخل الأميركي في سنة 2003، وما نجم عنه من فوضى. ويعدّ تنظيم «داعش» تنظيماً فقاعياً، يكبر ويتغذى من التغاضي المتواصل للدول الكبرى عن النزاع الدائر في سورية، والتدمير الذي شهده العراق على إثر سقوط نظام صدام حسين، كما تقول الصحيفة.
واعتبر التقرير أن حل هذه المعادلة يبدو أمراً معقداً إذ تطرح التجاذبات الأميركية الأخيرة تساؤلات حول جدوى العمليات الجوية ضد تنظيم «داعش» في العراق. فعلى أرض الواقع، تسبب هذه الضربات أضراراً جانبية هائلة، وهي أضرار ناجمة عن محاولات مفترضة لاستعادة مدينة الموصل ومصفاة بيجي النفطية الاستراتيجية.
إضافة إلى ذلك، يواجه الجيش العراقي صعوبات جمة على رغم الدعم الذي توفره له المليشيات الشيعية، في ظلّ غياب إصلاحات عميقة داخل جهاز الدولة العراقية، والعجز عن تحسين الحياة اليومية للمدنيين، إضافة إلى أزمة انقطاع الكهرباء المتواصلة خلال هذا الصيف في العراق.
وذكر التقرير أن روسيا قامت مؤخراً بطرح مشروع تحالف منافس لمشروع التحالف التركي، لمجابهة تنظيم «داعش»، يضم كلاً من النظام السوري وتركيا والسعودية، إلا إن هذا المقترح جوبه بالرفض.
كما راجت مؤخراً معلومات حول تقديم روسيا لدعم جوي للنظام السوري بقيادة طيارين عسكريين روس. وتفيد التحليلات الأولية للاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه في تموز الماضي، بوجود تقارب أميركي ـ إيراني، على رغم المخاوف من أن إيران تحمل مشروعاً توسعياً لإقامة الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي تضم داخل حدودها المملكة العربية السعودية. وتعتبر إيران أن سورية هي نقطة ارتكاز مهمة تمكنها من تدعيم نفوذها في المنطقة.
وختمت الصحيفة بالقول إن التصعيد الأخير في الموقف السياسي الفرنسي سيكون له تأثير محدود، وإن تداعياته السلبية على فرنسا ستكون كبيرة، ما لم تسارع هذه الأخيرة بإعادة النظر في أبعاد مشاركتها في الحلف الأميركي ضد تنظيم «داعش».
«فاينانشال تايمز»: غارات بريطانيا في سورية تغيير كبير في سياستها لمحاربة الإرهاب
خصّصت غالبية الصحف الرئيسية في بريطانيا مقالات افتتاحية لمناقشة الغارات البريطانية داخل سورية التي كشف النقاب عنها الثلاثاء رئيس وزراء ديفيد كاميرون.
ورأت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن هذه الغارات التي قتلت بريطانيين اثنين في سورية تغيير كبير في سياسة بريطانيا لمواجهة الإرهاب.
وقالت الصحيفة إن الغارات تثير عدة تساؤلات، إذ لم يُوضَّح بعد لماذا مثّل الاثنان خطراً استدعى قتلهما.
وذكرت الصحيفة أن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها بريطانيا طائرات من دون طيار لقتل أحد في دولة لا تخوض بريطانيا حرباً فيها.
وطالبت الصحيفة بالرد على التساؤلات والشكوك التي أثيرت في شأن الغارة، مشددة على أن وكالات الاستخبارات الغربية يجب أن تكون عرضة للمحاسبة.
وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن محمد أموازي المعروف بِاسم «الجهادي جون» على رأس قائمة الأشخاص الذين سمح كاميرون بقتلهم بغارات طائرات من دون طيار في سورية.
وقالت الصحيفة إن البريطانيين اللذين قتلا في سورية كان على علاقة بخلية تابعة لتنظيم «داعش» مسؤولة عن حادث إطلاق نار في تونس قتل فيها 31 بريطانيا.
واستمر الاهتمام بأزمة السوريين الذين يكابدون الصعاب من أجل الوصول إلى الأراضي الأوروبية فراراً من الحرب التي أنهكت دولتهم.
وتناول التقرير معاناة نازحين سوريين لم يستطيعوا شق طريقهم إلى أوروبا بسبب شدة فقرهم. ولفت إلى أن مشهد آلاف اللاجئين الذين قطعوا آلاف الأميال وملابسهم على ظهورهم صدم كثيرين حول العالم، لكن آخرين حسدوهم على ما آلوا إليه.
ونقل التقرير عن نجوى، وهي لاجئة سورية في لبنان، قولها: أتمنى لو كنت معهم. ولم تعد العودة إلى سورية خياراً بالنسبة إلى نجوى، التي ترى أنّ سورية لا مستقبل لها، بحسب التقرير.
ولفتت «فاينانشال تايمز» إلى أنه مع استمرار الحرب في سورية بدأت المساعدات الإنسانية للنازحين في الدول المجاورة تقل، ولذا باتوا يواجهون الجوع، وتململ الدول المضيفة لهم، واحتمال ظهور جيل كامل من الأطفال بلا تعليم. لذلك، فإن أوروبا عنصر جذب لهم، حتى بالنسبة إلى من وجد ملاذاً آخر في إحدى دول الشرق الأوسط، وفقاً للتقرير.
«واشنطن بوست»: بوتين يتحرك في سورية مستغلّاً تقاعس أميركا
دعت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى عدم الاكتفاء بالخطب والاتصالات الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتفسيرات الطيبة لتصريحاته حول سورية، إذا كان أوباما يريد للرؤية الأميركية أن تتجسد على أرض الواقع.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن أوباما سبق أن قال في تموز الماضي إنه استنتج من مكالمة هاتفية مع بوتين أن الروس أصبحوا يشعرون بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يفقد سيطرته على المزيد من الأراضي، وإن ذلك يعطي واشنطن فرصة للنقاش الجاد مع موسكو في شأن سورية.
وأضافت أن تلك لم تكن المرة الأولى التي يفترض فيها أوباما أنه من الممكن إقامة حوار دبلوماسي مع بوتين للتوصل لتسوية في سورية توافق عليها واشنطن وحلفاؤها العرب، كما لم تكن المرة الأولى التي يقرأ فيها أوباما ما يقوله بوتين قراءة خاطئة.
وقالت الصحيفة إن روسيا ضاعفت دعمها للرئيس السوري بشار الأسد وتقوم بإنشاء قاعدة عسكرية في معقل الأخير على ساحل البحر المتوسط، وتستعد لنشر ألف أو أكثر من أفراد قواتها في سورية، ولتنفيذ عمليات جوية دعماً للنظام السوري.
وأوضحت أن سياسة بوتين في سورية ظلت ثابتة ومتسقة مع هدفها المحدد بمنع أي محاولات أميركية لإزاحة الأسد عن السلطة وإجبار البيت الأبيض للقبول بالنظام السوري شريكاً في محاربة تنظيم «داعش».
وأشارت الصحيفة إلى تصريح بوتين الجمعة الماضية بأن خطته لانتقال سياسي في سورية ـ التي تتضمن انتخابات برلمانية وتكوين حكومة ائتلافية مع «المعارضة الصحية» ـ تجد تأييداً كاملاً من الأسد. وقالت إن هذا التصريح يقول كل شيء حول سياسة موسكو تجاه سورية.
وأضافت أن عدم اكتفاء بوتين بالكلام وتزويده النظام السوري بالدعم العسكري يستند إلى حقيقة يرفض أوباما الاعتراف بها، وهي أن أي أجندة لمستقبل سورية سيكون لا معنى لها إذا لم تسندها القوة على الأرض، وأن الأسد لن يغادر السلطة إلا إذا أصبح ميزان القوة العسكرية لمصلحة «المعارضة السورية المسلحة» ويجعل انتصارها أمراً حتمياً.
وقالت أيضاً إنه من المرجح أن بوتين يعتقد أن ضعف أميركا يمنحه الفرصة لإعادة ميزان القوة في سورية لما كان عليه في السابق عندما كان لمصلحة الأسد.
«لوس أنجليس تايمز»: خفايا وقوع الأطفال والشباب في حبائل «داعش»
نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية مقالاً عن أسباب انضمام بعض الشباب الذين ترعرعوا في الغرب إلى تنظيم «داعش»، وقالت إن الباحثين لا يعرفون شيئاً مشتركاً بينهم باستثناء أن أعمارهم تتراوح بين 16 و25 سنة.
وقالت الكاتبة جوليا لوفي في مقالها في الصحيفة إنه لم يعد أمراً صادماً أن نسمع عن فتى نشأ في دولة غربية ويتمتع بوسائل العيش المريح قد ترك ذلك ليذهب إلى ميادين القتال بكل قسوتها وعنفها في سورية أو العراق.
وأوضحت أن الباحثين لا يملكون تفسيراً لهذه الظاهرة غير المعلومات المتفرقة عن حالات فردية تقول أحياناً إنهم من الضواحي الفقيرة في المدن الغربية، أو من أسر من الطبقة الوسطى، أو مسلمين بالميلاد، أو تحوّلوا إلى الإسلام، أو من أسر مفككة، أو من أسر مستقرة، أو لديهم مشاكل في المدارس، أو تم شحنهم بـ«أفكار متطرفة» عبر الإنترنت أو بلقاءات مع شخصيات مؤثرة.
لكن الكاتبة قالت أيضاً إن الأمر الوحيد المشترك بين معظم هؤلاء الفتية والفتيات، وفقاً لتقرير استخباراتي دنماركي حديث، أن أعمارهم تتراوح بين 16 و25 سنة، وعلّقت بقولها إن هذه المعلومة تجعلهم أصغر سناً من الشباب الذين شاركوا في القتال في أفغانستان والعراق والبوسنة من قبل، والذين كانت أعمارهم تتراوح بين 25 و30 سنة.
وقالت إن كثيرين يعتقدون أن تنظيم «داعش» يجذب شباباً أصغر سنّاً ممن كانت تجذبهم «القاعدة»، لأن التنظيم يعرض تجارب أكثر إثارة ويصوّر فتية وفتيات يؤدّون أدواراً «بطولية» في حياة مليئة بالمغامرة، ولا تشبه دعاية «القاعدة» التي وصفتها بـ«المملة»، مضيفة أن تنظيم «داعش» يعطي انطباعاً بأنه يقاتل في حقبة مهمة من الزمن تؤرخ لتحول حضاري وثقافي.
وقالت إن أساليب التنظيم الدعائية الجذابة تدعو المجتمعات الغربية إلى تحسين برامجها المضادة وتطوير استراتيجيات وقائية بدلاً من التركيز على عقاب العائدين ومن يفكرون في الالتحاق بالتنظيم، وأشارت إلى قصور هذه الحكومات في تقديم المساعدات الملموسة والإرشاد لأسر الشباب.
وشبّهت الكاتبة ما سمّته «الوقوع في حبائل تنظيم داعش» بالوقوع في حبائل عصابات المخدرات والعنف بالمدن ومجموعات الإدمان، ونقلت عن خبراء قولهم إن الاستراتيجيات التي تُستخدم لمنع الشباب من الالتحاق بالمجموعات الأخيرة ستكون فعالة في منعهم من الالتحاق بالتنظيم، ومن هذه الإستراتيجيات إعطاء هؤلاء الشباب الشعور بالانتماء للمجتمع وتوفير وظيفة لهم وتشجيع الأسر على التدخل النشط في حياتهم ومراقبتهم وحل مشاكلهم فور ظهورها.