الكرملين: الجيش السوري القوة الوحيدة القادرة على مقارعة «داعش»
أعلن دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا تعتبر أن الجيش السوري هو القوة الوحيدة القادرة على مواجهة تنظيم «داعش»، ولذلك فإن موسكو تقدم الدعم لدمشق.
وقال بيسكوف أمس «أكد الجانب الروسي مراراً على أن الخطر الناجم عن «داعش» جلي تماماً، وهو ينبثق عن محاولات التنظيم المستمرة لتوسيع نطاق الأراضي التي يسيطر عليها، وبسط نفوذه».
وأضاف: «لا توجد هناك في سورية أية قوة منظمة وفعالة أخرى، ولذلك ترى روسيا أن مهمتها تتمثل في تقديم الدعم للسلطات السورية في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة».
ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس بوتين سيتناول الوضع في سورية، ومسألة مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي في كلمته أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر في نيويورك.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس أن بلاده لا تتخذ خطوات إضافية حالياً في اتجاه تعزيز تواجدها العسكري في سورية، مؤكداً أنه عند الضرورة سيتم ذلك بالتوافق مع التشريعات الدولية والوطنية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو «لم نكن نخفي تواجدنا العسكري في سورية أبداً، حيث يعمل العسكريون الروس هناك منذ سنوات عديدة لمساعدة الجيش السوري في التدرب على استخدام أسلحتنا ومعداتنا العسكرية في مكافحة الإرهاب».
كما ذكر أن روسيا ترسل شحنات عسكرية بموجب العقود المبرمة بين الدولتين وكذلك مساعدات إنسانية إلى سورية على متن طائرات، مضيفاً أن «روسيا لا تتخذ أية خطوات إضافية حالياً. أما إذا ظهرت هناك حاجة إلى اتخاذ هذه الخطوات، فسنقوم بها بالتوافق التام مع تشريعاتنا الداخلية والتزاماتنا الخارجية والقانون الدولي، وبالتأكيد بناء على طلب وبموافقة الحكومة السورية أو حكومات البلدان الأخرى في المنطقة، في حال تطلب الأمر تقديم مساعدة لها في مكافحة الإرهاب».
هذا ووصف لافروف الاتهامات التي يوجهها الغرب إلى روسيا بـ»اتخاذ خطوات تؤدي بصورة غير مباشرة إلى تعزيز تنظيم «داعش»، بأنها عديمة الأساس، تعليقاً على مضمون مكالمة هاتفية جرت بين لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أول من أمس.
وأكد الوزير الروسي أن كيري أعرب خلال المكالمة عن قلقه من إشاعات أثرت خلال الأيام الماضية على المساعدات الروسية لدمشق. وقال: «أصر كيري على فكرة غريبة جداً مفادها أن دعمنا لبشار الأسد في مكافحة الإرهاب لا يؤدي إلا لتعزيز مواقع «داعش» وذلك لأن ممولي هذا التنظيم الإرهابي سيردون بتزويده بالمزيد من الأسلحة والأموال والوسائل الأخرى الضرورية لتنفيذ النوايا الشريرة للإرهابيين. لكنه منطق مقلوب رأساً على عقب، كما أنه محاولة جديدة لتشجيع أولئك الذين يعتمدون على الإرهابيين في حربهم ضد الأنظمة التي لا تروق لهم».
ودعا لافروف إلى التخلي عن الكيل بمكيالين في ما يخص مكافحة تنظيم «داعش»، مؤكداً أن موسكو لا تريد تكرار السيناريو الليبي في سورية، ولذلك تزود الجيش السوري بما يحتاج إليه. وتابع أن الجهود الروسية في هذا الاتجاه لا تقتصر على سورية، إذ تورد موسكو أسلحة للدول الأخرى التي تواجه الإرهاب في الخطوط الأمامية، بما في ذلك العراق، الذي يتعاون معه الجانب الروسي من دون أية شروط سياسية.
بدورها كشفت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية أن السلطات السورية تقدم ضمانات في شأن استخدام الأسلحة الروسية حصراً على مكافحة الإرهاب.
وصرحت قائلة «لم نقل أبداً أن لا وجود لأي قضايا في سورية وأن الحكومة الحالية في دمشق تعد نموذجية وأفضل حكومة في العالم… لكننا قلنا يجب أن يحل السوريون قضاياهم بأنفسهم من دون تدخلات خارجية وتقديم دعم للإرهابيين».
وفي السياق، ردت زاخاروفا بسخرية على تصريحات رئيس الحكومة الأوكرانية أرسيني ياتسينيوك عن إغلاق الأجواء الأوكرانية أمام طائرات المساعدات الروسية المتجهة الى سورية، وقالت إن تلك التصريحات التي أدلى ياتسينيوك «مثيرة للأسف والحزن».
وكانت الوكالة الروسية للطيران المدني أكدت في وقت سابق أن الطائرات الروسية التي تسير رحلات منتظمة وعارضة على حد سواء إلى سورية، لا تعبر الأجواء الأوكرانية على الإطلاق.
وفي شأن إغلاق الأجواء البلغارية أمام طائرات المساعدات الروسية، قالت زاخاروفا إنه على صوفيا أن تتذكر مدى المسؤولية الأخلاقية والسياسية التي تتحملها بسبب هذه الخطوة، وأضافت أن مثل هذه الخطوات تؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في سورية وزيادة تدفق اللاجئين.
سياسياً، قالت مارين لوبان، رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي المعارض أمس إن على الاتحاد الأوروبي تغيير حلفائه بالكامل في الحرب ضد الإرهاب وذلك باتحاده مع روسيا وسورية ومصر.
وأضافت أنه يجب الارتكاز على مصر لاستقرار الأوضاع في سورية، مشيرة إلى أن السياسيين الأوروبيين يتخذون قرارات تعرض «الشعب إلى خطر كبير جداً… نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند مسؤولان عما يحدث في ليبيا وسورية، وفتحنا الطريق أمام المهاجرين من هاتين الدولتين بزعزعة الاستقرار هناك وإعطاء المفاتيح للأصوليين الإسلاميين».
وقالت لوبان إنها ليست المرة الأولى التي يهدد فيها «الإسلاميون» بإرسالهم مقاتلين إلى الاتحاد الأوروبي مستغلين موجة المهاجرين ليضربوا في الوقت المناسب «قلب الدول الأوروبية»، مؤكدة أن السلطات الأوروبية على علم بذلك منذ أشهر من دون أن تفعل شيئاً ضده، مشيرة إلى أنهم لم يسمحوا لأنفسهم حتى بالاعتماد على مصادر أمنية سورية من المعروف أنها قد تكون أقوى استخبارات في العالم بمجال مكافحة الإرهاب.
وفي السياق، دعا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى ضرورة استقطاب روسيا إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، معتبراً في الوقت نفسه أن خلق ظروف حرب باردة معها خطأ فادح.
وأشار ساركوزي إلى أن الغرب يحتاج إلى روسيا في ما يتعلق بالأزمة السورية وبتنظيم «داعش»، وقال أنه «يتوجب علينا طي صفحة الحرب الباردة مع موسكو على رغم من أن هذا لا يعني أننا موافقون أو أننا قبلنا ما يحدث في دونيتسك».
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أكد في وقت سابق أنه «كانت هناك خطة لمرحلة انتقالية يكون فيها بشار الأسد، يمكننا بحث ذلك، فنحن لم نقل إن عليه الذهاب من أول يوم في تلك المرحلة».
وأشار هاموند، في حديث له أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، إلى «تصريحات روسية حول استعداد الأسد لإجراء انتخابات مبكرة، وتقاسم السلطة مع المعارضة».
وفي تعليق منه على تلك التصريحات، قال الوزير البريطاني «هذا الشيء لا يمكن قبوله، والمجتمع الدولي لا يرحب بوجود رئيس كبشار الأسد، الذي ارتكب مجازر في حق سورية».
وطلب هاموند من روسيا وإيران أن تستخدما تأثيرهما الكبير للضغط على الرئيس الأسد، موضحاً أن «روسيا وإيران بإمكانهما اليوم أن يتصلا بدمشق، ويغيرا مستقبل الوضع الراهن في سورية».
ميدانياً، أحبط الجيش السوري هجوماً شنه تنظيم «داعش» الارهابي للسيطرة على مطار دير الزور العسكري، بعد سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الارهابي على مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب.
وأكدت مصادر ميدانية أن عناصر من التنظيم الارهابي حاولوا التسلل إلى مطار دير الزور بعد قيامهم بتفجير 5 آليات مفخخة من الجهة الشرقية للمطار، مضيفاً أن الوحدات المرابطة هناك تصدت لهم وأوقعت بينهم عشرات القتلى والجرحى ودمرت عدداً كبيراً من آلياتهم بما فيها من ذخيرة ورشاشات ثقيلة متنوعة.
هذا ونفذ الطيران الحربي السوري غارات عدة على مناطق في بلدتي البوعمر والمريعية في ريف دير الزور الشرقي، كما تعرضت تجمعات المسلحين في مدينة موحسن وبلدة عياش لقصف من قبل الجيش السوري.