«شمرا»… أول محرك بحث سوري مصمم بخبرات وطنية شابة

ياسمين كروم

يعتبر مشروع شمرا الذي تطوره شركة «ذكاء الأعمال للبرمجيات» في اللاذقية منذ بدايات هذا العام أول محرك بحث سوري يقدم باقة كبيرة من الخدمات التي ستكون متاحة للسوريين من خلال موقع «شمرا .اس واي» وعلى أجهزة الخليوي ضمن تطبيق «شمرا موبايل» حيث يوفر محرك البحث الجديد والذي أطلق رسميا في السادس من أيلول الجاري ثلاث خدمات أساسية هي «محرك البحث في الويب» و«شمرا أخبار» و «شمرا أماكن» التي توفر عرضاً للأماكن القريبة من المستخدم.

وفي حديثه لنشرة سانا الشبابية قال المهندس شادي صالح مدير المشروع إن «فكرة المشروع أتت أساسا على خلفية العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضت على سورية منذ بداية الأزمة والتي تعد عقوبات انتقائية حجبت الخدمات التي تصب في مصلحة المواطن، أما الخدمات التي لها مآرب تجسسية فما زالت متوافرة بهدف عرض معلومات وأخبار تحمل أجندة واضحة، ومن هنا بدأ فريق الشركة بالتفكير بتوفير جميع الخدمات التي يحتاجها السوريون ضمن مشروع شمرا».

وأضاف أن تطوير محرك بحث سوري سيكون سبباً رئيسياً لتطوير ثقافة الانترنت في سورية، حيث أن اعتماد التكنولوجيا لن يبقى مقصوراً على الشبكات الاجتماعية فقط، بل سيصبح الانترنت بوابة للخدمات التي تجعل حياة المستخدم أسهل.

ولفت مدير المشروع إلى أنه ومن خلال تطوير «شمرا» لاحظ الفريق حاجة بعض مواقع الانترنت المهمة في سورية الى تطوير كبير، لذا سيقوم محرك البحث الجديد بتقديم إحصاءات عن هذه المواقع والمشاكل التي تجعل وصول المستخدم السوري إليها أصعب، ليصار إلى التواصل مع أصحابها بشكل مباشر وتقديم النصائح المناسبة لهم من أجل محتوى أفضل.

ويضم الفريق المصمم للمحرك أكثر من عشرة مهندسين يملكون خبرة عالية في تطوير تطبيقات الويب والخليوي وإدارة المخدمات بحسب صالح الذي بيّن أن القائمين حالياً على تطوير محرك البحث هم مهندسون يتابعون دراسة الماجستير بجامعة تشرين في اختصاص محركات البحث، إضافة إلى ما يمتلكه شخصياً من خبرة أكاديمية وضعها في خدمة المشروع الذي رفض من أجله فرصة للعمل في شركة «غوغل» بفرعها في زيوريخ بسويسرا نظراً إلى إيمانه بأن بلده يستحق خبرته أكثر من تلك الشركات، بخاصة أنه يقوم بمتابعة دراسة الدكتوراه في جامعة تشارلز في براغ ضمن مجال نظم استرجاع المعلومات كما شارك في مؤتمرات عالمية عدة في مجال الترجمة الآلية وتحليل النصوص العربية وتلخيصها وإعرابها بما يساعد في ضمان استخدام أحدث التقنيات والأساليب في البحث ومعالجة أسئلة المستخدمين واستخدامها، وأكد صالح أن محرك البحث ليس مشروعاً فردياً وإنما نتاج بحث وعمل فريق مدرب على خبرة عالية في هذا المجال.

تجارب مختلفة حول العالم أثبتت نجاح محركات بحث وطنية في بلادها مثل تجربة «سيزنام» في التشيك وتجربة «يانديكس» في روسيا الأمر الذي شجع الفريق كما أوضح صالح على الانطلاق بالمشروع، مؤكداً أن هناك محركات بحث قوية عمرها عشرات السنين تسيطر على الانترنت بكل أبعاده إنما تكمن نقطة القوة في هذا المحرك الوطني في بنائه بأسلوب يلبي حاجات السوريين ويفهم أسئلتهم باللغة العربية، إضافة إلى تحويله المحتوى الرقمي السوري إلى محتوى يسهل الوصول إليه بشكل أسرع.

وتابع: «إن القيمة الأخرى المضافة لشمرا تتجلى بتقديم هذه الخدمات داخل أراضي الجمهورية العربية السورية ما يعني أن أي انقطاع للانترنت عن سورية لن يؤثر في شمرا الذي سيحافظ على خصوصية وسرية بيانات المستخدمين بحسب القانون السوري».

وأضاف مدير المشروع أن المحرك يهدف إلى تأمين ما يبحث عنه السوريون، ففي حال وجود محتوى غير سوري ذي قيمة عالية وغني بالمعرفة سيتوفر بالتأكيد ضمن «شمرا» الذي يأمل فريقه إبرام اتفاقات مع أصحاب المواقع في سورية تمكن المحرك من توفير المحتوى السوري على الانترنت بشكل نظيف وحديث.

كذلك بيّن صالح أن محرك «شمرا» يعمل وفق تقنيات تعتمد بشكل رئيسي على مسح المواقع السورية وتنظيف المحتوى وإعادة هيكلته وفرزه بحسب مضمونه، حيث يعتمد على تطبيق تقنيات قام الفريق بتطويرها لمعالجة اللغة العربية وفهم سؤال المستخدم والإجابة عليه بشكل فعال إلى جانب وضع خطة تسويقية للمشروع تركز في وسائل التواصل الاجتماعي، وصولاً الى الإعلانات الطرقية ووسائل الإعلام المحلية كما يتضمن المشروع خطة لإقامة مجموعة من ورشات العمل في جامعات سورية عدة لتعريف الطلاب المختصين بالتقنيات المستخدمة في محرك البحث واطلاعهم على آخر ما تم تطويره في هذا المجال.

واختتم صالح حديثه بالقول: «لدينا رؤية غنية لمشروع شمرا في المستقبل وقد بدأنا بدراسة إمكان إضافة العديد من الخدمات الضرورية التي ستتكامل مع محرك البحث كخدمة «شمرا سؤال وجواب» وخدمة «البريد الإلكتروني السوري» وخدمة «التخزين السحابي اللامحدود للسوريين»، إضافة إلى خدمة التواصل المباشر بين مستخدمي شمرا ومالكي الأماكن مثل المطاعم والفنادق لإجراء حجوزات أو استفسارات عن خدمة معينة. وبعد إطلاق المشروع سنعتمد بشكل جوهري على قراءتنا لحاجات المستخدمين ومتطلباتهم بشكل أساسي لنعمل بدورنا على تلبيتها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى