بريطانيا… بين البقاء في الاتحاد الأوروبي أو مغادرته

مرّة جديدة، تظهر إلى الأضواء مسألة الاستفتاء في بريطانيا حول بقائها في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه. لكن الغريب اليوم، ما كُشِف في الصحافة، ومفاده أنّ عدداً كبيراً من البريطانيين لا يعرفون أن بلدهم عضو في الاتحاد الأوروبي، أي أنهم لا يدركون على أيّ أمرٍ يصوّتون. وأنّ غالبية البريطانيين لا معلومات كافية لديهم عن المنظمات والاتحادات التي تنضوي بريطانيا في عضويتها.

في هذا الصدد، نشرت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية مقالاً في شأن خطة كاميرون المتعلقة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنّ العدد الأكبر من النواب يدعم ذلك. وقالت إن بريطانيا بدأت عملية انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي. أي أن وحدة الاتحاد تتعرض لضربة قوية، بعدما صوّت مجلس العموم لصالح خطة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في شأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي 316 ضد 53 . واستناداً إلى ذلك، سيُجرى استفتاء شعبي عام في كانون الأول عام 2017 في شأن هذه المسألة.

في سياق آخر، دعا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ـ في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ـ إلى ضرورة استقطاب روسيا في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، معتبراً في الوقت نفسه أن خلق ظروف حرب باردة مع موسكو خطأ فادح.

أما في الملف التركي، فقد ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن هيئة ادّعاء ديار بكر فتحت تحقيقاً مع صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشترك لحزب «الشعوب الديمقراطي»، بتهم تتعلّق بإهانة الشعب التركي والدولة التركية ومؤسساتها وأجهزتها بشكل علنيّ، والتحريض على ارتكاب الجريمة والترويج للتنظيم الارهابي. وأرسلت مذكرة تحقيق إلى وزارة العدل التركية طالبت فيها برفع الحصانة البرلمانية عن دميرتاش.

«نوفيه إيزفيستيا»: الاتحاد الأوروبي يدقّ ناقوس الخطر

نشرت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية مقالاً في شأن خطة كاميرون المتعلقة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنّ العدد الأكبر من النواب يدعم ذلك.

وجاء في المقال: بدأت في بريطانيا عملية انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي. أي أن وحدة الاتحاد تتعرض لضربة قوية، بعدما صوّت مجلس العموم لصالح خطة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في شأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي 316 ضد 53 . واستناداً إلى ذلك، سيُجرى استفتاء شعبي عام في كانون الأول عام 2017 في شأن هذه المسألة.

طبعاً، هذه النتيجة لا تعني أبداً أن الشعب البريطاني سيدعم هذه الخطة ويؤيد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. إذ إن نسبة الذين يؤيدون هذه المسألة لا تتجاوز 20 في المئة، ومن هم ضد الانسحاب أكثر بقليل منهم. أي أن النسبة الأكبر من الشعب البريطاني لم تقرّر بصورة نهائية موقفها من هذه المسألة.

لا يصح ّالقول إن الضربة أتت من جهة غير متوقعة. لأن كاميرون على الأغلب ليس من ضمن المشككين بالاتحاد الأوروبي، بل هو من دعاة إصلاح الاتحاد بشكل يلائم المملكة المتحدة. فمنذ فترة بعيدة، أعلن عن ضرورة إجراء استفتاء عام في شأن الانسحاب من الاتحاد قبل الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 7 أيار 2015.

تقول رئيسة مركز الدراسات البريطانية في المعهد الأوروبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، يلينا آنانيفا: هدف كاميرون من إعطاء الوعد بإجراء الاستفتاء، المحافظة على وحدة حزب المحافظين، حيث المشككون بالاتحاد الأوروبي غالبية. إضافة إلى ذلك، يخشى أن يصوّت المحافظون لمصلحة حزب «الاستقلال»، الذي يعارض عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

كما أن التوقعات، بحسب غالبية الخبراء وكذلك نتائج استطلاعات الرأي، قبل الانتخابات كانت تشير إلى أن تكون الحكومة المقبلة، حكومة ائتلافية تضمّ ممثلين عن حزب «العمال» أو الحزب «الليبرالي الديمقراطي»، اللذين يؤيدان عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

جاءت نتائج الانتخابات لمصلحة المحافظين وتمكنوا من تشكيل حكومة من حزب واحد. ولكن يبدو أن كاميرون مضطر لتنفيذ وعوده خلال الحملة الانتخابية.

تجدر الاشارة إلى أن كاميرون حاول فرض وجهة نظره، ولكنه فشل في ذلك. الهزيمة الأولى له كانت تغيير صيغة السؤال الذي سيطرح للاستفتاء «هل تعتقد أن بريطانيا يجب أن تكون ضمن الاتحاد الأوروبي؟». هذه الصيغة لم تعجب لجنة الانتخابات، معلنة أن غالبية البريطانيين لا يعلمون أن بلدهم عضو في الاتحاد الأوروبي، أي أنهم لا يدركون على أيّ أمرٍ يصوّتون. وبيّن استطلاع للرأي أن غالبية البريطانيين لا معلومات كافية لديهم عن المنظمات والاتحادات التي تنضوي بريطانيا في عضويتها. الفشل الثاني في صوغ السؤال الثاني: «هل يجب على المملكة المتحدة أن تبقى عضواً في الاتحاد الأوروبي؟»، هذه الصياغة رفضها البرلمان. المحافظون المشككون بالاتحاد الأوروبي، استناداً إلى نتائج استطلاعات الرأي والاستفتاءات السابقة يعلمون أن إقناع الشخص بالتصويت «ضدّ» أصعب بكثير من إقناعه بالتصويت «مع». لذلك أصبحت الصيغة النهائية لهذا السؤال على الشكل التالي: «هل يجب على المملكة المتحدة البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الانسحاب منه؟». كما أن إمكانية الحكومة في تنظيم حملة لدعم البقاء في عضوية الاتحاد أصبحت محدودة، إذ تبدأ الحملة قبل أربعة أسابيع من موعد الاستفتاء. ولكن حالياً، الأوضاع تساند فكرة الانسحاب من الاتحاد، إذ ليس في الأفق ما يشير إلى توقف تدفق اللاجئين الذين يرغب الآلاف منهم الوصول إلى بريطانيا والإقامة فيها.

«حرييت»: سلطات أردوغان تفتح تحقيقاً مع دميرتاش وتطالب برفع الحصانة البرلمانية عنه

في إطار سياساته القمعية والتعسفية والرافضة أيّ معارضة لتوجّهاته، أقدم نظام رجب أردوغان على الإيعاز لأجهزته القضائية بفتح تحقيق مع صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشترك لحزب «الشعوب الديمقراطي»، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها أول من أمس خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في محافظة ديار بكر شرق تركيا.

وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن هيئة ادّعاء ديار بكر فتحت تحقيقاً مع دميرتاش بتهم تتعلّق بإهانة الشعب التركي والدولة التركية ومؤسساتها وأجهزتها بشكل علنيّ، والتحريض على ارتكاب الجريمة والترويج للتنظيم الارهابي. وأرسلت مذكرة تحقيق إلى وزارة العدل التركية طالبت فيها برفع الحصانة البرلمانية عن دميرتاش.

وكان دميرتاش قد أكد خلال المؤتمر الصحافي أن أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، يعملان على إشعال الحرب وتصعيدها. مشيراً إلى أنهما، ومن خلال أجهزة الاستخبارات، يقفان وراء الهجمات التي استهدفت مواطنين ومقرّات حزب «الشعوب الديمقراطي» في عددٍ من المدن التركية، وفي مقدّمها المركز الرئيسي للحزب في العاصمة أنقرة.

وأكد دميرتاش أن الثنائي أردوغان وداود أوغلو هما من اتخذ قرار إعلان الحرب. داعياً المواطنين إلى استخدام حقهم الشرعي في الدفاع عن أنفسهم ضدّ الذين يعتدون عليهم ويحرقون منازلهم. فيما دعا موظفي الدولة إلى عدم ارتكاب الاخطاء اعتماداً على حكومة حزب «العدالة والتنمية»، لأن مسؤوليها لن يقفوا إلى جانبهم، إنما سيهربون خارج البلاد حاملين أموالهم معهم.

«لوفيغارو»: ساركوزي يدعو إلى استقطاب روسيا في مكافحة «داعش»

دعا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى ضرورة استقطاب روسيا في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، معتبراً في الوقت نفسه أن خلق ظروف حرب باردة معها خطأ فادح.

وأشار ساركوزي في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إلى أنه يعتبر تهيئة الأجواء لحرب باردة جديدة مع روسيا خطأ فادحاً، موضحاً أن الغرب يحتاج إلى روسيا في ما يتعلق بالأزمة السورية وتنظيم «داعش».

وأضاف ساركوزي: يتوجب علينا طيّ صفحة الحرب الباردة مع موسكو على رغم أن هذا لا يعني أننا موافقون أو أننا قبلنا ما يحدث في دونيتسك.

وأكد الرئيس الفرنسي السابق أن رجوع روسيا إلى مجموعة الثماني الكبرى أمر ضروريّ تماماً، كما هو ضروري رفع روسيا حظر استيراد المواد الغذائية الذي فرضته على دول غربية، مبيّناً أن الحوار بين أوروبا وموسكو يصبّ في مصلحة الطرفين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى