نعمة لـ«الميادين»: أميركا تريد المفاوضات مع روسيا بأيّ ثمن

اعتبر رئيس تحرير مجلة «أفريقيا آسيا» الفرنسية ماجد نعمة في حوار على قناة «الميادين»، أنّ انعقاد الاجتماع بين لافروف وكيري، هو بحدّ ذاته بداية حل. وقال: «لا أعتقد أن يتوصّلا إلى حل دقيق في هذه الجلسة الوحيدة، فالخلافات عميقة جدّاً في العلاقات بين روسيا وحلف الأطلسي، وحاولت الولايات المتحدة أكثر من مرّة أن تقدّم بنادقها على الساحة المجاورة لروسيا في جورجيا وأوكرانيا، وكانت هذه نقطة اللارجوع، وكانت النتيجة تماماً كما حدث في جورجيا، أنها أصبحت «ثلاث جورجيات»، والآن أوكرانيا انتُزعت منها شبه جزيرة القرم، وأعتقد أنه في حال لم يتّفق لافروف وكيري على قيام حكم فيدرالي يحمي الأوكرانيين الذين هم من أصل روسي، والذين يشكّلون أربعين في المئة من سكان أوكرانيا الأصليين، فأعتقد أن المفاوضات ستكون صعبة جداً، والولايات المتحدة ليست في موقع قوّة لتفرض شروطها وكذلك الغرب».


وأضاف: «إن النظام في كييف نظام غير شرعي علنياً، هو انقلاب حقيقيّ دُبّر بغطاء دبلوماسيّ وسياسيّ من الدول الغربية، وأصبح واضحاً ولا شك فيه لأنّ هذا الانقلاب جرى بعد التوقيع على اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والرئيس الأوكراني، ولم تحترمه الولايات المتحدة، وظنّت أنها تستطيع فرض هذا الواقع، وكانت النتيجة ما جرى في شبه جزيرة القرم، والآن ما يحدث في جنوب أوكرانيا وشرقها. لذلك لا أعتقد أن النظام الحالي في كييف ـ وهو وليد انقلاب ـ يحق له أن يتكلم عن الحقوق والقانون والسيادة وما إلى ذلك».

وختم: «بالنسبة إلى الدرع الصاروخية، أعتقد أن أوباما لم يتكلم بهذا الموضوع، فموقف روسيا كان صارماً. من الغباء أن يعيد الأميركيون طرح هذا الموضوع، لأنّ جغرافية روسيا واسعة جداً، ويمكن لموسكو أن تلعب بهذه الورقة وتلحق الضرر الاستراتيجي الكبير بمصالح الولايات المتحدة، خصوصاً في أفغانستان عشيّة الانسحاب الأميركي النسبيّ من هذا البلد، وأيضاً عشية المفاوضات مع إيران، لأنّ روسيا قد تهدّد أيضاً بقلب الطاولة على المتفاوضين بعدم التزامها العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أميركا وشركاؤها الأوروبيون على إيران، لذلك أعتقد أن أوباما بإعادة الحوار مع روسيا حول أوكرانيا، وضع أمام عينيه كل هذه المعطيات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى