محاولة فاشلة للسنيورة… من دار الفتوى إلى بكركي
يوسف الصايغ
تبدّدت حماسة رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة الذي عمل الأسبوع الفائت على عقد اجتماع موسّع في دار الفتوى، وباءت مخططاته الساعية الى تصوير ما يحصل من تحركات في الشارع بغضّ النظر عن خلفياتها وأهداافها الحقيقية بأنه اعتداء جديد على الطائفة السنية، وإطلاق النفير لحمايتها من مشروع 7 أيار جديد وفق مخطط السنيورة الذي حاول تكرار سيناريو عام 2006 عندما اعتصمت قوى 8 آذار لمطالبة السنيورة الذي كان رئيساً للحكومة آنذاك بالاستقالة ما دفع بالمفتي الشيخ محمد رشيد قباني إلى رفع الصوت دفاعاً عن الموقع السني الأول.
في هذا السياق تشير مصادر لـ«البناء» إلى أنّ السنيورة أراد استغلال الفوضى القائمة في الشارع بهدف تمرير مخطط يسعى الى تصوير حزب الله بأنه الجهة التي تقف خلف التحركات، وهو بالتالي يريد تجييش الشارع ضدّ المقاومة وفريقها السياسي، ووضعهما على لائحة الاتهام بالسعي للإطاحة بحكومة الرئيس تمام سلام، رغم انّ حزب الله وحلفاءه كانوا أول من دعا الى الحفاظ على حكومة الرئيس سلام ومنع انفلات الأمور.
وتلفت المصادر إلى أنّ محاولة السنيورة الأخيرة تأتي في سياق العزف على وتر الحرب ضدّ المقاومة والتجييش الطائفي ضدّها وتصويرها في موقع المعتدي على أهل السنة، وهو خطاب يتماهى مع شعارات «داعش» و«النصرة» وباقي التنظيمات الإرهابية في سياق تبرير الجرائم التي ترتكبها بذريعة الدفاع عن أهل السنة الذين يتعرّضون بدورهم للذبح على أيدى إرهابيّي تلك التنظيمات.
كما تلفت المعلومات الى أنّ السنيورة وفي سياق السعي إلى استخدام دار الفتوى كمنصة للهجوم على المقاومة، وحتى لا تصطدم مخططاته بالرفض سعى إلى إقناع المفتي القاضي عبد اللطيف دريان لكي يقتصر اجتماع دار الفتوى على رئيس الحكومة تمام سلام ورؤساء الحكومات السابقين، ونواب الطائفة ووزرائها، ومفتي المناطق، وأعضاء المجلس الشرعي، مقابل تغييب نواب الطائفة ووزرائها السابقين من المناوئين للسنيورة وفريقه السياسي.
لكن أحلام السنيورة اصطدمت بموقف السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري بحسب ما تشير المصادر، الذي رفض أن يكون اجتماع دار الفتوى مقتصراً على فريق سياسي واحد، وتدرج ذلك في سياق بدء التحوّل في الموقف السعودي، لا سيما في ظلّ ما يُحكى عن اجتماعات تشارك فيها السعودية في ما يتعلق بالأزمة السورية والحديث عن حلّ سياسي بمشاركة سعودية، وبالتالي لا تفضل المملكة اليوم التريّث في اتخاذ مواقف تصعيدية ضدّ المقاومة في لبنان، حتى تتبيّن مآلات الأمور في المنطقة، وبالتالي تمّ العدول عن فكرة عقد الاجتماع في دار الفتوى.
كذلك تربط مصادر بين إرجاء القمة الروحية التي كان من المزمع عقدها في بكركي وإلغاء اللقاء الإسلامي السني الموسع الذي كان مقرّراً في دار الفتوى، نتيجة التباين الحاصل في المواقف بين هذه الجهات إزاء ما يحصل في الشارع، وبالتالي فشل السنيورة مجدداً في تمرير خطابه عبر منبر بكركي بعدما فشل بداية بعد إرجاء اجتماع دار الفتوى.