لبنان… ماذا لو سقط؟
ترجمة: ليلى زيدان عبد الخالق
كتب أندريه فالتشيك لموقع «Counter Punch»:
بيروت تحترق تتألم، تغضب وغير واثقة في شأن مستقبلها. سيارات الإسعاف تصيح. جُرِح المئات. يتطاير الرصاص المطاطي والذخيرة الحيّة في كل مكان.
ثورة؟ تمرّد؟
من هم هؤلاء الرجال، عراة الصدور، مُبرزو العضلات، الذين يرمون الحجارة على القوى الأمنية في وسط بيروت التجاري؟ هل هؤلاء هم الثوار الحقيقيون؟ هل هم أولئك الساعون إلى استعادة مصداقية «الربيع العربي»؟
أم أنهم قد أتوا إلى هنا فقط لإظهار مقدار قوتهم، لأن الغرب هو من يدفع لهم؟
إذا انهارت الدولة اللبنانية، فإن «داعش» سيتمكن من الدخول بسهولة ويحتلّ ـ على الأقل ـ جزءاً كبيراً من لبنان. وهذا سيتلاءم حكماً مع تطلعات الغرب ومصالحه، وكذلك مصالح تركيا ودول الخليج. كما أن «إسرائيل» ستكون المستفيد الأكبر من الفراغ، وتجتاح لبنان، مرةً أخرى… وهذه المرة جنباً إلى جنب مع «داعش».
مازحني أحد الأصدقاء منذ أيام قليلة بالقول: «التقيتُ ولداً في بيروت. أخبرني أنه ينوي الذهاب إلى أوروبا للحصول على وظيفة في إحدى منظماتها غير الحكومية. ووظيفته هي: المساعدة على زعزعة الاستقرار في لبنان».
وقد ذكر لي الدولة التي تموّل هذه الجمعيات، وأفضل ألا أذكرها الآن، كي لا نكون كمن يصبّ الزيت على النار. وضحكنا حينذاك، لكن لا يبدو أن الأمر لا يزال مضحكاً ومسلياً حتى هذه اللحظة.
وأخبرني البارحة: «أطلقت عليه القوى الأمنية النار».
كان هناك. ولم يكن يبدو متفاخراً. الأمر ليس مزحة بعد اليوم. ما من شيء يمكن لنا أن نمزح في شأن في الوضع اللبناني بعد اليوم!
ولكن هل من الممكن أن نعثر على نوعين من المحتجين في المكان نفسه والزمان ذاته؟ أولئك الذين يقاتلون من أجل لبنان أفضل، وأولئك الذين يقبضون أثمان قتالهم لأجل تعزيز الطائفية والمصالح الأجنبية وهذا حال البلاد ؟
قبل يوم واحد فقط من اندلاع المعارك في الشوارع، قدتُ سيارتي منطلقاً من بيروت باتجاه الجبال مروراً بوادي البقاع وصولاً إلى الشمال.
أسدل الليل ستاره على مدينة بعلبك. وبدأ صوت المطربة السورية العربية الكلاسيكية ميادة الحناوي الرائع يصدح في أرجاء المكان، وما لبث أن أصبح أكثر عمقاً وجمالاً مخترقاً الجبال الحدودية بين البلدين الشقيقين: لبنان وسورية.
ما هذه المشهدية! ما هذا الجنون! يتمركز خلف قامة ميادة معبد باخوس الهائل، وتحوم طائرات الهليكوبتر من دون طيار فوقها. تتمركز الدبابات والمئات من الجنود في جميع أنحاء بعلبك لحماية الموقع والمكان. فعلى بعد بضع الكيلومترات فقط، تدور رحى المعارك الملحمية بين حزب الله و«داعش».
وعلى رغم ذلك، آلاف من الناس أمّوا المكان في تلك الليلة، في تحدّ صارخ ورافض للاستسلام للخوف. قادوا سياراتهم من بيروت وغيرها من المدن مختلّة الأمن في لبنان.
أتوا كي يحتفلوا بالحياة وبالثقافة العربية قدموا للاستماع إلى أغانيهم المحبّبة وللإشادة بمعشوقتهم السورية. ومن الواضح أنهم جاؤوا للاحتفال بسورية نفسها… وبالحياة.
وبعد مرور أربعٍ وعشرين ساعة على الحفل، تصدّت قوى الأمن اللبنانية في وسط بيروت، للمتظاهرين قرب السراي الحكومية.
جُرح العشرات يوم 24 آب، وأُفيد عن مقتل شخص في المستشفى.
نُظّمت حركة «طلعت ريحتكن» من قبل المحتجّين. نزل الآلاف إلى الشوارع احتجاجاً منهم على أزمة النفايات المستمرة، والتي ـ وفقاً للكثيرين ـ جعلت الحياة في العاصمة كما في باقي المدن والمناطق اللبنانية، صعبة ولا تُطاق.
«طلعت ريحتكن»! فعلى مدى 18 سنة، والحكومة عاجزة أو غير راغبة في بناء مطمر دائم لإعادة تدوير النفايات. وقد عانى القرويون والفقراء طوال هذه المدّة من حالات التسمّم والأمراض والموت بشكل غير اعتياديّ بسبب أمراض سرطان الجهاز التنفسي. وفي النهاية قرروا أن يقولوا: «خلص! كفى. أغلقوا المطمر». لتبدأ بعدها النفايات بالتراكم في شوارع بيروت. وبدلاً من أن تبحث الحكومة عن حلّ دائم لهذه الأزمة، قامت برشّ أكوام القمامة المتعفنة بسمّ الفئران. وبدأت الأمراض بالانتشار.
لكن، ليست القمامة وحدها التي تجعل من الحياة في العاصمة، بل في كافة أنحاء البلاد، لا تُطاق.
علينا أن نفهم أمراً واحداً أساسياً: لبنان ليس العراق، ليبيا أو سورية. فهذه الدول اختبرت قيادات قوية، وتمتعت ببرامج اشتراكية واجتماعية قوية محتقرة من قبل الغرب : بدءاً من العناية الطبية إلى التربية والتعليم، وصولاً إلى الوحدات السكنية العامة والمعاشات التقاعدية.
وعلى العكس تماماً، فإن الحكومة اللبنانية هي حكومة مختلّة وفاسدة ومنقسمة. فالبلاد تعيش منذ أكثر من سنة في فراغ رئاسي، على رغم اجتماع مجلس الوزراء لأكثر من عشرين مرة في محاولة انتخاب أحدهم.
القمامة اذاً، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير. تنهار البنى التحتية في لبنان بشكل دراماتيكي: هناك نقصٌ في المياه وتقنين مستمر للكهرباء. وأساساً ما من نقل مشترك وعام كي نتحدث عنه، ما من حدائق خضراء عامة. هناك استيلاء على الأملاك العامة في جميع أنحاء البلاد. وصل حال الصحة والتعليم إلى مستويات كارثية. أصبح المكان موحشاً للغاية بالنسبة إلى كثيرين.
قد يكون لبنان أحد أكثر الدول رأسمالية على وجه المعمورة وقد لا نعثر فيه على أي شيء عام، ولا حتى على يسار اشتراكي بعد اليوم. وهذه الرأسمالية المتوحشة والتي غالباً ما يطلق عليها الغرب الشريك، الدول العميلة في لبنان، وكما في أيّ بلد آخر في العالم، هي ـ ببساطة تامة ـ لا تعمل.
لا ينتج هذا البلد شيئاً. يعيش الكثير من الشعب اللبناني في الخارج أكثر من أولئك المتواجدين في البلد، وتحويلاتهم المالية هي التي تبقي على هذا البلد ـ بطريقة أو بأخرى ـ منتعشاً. وهناك أيضاً دخل كبير يتدفق من بعض الأعمال المشبوهة في دول غرب أفريقيا والعراق، من دون أن ننسى المداخيل من القطاع المصرفي وتحديداً تلك التي تخدم الشرق الأوسط ودول الخليج والمخدرات التي تُزرع في وادي البقاع.
هناك القليل من الأموال النقدية في جيوب المواطنين وفي حساباتهم المصرفية، لكن ما من أموال للخدمات العامة. تتسابق سيارات «لامبرغين»ي و«فيراري» ليلاً على طول خط الكورنيش، واستحال خليج «زيتونة باي» وصمة عار على جبين نظيره في أبو ظبي. في وقت تعاني المدينة من التلوث، والانهيار واليأس.
وفي خضمّ كل هذه الصور المتناقضة، يتسوّل اللاجئون السوريون. ما من شيء يبدو كافياً. فالمال يأتي فجأة وبمبالغ كبيرة، لكنه أيضاً يتبخر فجأةً كأنه لم يأتِ. يعاني البلد كلّه الآن من الإفلاس التام. تدّعي المصادر الحكومية أن الدين العام اللبناني يبلغ حالياً بما يُقدّر بـ 134 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي.
ينقسم لبنان عمودياً على أسس طائفية: 18 طائفة دينية. الطوائف الرئيسية هي المسيحية، الإسلام السنّي، الإسلام الشيعي، والأقلية الدرزية. وبسبب هذه الطائفية، فمن الصعب، بل من المستحيل تحقيق وحدة وطنية أو إقامة «مشروع وطني».
يدّعي عدد من المحتجين ممن قابلتهم أنهم ضاقوا ذرعاً وملّوا من الطائفية والانقسامات هم يريدون لبناناً واحداً، موحداً وقوياً. أو هذا ما يقولونه على الأقلّ.
ويشرح أحمد، وهو أحد المحتجين من أصحاب المهن في منتصف العمر: «لا أريد لبناناً من المسيحيين والمسلمين. أريد لبنان، بلداً واحداً موحداً!».
لكن لا يبدو أن هناك إيديولوجية حقيقية توحّد هؤلاء المحتجين. هم يتشاركون فقط الأحزان والمعاناة والمطالب المشروعة.
لكن في لبنان، لا يستطيع أحد التكهن بما يمكن أن يحدث تالياً. تحوم إشاعات مفادها أن كلّ جماعة دينية تقوم بإرسال مقاتليها إلى المتاريس، ومنذ سنوات وعقود، تدفع مصالح السياسيين المتنافسين هذا البلد الصغير في اتجاهات متعددة.
«رصدتُ شاباً من المحتجين، من الواضح أنه بريطانيّ»، أخبرني دبلوماسي في بيروت رفض الكشف عن اسمه. «لم يكن مراسلاً، بل كان فعلاً أحد المحتجين! لا يتكلم العربية. هناك عدد من الشخصيات الغريبة في هذه الاحتجاجات».
من هو من؟ ومن مع من، إنه في الواقع، أمرٌ يصعب تحديده.
يوالي المسيحيون الغرب بشكل عام. والمسلمون السنّة الدول الخليجية، والغرب بشكل غير مباشر. أما المسلمون الشيعة، بمن فيهم حزب الله، فينحازون ناحية إيران.
يتفق الجميع هنا على أن حزب الله هو القوة الاجتماعية الوحيدة السليمة في البلاد وأنه يسعى إلى توحيد لبنان، من خلال الوصول والانفتاح على الجماعات غير الشيعية.
وحالياً، يخوض حزب الله معركته الملحمية ضدّ «داعش»، ذلك الجيش الإرهابي الوحشي المدعوم والمدرّب في الغرب وفي تركيا، وبشكل عام من منظمة حلف شمال الأطلسي. يواجه حزب الله الأعمال التدميرية التي يمارسها الغرب و«إسرائيل» في المنطقة. ولهذا أُدرج اسمه بقوة على القائمة الأميركية الانتقائية للجماعات الإرهابية.
لبنان محاصر من جميع الجهات. أجبرت الحرب السورية المدعومة من الغرب أكثر من مليونَي سوري على عبور الحدود وطلب اللجوء في هذا البلد الصغير. يحاول «داعش» باستمرار الاستيلاء على الأجزاء الشمالية من البلاد. وبينما يأخذ حزب الله قتال «داعش» على عاتقه، يتمّ تدريب الجيش اللبناني والقوى الأمنية في الغرب. تدفع السعودية مقابل الدعم الفرنسي العسكري للبنان لا تكفّ «إسرائيل» عن إطلاق تهديداتها بالاجتياح. ويمكن لنا أن نضيف إلى هذه القائمة من المحن والويلات، تجدّد الصراع داخل المخيمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني مخلفاً عدداً من القتلى والجرحى.
«ما نريده التخلّص من الطائفية»، يوضح أحمد، وهو يقف أمام الجدار الإسمنتي الذي شُيّد لمنع المحتجين من الوصول إلى المقرّ الحكومي. «لا مزيد من المسيحيين والمسلمين نريد فقط لبنانيين! وإذا ما ربحنا، سنتمتع بالتأكيد بالكثير من الاشتراكية هنا، والكثير من الإصلاحات الاجتماعية، وكذلك بصحة وتعليم وبنى تحتية أفضل بكثير».
لكن السؤال المطروح هنا: هل ستستطيع هذه المجموعة أن تكسب في مقابل القصور الذاتي الرأسمالي والديني الهائل؟
«ما زال من الصعب علينا أن نتخيل كيف يمكن لنا أن نربح»، يعترف أحمد. «فنحن بحاجة إلى مليون شخص على الأقل لتغيير هذه البلاد».
لكن هذا الرقم من الأشخاص الغاضبين والمصمّمين على التغيير يتزايد باستمرار. «لقد اكتفينا. كفى». يصرخ رجل يحمل كيساً بلاستيكياً مليئاً بالقمامة في إشارة منه إلى الوضع القائم.
ولم تلبث أن قالت لي مجموعة من المحتجين: «ترتع الكثير من المصالح الأجنبية هنا… الفرنسية، الأميركية، السعودية… نريد استقلالاً حقيقياً».
يشكو جميع المحتجين من سأمهم وغضبهم حيال الوضع الحالي السائد في لبنان، وقلّة قليلة منهم تستطيع تلمّس طريق الخروج من الأزمة. ما من متابعة إيديولوجية في لبنان، ولا حتى محادثات جدّيّة مرتبطة بالرأسمالية. فلم يحدث أن ذكرت أميركا اللاتينية ولو لمرة واحدة خلال التظاهرات.
تبدو الجماعة الرئيسية للاحتجاج مرتعبة. يتظاهر عدد منهم حاملين أطفالهم على ظهروهم. هم يظنون أنهم ذاهبون للتحاور مع الحكومة. وعلى البدل من ذلك، تستقبلهم خراطيم المياه مرحبةً فضلاً عن الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
تلا ذلك سيلاً من الاشتباكات والإصابات المروّعة. ثم شُيّد جدار «العزل» خارج حدود السراي الحكومية، وأُزيل في اليوم التالي. لا تزال الأسلاك الشائكة والصخور منتشرة في جميع أرجاء وسط المدينة. حُطّمت نوافذ المتاجر وأُحرقت السيارات، أُشعلت الإطارات وشُلّت الحركة العامة للمدينة.
تنتشر قوات الأمن في كلّ مكان، راجلة وعلى عربات «هامفي» وسطوح الدبابات. والممرضات والمسعفون انتشروا أيضاً استعداداً لمعالجة المزيد من المصابين بسبب احتمالات التصعيد.
سألت: «هل يكون هذا تتمة للربيع العربي؟»، جاءني الجواب: «نعم».
لكن من يقف خلف هذه الانتفاضة؟
كلّ من يتظاهر في تلك الساحة يدّعي أن هذه الثورة هي عفوية بالكامل، وما من تأثير أجنبي عليها.
يهتف المتظاهرون مراراً وتكراراً، «ثورة!».
أخبرني أحد المتظاهرين أن هذه الثورة لا تبدو كمثل الثورات الملونة، وذلك في إشارة منه إلى الحركات المدعومة من الغرب والتي يُدفع لها من أجل «تغيير الأنظمة حول العالم». «بينما هنا، نحن نسير على سجيتنا. نريد لبنان موحداً، حراً وأفضل!».
ما من شك في أن هؤلاء المتظاهرين الذين يقاتلون وسط العاصمة هم مواطنون «حقيقيون» وغاضبون. لكن من الواضح أن غيرهم ليسوا كذلك. فالوضع مشابه في كثير من الأوجه لما حصل في دول «الربيع العربي» الأخرى: الرغبة الأساسية في إجراء إصلاحات في السياسات الاجتماعية لتتسلّل من بعدها بعض الجماعات السياسية، وتحديداً تلك الموالية للغرب والموالية للسعودية. وشيئاً فشيئاً، توضع اليد على الأجندات الوطنية الحقيقية.
هل أن جميع ثورات العالم العربي محكوم عليها بمثل هذه النهاية؟ هل ستنتهي جميعها معلّبةً ضمن انقلابات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدموية المدبرة، لتلفظ أنفاسها في انهيارات مروّعة للأمم. هل أن السيناريو الليبي هو المشهدية الحتمية التي لا مفرّ منها؟
كان أحد الأساتذة الرائدين في جامعة بيروت الأميركية قد أخبرني مؤخراً: «يتعلّم معظم قادة دول الخليج في هذه الجامعة. أما أولئك الذين لم تتسنّ لهم الفرصة، فيحلمون بتحقيق ذلك».
وكذلك ذكر لي أحد الخبراء الدوليين المقيمين في المنطقة قائلاً: «من المؤكد أنك تدرك أن ورش العمل التي عُقدت لتدريب النشطاء على إشعال فتيل الربيع العربي قد حصلت في لبنان».
أعلم ذلك. وسمعتُ الكثير عنه. فلسنوات وعقود، كانت بيروت ولا تزال تجتذب أولئك الذين يبتغون تذوّق «الغرب العالمي»، وهم متشبثون بالبقاء في الشرق الأوسط. هذا هو المكان الذي انتشر فيه الكثير من التلقين، وأُغلقت على أراضيه صفقات مشبوهة كثيرة بين الغرب والحكّام المحليين.
كان بضعة آلاف من المتظاهرين في وسط بيروت يقفون متفرجين. ومن نافل القول أن تحركاتهم كلها تُرصَد وتُحلّل من قبل الغرب الذي يحاول تجيير الأحداث لتصبّ في مصلحته.
لكن ذلك لا يعني أن لا يسعى المرء إلى محاولة تحسين العالم من حوله، أو القتال لأجل العيش في بلد أفضل. لكنه يعني أن قلّة قليلة من هؤلاء المتظاهرين الصادقين سيزدادون عدداً، وأنه يُحتّم عليهم دوماً مواجهة ظلم القادة اللبنانيين الرأسماليين المدعومين من الغرب ومن دول الخليج. وسيكون عليهم مواجهة محتجين آخرين ممن تمكنوا فعلاً من اختراق هذه الثورة الصغيرة، والذين يتمّ التعامل معهم وفقاً للمصالح السياسية المختلفة، الأجنبية والمحلية.
إذا كان هذا الذي يحدث له جذوره الخارجية، إذاً، لماذا هذا الاندفاع المفاجئ لإسقاط لبنان. هل بسبب تزايد نجاح المبادرات الروسية لوقف جميع الصراعات في الشرق الأوسط؟ أم أنه مخطط أشمل لتطويق سورية بالكامل؟ هل سيكون حزب الله الآن على قائمة المستهدفين من قبل الغرب؟
الإشاعات كثيرة، بينما المعلومات المتوفّرة شحيحة. لكن هناك أمراً واحداً مؤكداً: إذا انهار لبنان، فالمنطقة بأسرها، ستصبح مرة أخرى مستعمَرة جديدة.