قصة رحلة النازح السوري إلى الدول الغربية
يوسف المصري ـ خاص
يوجد في الأمم المتحدة قسم متخصص بدراسة حالات طالبي النزوح إلى الدول الغربية وغير العربية من بين النازحين السوريين الموجودين في بلدان جوار سورية. ووضع هذا القسم مواصفات غير معلنة للنازح السوري الذي تقبل الدول الغربية باستضافته.
وبحسب ما كشفه مصدر مطلع لـ«البناء» فإن هذا القسم كلف لجنة بدراسة طلبات النازحين السوريين الراغبين بالنزوح إلى الدول غير العربية، وذلك وفق الآلية التالية:
أولاً – تقوم هذه اللجنة باستلام طلبات النزوح المقدمة إلى السفارات الغربية الموجودة في دول الجوار السوري، وبعد إخضاع كل طلب نازح لتطابق مواصفاته مع مواصفات قبول النازحين في الدول الغربية التي وضعها القسم المختص في الأمم المتحدة، يصار إلى بت مصيره قبولاً أو رفضاً.
ثانياً – ترفع اللجنة بعد بتها بطلبات النزوح المقدمة إليها إلى الدول التي كانت سفاراتها أرسلتها إلى القسم الخاص بدراسة طلبات النزوح الموجود في الأمم المتحدة. وترفق اللجنة مع هذه الطلبات ملاحظاتها عليها وتوصيتها بالقبول أو الرفض.
ثالثاً – عند هذه النقطة يصبح القرار بخصوص قبول استضافة النازحين الذين توافق لجنة الأمم المتحدة على طلباتهم، مسؤولية تلك الدول.
السقف مئة ألف نازح
وعلمت «البناء» أن كل واحدة من هذه الدول الغربية أبلغت المفوضية بسقف رقم النازحين الذي توافق على استيعابه، علماً أن العدد الإجمالي المستعدة كل الدول الغربية استيعابه يقف عند حدود المئة ألف نازح.
وأبلغت هذه الدول المفوضية أنها غير مستعدة لتجاوز سقف هذا العدد تحت أي ظرف.
وعلمت «البناء» ببعض الأرقام التي قدمتها بعض الدول الغربية للمفوضية بوصفها هي سقف ما تستطيع استيعابه:
الولايات المتحدة الأميركية وافقت على استيعاب 35 ألف نازح من مجموع المئة ألف ليس هناك رقم عن عدد النازحين السوريين الذين قصدوا أميركا فعلاً حتى الآن .
ألمانيا وافقت على استيعاب خمسة آلاف نازح، وصل إليها حتى الآن منهم نحو 130 عائلة سورية كانت تنزح في لبنان.
السويد أيضاً أبلغت المفوضية العليا للاجئين أنها مستعدة لاستيعاب ألفي نازح، ووصل إليها حتى الآن منهم مئتا نازح غادروا لبنان.
هناك مجموعة دول أخرى منها كندا وأستراليا تكفلت باستيعاب ما تبقى من نازحي المئة ألف الذين هم كل الرقم الذي تكفلت باستيعابهم الدول الغربية وغيرها البعيدة عن بلدان الجوار السوري.
ولكن ضمن هذا الإطار عينه هناك مجموعات حقائق تستأهل تسليط الضوء عليها:
معايير قبول النازحين
تتمثل أولى هذه الحقائق بأن اللجنة التابعة للقسم المختص في الأمم المتحدة بدراسة طلبات النازحين السوريين إلى الدول الغربية بخاصة، تعتمد آلية في قبولها لطلباتهم تشتمل على معايير لافتة تنقسم إلى نوعين:
– معايير سياسية كمثال أن النازح يجب أن توافق عليه جهات محددة في المعارضة السورية. وهذا المعيار غير معلن ولكن كثيرين من السوريين الذين مروا بتجربة محاولة النزوح إلى هذه الدول البعيدة، لمسوا تطبيقاته عليهم.
– معايير إنسانية واجتماعية: تقبل اللجنة طلبات النازحين المصابين بأمراض مستعصية. ولكنها لا توافق على طلبات لمّ الشمل التي يتقدم بها أقارب لهم، إلا ضمن حدود القربة اللصيقة الأم والأب والأولاد.
ويوصي معيار آخر، ضمن هذه الجزئية، بإعطاء الأولوية لقبول طلبات النازحين للذين لا ينجبون… واستكمالاً يوجد معيار ثالث يفضل إعطاء الأولوية في الاستيعاب للعائلات التي لا يزيد عدد أفرادها على ولدين. وثمة معيار رابع يفضل استيعاب الأيتام.
ذهاب بلا عودة
… أما الحقيقة الثانية فهي على صلة بسياسة لبنانية متبعة تجاه النازحين في لبنان الذين تقبل طلبات نزوحهم إلى الدول الغربية والأوربية البعيدة. فهؤلاء منذ لحظة إقلاعهم من مطار بيروت باتجاه البلد الجديد الذي قبل استيعابهم، تقوم السلطات اللبنانية بوضع اسمائهم على اللائحة السوداء في جميع معابر الحدود البرية والبحرية والجوية اللبنانية، وذلك تحت عنوان أنه ممنوع عليهم دخول الأراضي اللبنانية مرة ثانية.