توافق أوروبي لاستخدام القوة العسكرية ضد مهربي البشر في المتوسط

ذكرت مصادر أوروبية أن الاتحاد الأوروبي توصل إلى توافق بشأن استخدام القوة العسكرية ضد مهربي البشر، وذلك في إطار العملية الأوروبية البحرية في المتوسط.

وأضافت المصادر أن الإجراءات التي اتفق أعضاء الاتحاد أنها ستدخل حيز التطبيق في مطلع تشرين الأول المقبل، ستمنح أطقم السفن الحربية الأوروبية حق الصعود على متن سفن يعتقد أنها تستخدم لتهريب اللاجئين، واحتجازها أو منعها من مواصلة الطريق.

كما سيحق للعسكريين الأوروبيين أيضاً إلقاء القبض على المشتبه بهم، شرط ألا يكونوا قد دخلوا في المياه الإقليمية الليبية.

وذكرت المصادر أن المشاركين في الاجتماع الطارئ لوزراء الداخلية الأوروبيين في بروكسيل، يؤكدون أن الظروف توافرت للانتقال بمهمة « ناف-فور ميد» التي انطلقت في المتوسط في أواخر حزيران الماضي، للمرحلة الثانية.

قبل الآن، كانت القوة المشاركة في المهمة، والتي تضم 4 سفن وقرابة ألف عسكري، تكتفي بالرقابة على المياه الدولية ونشاط الشبكات الإجرامية التي ترسل يومياً مئات القوارب المهترئة إلى السواحل الأوروبية. كما شاركت تلك السفن في عمليات عدة إنقاذ وساهمت في إنقاذ قرابة 1500 شخص.

وأوضحت المصادر أن المهمة البحرية بحاجة إلى 7 سفن أخرى، منها مزودة بالأجهزة الطبية، بالإضافة إلى مروحيات وغواصات وطائرات من دون طيار.

ومن المقرر أن يجتمع ممثلو هيئات الأركان التابعة للدول الـ28 يوم الأربعاء المقبل لتحديد مساهمة كل دولة في تعزيز قدرات المهمة بالكوادر والأجهزة.

الى ذلك، أعلنت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكلر لايتنر أمس أن النمسا ستعيد فرض الرقابة على حدودها في الساعات المقبلة، وذلك غداة قرار مشابه من قبل ألمانيا من أجل وضع حد لتدفق اللاجئين والمهاجرين.

وقبيل اجتماع استثنائي لوزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي قالت لايتنر: «سنحذو حذو ألمانيا أي سنجيز رقابة موقتة على الحدود مسموح بها في إطار فضاء شينغن».

وأشارت إلى أن النمسا في صدد إبلاغ المفوضية الأوروبية بقرارها»، مؤكدة أن «الرقابة سيعاد فرضها بأسرع ما يمكن وبشكل مباشر على الحدود بين النمسا والمجر».

وكانت ناتاشا بيرتو، إحدى المتحدثين باسم الاتحاد الأوروبي أعلنت في وقت سابق: «لم يصلنا أي تبليغ رسمي بعد».

وتستقبل النمسا حالياً قرابة 18 ألف لاجئ على أراضيها. وقد بلغ تدفق المهاجرين على حدودها حجماً غير مسبوق اليوم، بحسب الشرطة، ما حمل بعض الوزراء على الضغط على فيينا من أجل إعادة فرض الرقابة على الحدود.

في المقابل، أكدت برلين أن «إعادة فرض الرقابة ليس معناه أن ألمانيا تغلق حدودها أمام طالبي اللجوء».

وفي السياق، ارتفع عدد ضحايا غرق قارب في السواحل اليونانية إلى 34 شخصاً نصفهم تقريبا رضع وأطفال.

ونقل عن خفر السواحل اليوناني أن 34 لاجئاً نصفهم تقريباً رضع وأطفال غرقوا بعد انقلاب قارب يقلهم قبالة جزيرة يونانية، وهو أكبر عدد تقريباً يلقى حتفه من اللاجئين في حادثة واحدة في السواحل اليونانية منذ بدء أزمة اللاجئين.

وأضاف خفر السواحل أن 4 رضع و6 صبية و5 فتيات غرقوا عندما انقلب القارب الخشبي الذين كان يحملهم صباح الأحد على بعد خمسة كيلومترات شرق جزيرة فارماكونيسي الصغيرة القريبة من سواحل تركيا.

وكانت المعلومات الأولى قد تحدثت عن غرق ثلاثة أشخاص بينهم طفل صباح الأحد في حادث غرق مركب كان يقل نحو 100 مهاجر قبالة جزيرة فارماكونيسي اليونانية.

وأفادت وكالة الأنباء اليونانية بأن خفر السواحل تمكن من إنقاذ 68 راكبا بينما نجا 29 آخرون بعد أن سبحوا حتى الشاطئ.

من جهة أخرى، لم تسفر عمليات البحث يوم السبت عن العثور على خمسة أشخاص فقدوا قرب جزيرة ساموس شرق بحر إيجة.

وكانت منظمة الهجرة الدولية ذكرت أن أكثر من 2700 مهاجر لقوا حتفهم في البحر المتوسط منذ بداية العام من أصل 430 ألفاً قاموا بعبوره بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا.

في غضون ذلك، وبعد الحادثة المأسوية التي لقي فيها عشرات اللاجئين حتفهم اختناقاً داخل شاحنة بالنمسا، استطاعت الشرطة النمساوية إنقاذ 42 لاجئاً بينهم ثمانية أطفال حشروا داخل شاحنة زهور.

ووصفت وكالة الأنباء النمساوية «إيه بي إيه» الحالة الصحية للاجئين بأنها جيدة نظراً إلى الظروف التي شهدوها داخل الشاحنة من ازدحام وحرارة مرتفعة وانعدام الهواء.

وذكرت الوكالة أن الشرطة أوقفت الشاحنة صدفة لتفتيش عادي على إحدى الطرق السريعة في ولاية النمسا العليا بمنطقة أيسترزهايم القريبة من الحدود الألمانية.

وإثر عثورها على اللاجئين المساكين اعتقلت الشرطة اثنين من المهربين، وتبين أن الرحلة بدأت من المجر.

يذكر أن هذه ليست الحادثة المأسوية الأولى من نوعها حيث ضبطت الشرطة النمساوية يوم الـ29 من آب شاحنة تقل 26 مهاجراً غير شرعي، بينهم 3 أطفال في حالة صحية سيئة جداً.

وقبلها بيومين، في حادثة أليمة ومرعبة، عثرت السلطات النمساوية على أكثر من 50 جثة لمهاجرين غير شرعيين في شاحنة شرق البلاد ماتوا اختناقاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى