بياع ــ كعك…

جنی رضوان فارس

-بابا تتذكر لما مرة قلتلك بالمدرسة عم يسألوني شو بيشتغل بيك؟

– وأنا ما بعرف إنت شو بتشتغل!!!

-طيب بابا إنت شو بتشتغل؟؟

-حبببتي قليلون بياع كعك…

-بابا انت بتبيع كعك؟؟؟

-اي حبيبتي… بيع كعك…

وراحت الايام و اجت الايام و نهار /19/11/2013

صار انفجارين بالسفارة الايرانية… تحديداً بوسط قلبي…

يوم تتويجك بالشهادة يا بطلي…

دق تلفوني… – صديقة قديمة: الو؟؟

-اي تفضلي!!!!

-انا … عرفتيني؟ كنت معك بالصف لما كنا صغار…

-اي حبيبتي عرفتك!!!

-سمعنا عل أخبار بانفجار استشهد في شهيد اسمو الحاج رضوان فارس مسؤول أمن السفارة الإيرانية!؟؟؟

-اي حبيبتي صح…

– اول شي فكرتو بيك… بس تذكرت انه بيك بياع كعك… الحمدالله ع سلمتو طلع تشابه اسماء…

-الله يسلمك حبيبتي… تتذكري بيي اللي قلتلك انه بياع كعك؟؟؟

-اي اكيد بتذكر وكلنا صرنا نطلع فيكي وقلنا حرام بيها ببيع كعك…

-طلع بيي يلي ببيع كعك هو مسؤول امن السفارة يلي استشهد بالتفجير…

-هااااااا كيف يعني شو قصدك؟؟

-يعني بيي معش، يبيع كعك بيي صار شهيد…

اشتقت لبياع الكعك يلي كان أمني وأماني ومسؤول أمن لسفارة إيران…

أبي أخاف عليهم بعدك يا بطل …

كيف يصف «داعشي» يومه!

يقول «داعشي» في الموصل إنه جاء من هولندا إلى تركيا ومنها دخل إلى العراق والتحق بتنظيم الدولة وهو يتكلم الإنكليزية والفرنسية والهولندية، وبدأ يتعلم العربية وهو مسلم مؤمن بولاية الخلافة، ويقول تمر الطائرات فوقنا كل يوم ولا نعيرها اهتماماً كلها طائرات حربية مليئة بالصواريخ والقنابل ولكنها لا تتعاطى معنا بشيء ونمارس النكاح طيلة النهار وننام بعد الظهر وفي حال حصل استنفار نحمل السلاح ونذهب للقتال.

وفي الليل نجتمع سوية ونصلي ثم نقوم بجهاد النكاح والطائرات فوقنا ونسمع صوتها وعلم «داعش» فوقنا ولا تقصفنا أي طائرة، أشعر أنني داخل الخلافة وكل يوم يأتي أجانب إلينا ويزداد عددنا من فتيات وصبايا وشبان، ونحن عبر الدعاية التي نبثها على الإنترنت نقول لهم إنكم ستعيشون حياة جديدة وبالفعل يعيشون حياة مليئة بالإيمان الاسلامي، إضافة إلى النكاح الذي نمارسه كل يوم ولدينا كل الوسائل في البيوت كي نعيش أجمل حياة ونحن مجاهدون في سبيل ربنا ولا نعرف لماذا الطائرات فوقنا وأعلامنا مرفوعة ولا تقصفنا.

وأنا قد تزوجت أربع فتيات وزوجتي الأولى ستنجب بعد شهر ومستشفى الموصل من أفضل المستشفيات وقد جاءنا مجاهدون من تونس والإمارات والبحرين، ويقبض كل أحد منا 1000 دولار شهرياً. وقد وزع علينا أهل الموصل سياراتهم بأمر من الخليفة بعدما صادرها لمصلحة الخلافة الإسلامية كما صادر لنا شققاً ومنازل ونحن نسكن فيها ولا نريد لأهل الموصل أن يعودوا إلى هنا إلا إذا جاؤوا مؤمنين بـ»الخلافة الإسلامية» وتطبيق الشريعة الإسلامية عليهم.

ويمر كل يوم بهدوء ونحن بانتظار الجيش العراقي الذي لن يأتي لأن الأميركيين ضحكوا على العراقيين وبالنسبة إلى الطائرات الحربية أصبحنا نتسلى لسماع صوتها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى