«إسرائيل» تغضب والعلم يرتفع…
لم يتسن للعالم الإسلامي المستنكر لحادثة القضاء والقدر المتمثلة بسقوط الرافعة في الحرم المكي على المصلين منذ أيام، أن يلتفت أيضاً إلى قبلة الإسلام والمسلمين الثانية المسجد الاقصى، الذي يتعرّض لاعتداء عنصري سافر ومتعمّد من قوات الاحتلال الصهيوني وجحافل المستوطنين.
لم يلتفت العرب الذين تهافت كبيرهم وصغيرهم لتعزية الملك السعودي بالحادثة الأليمة الى انّ هناك من الجهة الأخرى من يتألم لصمتهم وانشغالهم وتخطيطهم لتدمير باقي الأقطار العربية بفعل عدم تضافر جهودهم وفرقتهم وبغضهم للحق والحقيقة، فضاعت فلسطين بسبب التهاون، فيما تضيع اليوم بقية الأقطار العربية بربيع بات شتاء عاصفاً.
لم تلتفت جماعات التكفير التي نشأت من صلب السياسات العربية الاستخبارية كـ»داعش» و«النصرة» الى انّ الجهاد الحقيقي ليس في سورية بل في فلسطين، لم يلتفت ابو بكر البغدادي الذي يعتبر نفسه «خليفة المسلمين» إلى انّ المسجد الاقصى قبلة ووصية الرسول الذي يدّعي خلافته بخيالات زرعها مشغلوه بين صفوف تنظيمه الكريه.
وحدها «إسرائيل» لا تتضرّر من الهجمات التكفيرية، ووحدها من يفتح خطوط الأمان والترابط مع «جبهة النصرة» على طول حدود الجولان وآمال وأحلام بإعادة احتلال الأراضي هناك، وكلّ هذا من أجل أمر واحد يدفع ضريبته العرب كلّ العرب، وهو إهمال فلسطين والقضية الفلسطينية، فعاثت «إسرائيل» في أقطارهم فساداً بمسمّيات متعدّدة الأشكال والأهداف.
القضاء والقدر الوحيد اليوم هو أن يقتنع بعض المراهنين من الفلسطينيين والعرب بأنّ ما من أحد سيعقد مؤتمراً دولياً من أجل حلّ القضية بما يضمن الحقوق كاملة، وان يقتنع هذا البعض بأنه مهما تواترت المؤامرات ومحاولات التطبيع او بيع هذا القطاع او ذاك في بازارات السياسة الدولية، فإنّ أرض فلسطين ستولد مقاومة بل مقاومات طالما في أهلها وشبانها نبض ودم يجري في عروقهم كغصن الزيتون المتمسك بالشجرة الخالدة.
اليوم يسكت العالم على تصعيد خطير يشبه باقي جرائم حرب الاحتلال ويتمثل باقتحام وزير الزراعة «الإسرائيلي» أوروي أريئيل ومجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى وباحاته تحت حماية قوات الاحتلال، في محاولة جديدة لتقسيمه، فوقعت مواجهات بين المصلين وبين قوات الاحتلال التي فرضت حصاراً عسكرياً على الضفة الغربية الليلة الماضية يستمرّ حتى مساء اليوم الثلاثاء بمناسبة ما يُعرف برأس السنة العبرية كما نقلت المصادر.
حجم الجريمة التي يتعرّض لها المسجد الاقصى من تدنيس وتقسيم ونوايا تهويد مبطنة، لا تتناسب مع حجم ردود أفعال الحكومات والدول والمؤسسات، لا سيما العربية منها، لكن «إسرائيل» تعرف جيداً انّ جلّ غضبها اليوم وتذكيرها بممارساتها الوحشية يأتي في وقت محسوب ومقصود وهو الوقت الذي يرتفع فيه العلم الفلسطيني في مقرّ الأمم المتحدة، وهو ما يؤكد على تقدّم ديبلوماسي هامّ نحو تحقيق الدولة الفلسطينية…
هذه «إسرائيل» تغضب وهذا علم فلسطين يرتفع عالياً…
«توب نيوز»