توسع سيطرة «داعش» تثير قلق الغرب وتشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي وتخوف من انهيار الدولة العراقية واشتعال حرب أهلية

حسن حردان

الولايات المتحدة الأميركية بصدد تقييم الوضع في سورية على ضوء انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد بنسبة كبيرة من أصوات السوريين، وبعد مقتل الإرهابي الأميركي الذي نفذ الهجوم الانتحاري شمال سورية، وكذلك الهجوم على المتحف اليهودي في بلجيكا، والذي أشر إلى أن الخطر الإرهابي اقترب كثيراً من إراضي الدول الغربية وأميركا، وهو ما دفع الدول السبع الكبرى إلى بذل الجهود لمواجهة هذا الخطر الذي يشكله المقاتلون الأجانب الذين يذهبون إلى سورية بعد عودتهم إلى بلدانهم.

ولقد شكل توسع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وطموحاته في الإعلان عن إمارته الاسلامية في المناطق التي يسيطر عليها على ضفتي الحدود العراقية ـ السورية، مصدر قلق متزايد في الأوساط الدولية لا سيما الأميركية والغربية، خصوصاً أن تمدد داعش اعتبر مصدر «تهديد مباشر للأمن القومي الأميركي».

هذه التطورات تجري في وقت سيطرت المخاوف من انهيار الدولة العراقية وانزلاق العراق إلى أتون حرب أهلية مديدة بعد أن أصبح تنظيم داعش يسيطر على مدن رئيسية عدة ومنشآت نفطية ومحطة الطاقة الكهربائية، بينما القوات العراقية التي كانت تحمي هذه المدن والمنشآت فرت من دون قتال ما يعطي الانطباع بأن الجيش العراقي يتفكك ومخترق أمنياً. في المقابل فإن سيطرة داعش على مناطق شاسعة في العراق غير ممكنة من دون امتلاكه عشرات آلاف المقاتلين المدربين والمعبئين إيديولوجياً بفكر يكفر الآخر، وكذلك من غير أن يحظى بتأكيد شعبي وبتأييد سياسي من بعض القوى والفئات المتضررة من حكم رئيس الوزراء نوري المالكي، ما يؤشر إلى حجم وعمق الأزمة التي دخل فيها العراق.

في هذا الوقت لفت الأنظار أن البيت الأبيض الأميركي رفض الاستجابة لنداءات عراقية بقيام الطائرات الأميركية من دون طيار بتوجيه ضربات جوية إلى نقاط تجمع المسلحين المتشددين، وفسر ذلك بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مترددة بشأن فتح فصل جديد من الصراع في العراق الذي يصر أوباما على أنه انتهى بانسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011.

إلى ذلك استنفرت بعض الدول الأوروبية وتحركت للضغط على رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لوقف إجراءات التخطيط لبناء 1800 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

«لوموند»: أميركا تعيد تقييم الوضع في سورية بعد انتخاب الأسد… ومقتل إرهابي أميركي

تحت عنوان «الأسد يؤكد أن الغرب يرسل إشارات» قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن «صحيفة «الأخبار» اللبنانية نقلت عن مصادر مقربة من الدولة السورية قولها إن الرئيس السوري بشار الأسد أكد أن الولايات المتحدة الأميركية والغرب يرسلان إشارات تغيّر بعد أن بدأ الإرهاب بالاقتراب من أراضيهما إضافة إلى الهجوم الإرهابي الذي حصل في المتحف اليهودي ببلجيكا».

ولفتت الصحيفة إلى أنه «بعد إعادة انتخاب الرئيس الأسد بطريقة مثيرة للجدال» بحسب قولها «سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تقييم المشكلة وخصوصاً بعد مقتل الإرهابي الأميركي الذي ارتكب هجوماً انتحارياً شمال سورية»، مضيفة أنه «بعد اجتماع G7، اتفق قادة هذه الدول على تكثيف الجهود المبذولة لمعالجة التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب الذين يذهبون إلى سورية».

«واشنطن بوست»: توسع طموحات القاعدة في سورية والعراق يشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي

أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في أحد تقاريرها إلى «أن مسلحين سيطروا على الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، وأن الحدث يشكل قلقاً في الأوساط الدولية والأميركية بشكل متزايد»، مضيفة: «أن فروعاً متطرفة من تنظيم القاعدة في سورية والعراق ومناطق أخرى، تقوم بتوسيع طموحها، وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأميركي». وأوضحت: «أن سقوط الموصل في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعتبر دليلاً واضحاً على مدى تزايد قوة التنظيم على أرض الواقع»، مضيفة: «أن سيطرة المتمردين على الموصل تدل على التهديد الذي تشكله قوتهم المتزايدة على الاستقرار الهش في العراق وفي المنطقة على النطاق الأوسع». كما لفتت الصحيفة إلى «دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للبرلمان لإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وسط مؤشرات بأن تنظيم الدولة قد يستعد للزحف إلى مدن عراقية أخرى، وأن المسلحين استولوا على ترسانة الموصل من الأسلحة والمعدات العسكرية الأميركية التي سبق أن وفرتها الولايات المتحدة، وسط موجة من فرار أهالي المدينة عنها».

«إندبندنت»: سقوط تكريت يزيد المخاوف من انهيار النظام الذي تدعمه أميركا

نشرت صحيفة «اندبندنت» البريطانية مقالاً للكاتب باتريك كوبيرن يشرح فيه فكرتين أساسيتين، الأولى تقول إن المتطرفين الإسلاميين يسيطرون على مدن رئيسية في العراق، بينما القوات الحكومية تتفكك.

والفكرة الثانية تتمحور حول أن سقوط تكريت يزيد المخاوف من أن الانتفاضة في العراق ستؤدي إلى انهيار النظام الذي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية.

وقال كوبيرن: «إن القوات النظامية العراقية – سواء الجيش أو الشرطة – فشلت حتى في مقاومة المهاجمين للمدن شمال العراق وهو ما يدفع إلى الظن بأنها تتفكك». وأضاف: «أن الهجوم الذي يقوده مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعبر عن انتفاضة أكبر للسنة العرب في العراق الذين جردوا من السلطة مع الإطاحة بنظام صدام حسين من قبل القوات الأميركية وحلفائها عام 2003».

وأكد كوبيرن: «أن المسلحين سيطروا على بيجي على نهر دجلة، التي تضم منشآت نفطية كبيرة ومحطة للطاقة الكهربائية تمد بغداد بحاجاتها من الكهرباء»، موضحاً أن حراس المحطة – البالغ عددهم 250 حارساً – انسحبوا بسرعة بعدما تلقى قادة العشائر اتصالاً من تنظيم الدولة الإسلامية يطلب منهم إيصال رسالة إلى حرس المحطة بالانسحاب الفوري أو مواجهة قتال حتى الموت».

ويعتبر كوبيرن «أن التطورات الأخيرة في العراق توضح، بما لا يدع مجالاً للشك، أن السنة بصدد تشكيل نواة لدولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم شمال العراق وسورية»، وهو ما يرى أنه «سيصبح حدثاً محسوساً بشكل كبير في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وبشكل سريع».

وقال كوبيرن: «إن توازن القوى في العراق تغير بشكل درامي بين القوى الثلاث وهي الشيعة والسنة العرب والأكراد، بينما تتزايد قوة تنظيم الدولة الإسلامية سواء في الأراضي العراقية أو السورية خصوصاً بعدما استولوا على سلاح نوعي جديد وهو الطائرات بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخيرة والعتاد».

«نيويورك تايمز»: البيت الأبيض يرفض نداءات العراقيين بتوجيه ضربات لداعش

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية «أن البيت الأبيض يرفض حتى الآن النداءات العراقية بتوجيه ضربات جوية إلى نقاط تجمع المسلحين المتشددين، الذين سيطروا هذا الأسبوع على ثلاث من كبرى المدن في العراق». وأشارت في تقرير إلى أن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مترددة بشأن فتح فصل جديد من الصراع الذي يصر الرئيس أوباما على أنه انتهي بانسحاب القوات الأميركية في 2011».

وكان مسؤولون أميركيون وعراقيون قد كشفوا للصحيفة «أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب سراً من إدارة أوباما أن تدرس توجيه ضربات جوية إلى نقاط تجمع مسلحين متشددين من السنة يشكلون تهديداً متزايداً لحكومته».

ونقلت عن خبراء أميركيين زاروا بغداد في وقت سابق هذا العام قولهم: «أن رؤساء عراقيين أبلغوهم أنهم يأملون استخدام القوة الجوية الأميركية لضرب نقاط التجمع والتدريب للمتشددين داخل العراق ومساعدة القوات العراقية في منعهم من عبور البلاد إلى سورية».

وأضافت الصحيفة: «إن سيطرة جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام «داعش»، سريعاًً على مدينة الموصل العراقية يسلط الضوء على كيفية تحول الصراعات في سورية والعراق إلى نقطة تمرد إقليمية واسعة إذ يمر مقاتلو التمرد ذهاباً وإياباً عبر الحدود التي يسهل اختراقها بين البلدين». وتابعت: «إن الوضع في العراق يستدعي الانتباه إلى الحدود التي يفرضها البيت الأبيض على استخدام القوة الأميركية في المنطقة التي تشهد عنفاً وتقلباً متزايداً». وأشارت إلى رفض برناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي «الرد على طلب الصحيفة بشأن تفاصيل طلب المالكي، الشهر الماضي، بالتدخل العسكري من الولايات المتحدة»، وقالت في بيان: «نحن لن ندخل في تفاصيل المناقشات الدبلوماسية، لكن تركيزنا الحالي في مناقشاتنا مع الحكومة العراقية واعتباراتنا السياسية هي بناء قدرة العراقيين على مواجهة المتطرفين الإسلاميين بنجاح».

وأضافت الصحيفة: «اجتاح مسلحون متشددون ينتمون لجماعة متشددة منشقة عن القاعدة مدينة تكريت العراقية وأطبقوا على أكبر مصفاة نفطية في البلاد محققين المزيد من المكاسب في تقدمهم العسكري السريع ضد حكومة بغداد التي يقودها الشيعة». وأردفت: «جاء التهديد لمصفاة بيجي النفطية بعدما سيطر متشددو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام على مدينة الموصل الشمالية. وسقوط الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق هو ضربة لمحاولات حكومة المالكي هزيمة المتشددين الذين استولوا على مناطق في العراق على مدى العام المنصرم في أعقاب انسحاب القوات الأميركية».

«تليغراف»: تطورات العراق تهدد بانهيار الدولة وإشعال حرب أهلية

أبرزت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية خطر نشوب حرب أهلية في العراق في مقال تحليلي لكولين فريمان وبيتر دومينيزاك ووبن فارمر، تحت عنوان «العراق يواجه خطر الحرب الأهلية بعد اقتراب الانتفاضة التي تقودها القاعدة من بغداد» واعتبرت: «أن التطورات الأخيرة في العراق، والتي تهدد بانهيار الدولة، تعيد إشعال الجدل في بريطانيا حول جدوى التضحيات التي قدمتها لإسقاط نظام صدام حسين».

وأضافت الصحيفة: «أن العراق يواجه شبح الانزلاق إلى الحرب الأهلية وذلك بعد أيام قليلة من استيلاء المسلحين المرتبطين بالقاعدة على مساحة واسعة شمال العراق ووسطه في هجوم سريع سمح لهم بالتمركز على مسافة قريبة من العاصمة بغداد». وأوضحت: «إن المسلحين بعدما سيطروا على الموصل وصلوا مساء الأربعاء إلى مشارف العاصمة وبالتحديد على بعد 100 كيلومتر فقط منها».

وقالت الصحيفة: «إن المسلحين الإسلاميين تمكنوا من السيطرة على مدن عدة إضافة إلى الطرق الرئيسية التي تربط بينها، وسيطروا على حقول نفطية ومنشآت تكرير وقواعد عسكرية، وهو ما دفع نحو نصف مليون شخص في هذه المدن إلى النزوح الجماعي إلى الشمال».

واختتمت بتأكيد «أن الحكومة التركية طلبت اجتماعاً عاجلاً لحلف شمال الأطلسي ـ الناتو لبحث التطورات الأخيرة في العراق».

«ديلي تليغراف»: تصاعد نفوذ القاعدة في أفريقيا وسورية والعراق وتراجعه في شبه الجزيرة العربية وآسيا

رصدت ديلي تليغراف أماكن تنامي وتراجع نفوذ الجماعات الجهادية ذات الصلة بتنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم. مشيرة إلى أنه «على رغم مقتل أسامة بن لادن عام 2011، لكن تنظيم القاعدة، ينتشر في أشكال عديدة حول العالم».

وأضافت الصحيفة: «إن الأحداث الأخيرة في سورية والعراق تثبت التهديد المستمر الذي تمثله جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام «داعش»، سواء للمنطقة أو العالم الأوسع».

ووفقاً لخريطة الصحيفة فإن «نفوذ تنظيم القاعدة متمثلاً في داعش، تنامى بقوة في العراق وسورية، ويبرز نفوذه في نيجيريا مع تصاعد التفجيرات وعمليات القتل والخطف التي تشنها جماعة بوكو حرام الإرهابية داخل البلاد. وكذلك في ليبيا والجزائر ومالي والنيجر». وتابعت: «على رغم استمرار وجود جماعة الشباب المسلحة التي تفرض الشريعة الإسلامية في البلاد، تظهر الخريطة تراجع نفوذ تنظيم القاعدة في الصومال، وكذلك في اليمن حيث تواصل القوات الأميركية غارتها الجوية على معاقل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية».

وأضحت: «يظهر تراجع نفوذ التنظيم الإرهابي الدولي في إندونيسيا والفلبين وتايلاند». لكن اللافت أن الصحيفة أشارت إلى «تراجع نفوذ القاعدة في باكستان وأفغانستان»، ذلك على رغم نشاط حركة طالبان بفرعيها الأفغاني والباكستاني، في الفترة الأخيرة.

هآرتس: سيناتور أميركي يرجح أن تبادر «إسرائيل» إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية

رجّح السيناتور الأميركي الجمهوري تيد كروز أن «تبادر «إسرائيل» إلى توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية في غضون بضعة أشهر إذا لم توقف طهران برنامجها النووي».

وأفادت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» في تقرير: «إن كروز الذي ينوي الترشح للرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري في انتخابات عام 2016 أدلى بهذه الأقوال خلال اجتماع مغلق مع وفد عن معهد بحوث يهودي في واشنطن». وأضافت: «إن الملف النووي الإيراني كان مدار بحث خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع السناتور كروز في القدس قبل حوالى أسبوعين».

«هآرتس»: ضغوط أوروبية على نتنياهو لوقف التخطيط لبناء 1800 وحدة استيطانية

ذكرت صحيفة «هآرتس» في تقرير لباراك رابيد «أن سفراء خمس دول أوروبية، هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، قدموا احتجاجات إلى مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية «الإسرائيلية» ومارسوا ضغوطاً من أجل منع دفع إجراءات التخطيط لبناء 1800 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، وكانت حكومة «إسرائيل» قد أعلنت نيتها نشر عطاءات لبناء 1500 وحدة سكنية إضافية في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية».

وكان من المقرر أن يبحث مجلس التخطيط الأعلى التابع لجيش الاحتلال في مخططات البناء الاستيطاني خلال جلسته، أول من أمس، لكن الصحيفة أفادت بأن «رئيس مجلس التخطيط، المهندس دانيال حاليمي، أبلغ أعضاء المجلس بتغيير أجندة الجلسة» وقال إنه «لن يُبحث في جميع المخططات الموضوعة على جدول أعمال المجلس. إنما أُجّل في مخططات بناء في مستوطنات «أريئيل» و»هار براخا» و»ألفي منشيه» و»أورانيت» ومخططات بناء أخرى». وقال حاليمي أنه «تلقى بهذا الخصوص أمراً من جهات عليا قبل وقت قصير من انعقاد جلسة المجلس».

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى قوله: «إن مشاورات أجريت بين الدول الخمس المذكورة قبل أيام عدة، وتقرر خلالها أن يقدم سفراء هذه الدول لدى «إسرائيل» احتجاجات لمكتب نتنياهو ووزارة الخارجية «الإسرائيلية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى