الفساد المستشري في العراق لا يقل خطورة عن الإرهاب الذي يضربها… وتركيا على وشك تغيير سياستها بعد فشلها في المنطقة أميركا بصدد الانسحاب من الشرق الأوسط وسيكون هناك نظام إقليمي جديد متعدد القطبية

شكّلت الأحداث الأمنية والسياسية العراقية محور أساسي للبرامج السياسية على القنوات الفضائية، حيث يشهد العراق اليوم أفظع أنواع الإرهاب المتفشي الذي يتغذى بشكل مباشر من الكيان «الصهيوني»، كما بدأ هذا الإرهاب بطرح مشكلة مفصلية في العراق إذ ينتقل إلى جميع مؤسسات الدولة ويؤدي إلى ضعفها وتلاشيها من جراء تفشي الفساد فيها، من الوضع الأمني العراقي إلى الوضع التركي الذي كان له حيز خاص في نقاشات المحللين السياسيين والإعلاميين حيث تحصد تركيا اليوم ما زرعته طوال سنوات جراء سياستها التي اتبعتها منذ ألاف السنين التي تمثلت بعدم تأييد الشعوب العربية بل دائماً كانت مع الطرف الآخر.

يعيش العراق وسط تأزم حاد يؤثر على بنيته الأساسية وما يجري فيها خطير لأنه يرسم حدود دولة جديدة في المنطقة، فالقوى العراقية تعيش في صراعات منذ مدة طويلة والآن وصلت إلى ساعة الحقيقة التي لا بد من أن تتحد لأنه الآن أصبح هناك عدو مشترك لا يمثل قيم أو حاضر أحد وهو «داعش»، الذي يمثل قوات الاحتلال أما القوات العراقية فهي تمثل قوات المقاومة، في حين أن ما حصل في الأيام الماضية سيكلف العراق الكثير، لكن ما يحصل الآن في العراق يفيد الوضع السوري حيث سيتم الاتفاق بين سورية والعراق وكذلك إيران لمواجهة الخطر الإرهابي.

في سياق آخر، يعاني الجانب التركي من ازدواجية كبيرة من الموقف العراقي منذ بداية الأزمة السورية، فهو تحول من نظرية صفر مشاكل إلى نظرية 100 في المئة مشاكل مع كل الجيران والإقليم، واندفع بشكل خاطئ باتجاه ما سمي بـ«الربيع العربي»، فالأتراك اليوم يحاولون أن يستعيدوا وضعهم وتدخلهم في الشأن العراقي من خلال هذه الأزمة.

كما تكمن المشكلة الأساس لدى الولايات المتحدة القوة التي تشهدها إيران في المنطقة، فإيران بعد هذا الحصار الاقتصادي نهضت وهي تشكل العقدة في المنطقة. وخط الثورة الإيرانية ثابت بالمبادئ والأخلاق والقوى الإقليمية التي تبرز ولا يمكن أن تقوم الثورة الإيرانية بعمل يناقض قيمها الأخلاقية.

أما في الشأن السوري، يعتبر ما جرى في حلب فيتمتع بخصوصية، لأن حلب حتى آخر لحظة لا تعرف إلا الولاء المطلق، على رغم أنها تعرضت للسرقة والدمار في معاملها ومتاجرها وهدمت بنيتها التحتية ومستشفياتها مدارسها وكل المقومات الاقتصادية لحقتها الخسائر وأصبحت مضاعفة، والمرحلة المقبلة تتطلب وجود هوية اقتصادية واضحة، وقد بدأ الفريق الاقتصادي في سورية بوضع استراتيجية على محاور مهمة لتحديد السلبيات والايجابيات للاقتصاد السوري، كما لا بد من اعتبار موضوع الفساد محصلة طبيعية يجب تصفيته.

محلياً، تشير الأمور إلى أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية كانت لها فرصة للاتفاق الداخلي على رئيس الجمهورية، لكن للأسف الأفرقاء لم يستغلوا هذه الفرصة، إلا أن اللبنانيين اليوم بانتظار قرار من الملك عبد الله في أن يصل الجنرال ميشال عون لسدة الرئاسة أم لا، كما أن الرئيس سعد الحريري لا يستطيع اتخاذ هذا القرار وحده، إذ إن السعودية ليست متفرغة للوضع اللبناني بعد أحداث العراق. والمفتاح الداخلي لموضوع الرئاسة هو بيد عون وإذا استمر جعجع في الترشيح فالأزمة ستستمر… وسيتم تعطيل كل مؤسسات الدولة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى