شعيتو لـ«الميادين»: لأميركا مصلحة بإضعاف الموقف الأوروبا واقتصادها
أوضح رئيس المركز الثقافي الروسي العربي في سان بطرسبرغ مسلم شعيتو أن «ما حدث في العراق مؤخراً وتحديداً في الموصل ليس مفاجئاً لأنه كانت هناك توقعات بأن يقام هذا الشكل من أشكال الدويلة الاسلامية على الحدود اللبنانية السورية، ولكن بعد فشل هذا المشروع انتقل ليتوسع في منطقة الحدود السورية العراقية وهو تابع لمعركة الأنابيب التي بدأت في سورية، فما سيطرت عليه «داعش» منذ يومين يتضمن الخطوط الأساسية لإمدادات وأنابيب النفط والغاز التي تمتد من العراق إلى تركيا إلى البحر المتوسط، والذي حصل هو جزء من خطة لرسم معالم المنطقة مجدداً بعد الأحداث الأخيرة في سورية والإنجازات التي حققها المالكي في الانتخابات العراقية الأخيرة».
وفي الملف الروسي الأوكراني، أوضح شعيتو أن «روسيا لم تستدرج ولن تساوم بقضية أوكرانيا مقابل أي قضية أخرى، خصوصاً في ما يتعلق بالقضية السورية والعكس صحيح أيضاً فهي لن تساوم على القضية السورية مقابل أوكرانيا فليس هناك معارك ما بين أوكرانيا وسورية، إنما هناك حرب في أوكرانيا وحرب في سورية ويجب على الروس أن يربحوا الحربين».
وأضاف أن «مسألة أوكرانيا تزعج روسيا جداً لأن أوكرانيا جزء من النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والجغرافي لروسيا، فهي امتداد طبيعي لها وكانت عاصمتها التاريخية، فروسيا منزعجة من الذي يحدث في أوكرانيا وهي تسعى جاهدة لوقف التدهور السياسي والاقتصادي والأمني في أوكرانيا».
وأشار شعيتو إلى أن «القيادة الأوكرانية الجديدة ما زالت متوهمة بأن أوروبا ستدفق عليها المساعدات المالية والاقتصادية والأمنية لمواجهة روسيا ولكنها ستقتنع قريباً أن هذا مجرد كلام إعلامي لا أكثر ولا أقل وهدف الناتو والولايات المتحدة هو توتير العلاقة مع روسيا وهذا ما سينعكس على الداخل الأوكراني واقتصاده، وعندما ستقتنع القيادة الأوكرانية بأن هذا الأمر لن يجلب مكاسب اقتصادية ولا سياسية فعندها ستضطر أوكرانيا للحوار مع روسيا».
وأكد شعيتو أن «لأميركا مصلحة بإضعاف الموقف الأوروبي واقتصاده ولكن ليس للاقتصاد الروسي، فحجم التبادل التجاري بين روسيا وأوروبا يساوي 240 مليار دولار سنوياً فيما التبادل التجاري مع أميركا يساوي 27 مليار دولار، ومن هنا فإن أميركا حتماً ترغب في الحصول على هذا الجزء الأساسي من التبادل من خلال توتير علاقة أوروبا بروسيا».
وختم شعيتو حديثه بالتطرق للمزاعم «الإسرائيلية» بأنها متخوفة من سقوط الموصل قائلاً إن ««إسرائيل» تسعى دائماً لتشكيل دول حولها تنتمي إلى مذاهب وقوميات وأثنيات لتبرر وجودها ولكن حتى الآن داعش لم تربح الحرب عسكرياً، ولكن هناك تراجع من قوات الأمن العراقية ما أدى لسيطرة المجموعات المسلحة على مدن أساسية، فالخوف «الإسرائيلي» غير مبرر لأنه هو من سعى لهذه الخريطة الجديدة للمنطقة».