منحوتات ولوحات تشكيلية بإبداعات شابة في المركز الثقافي ـ أبو رمانة
إيناس سفان
تنوّعت الأعمال التي قدّمها عشرون طالباً وطالبة من «مركز أحمد وليد عزّت للفنون» في معرضهم الذي افتتح مؤخراً في صالة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ـ دمشق، بين التصوير الزيتي والنحت.
وجسد الطلاب المشاركون في لوحاتهم مواضيع مختلفة مثل الطبيعة الصامتة والبورتريه، إضافة إلى أعمال نحتية متنوّعة، وبأساليب فنية مختلفة، ترجموا من خلالها ما اكتسبوه من خبرات ومهارات خلال دراستهم في المركز. إضافة إلى البصمة الخاصة التي أضافها كلّ طالب إلى عمله وفق إبداعه وموهبته.
يقول مدير «مركز أحمد وليد عزّت للفنون» عبد العزيز دحدوح إن الأعمال المعروضة وعددها 32، هي مشاريع تخرّج لطلاب المركز في قسمَي النحت والتصوير الزيتي، وهم الذين أمضوا سنتين دراسيتين فيه، إذ يقيم المركز وهو الأول للفنون في سورية وأُسّس عام 1959، دورتين كلّ سنة، وبعد أربع دورات يقدّم الطالب مشروع تخرّج ينال بعدئذ شهادة مصدّقة من وزارة الثقافة.
وأضاف دحدوح: شارك في هذا المعرض 12 طالباً من قسم التصوير الزيتي، وقدّم كل طالب عملين. وشارك أيضاً ثمانية طلاب من قسم النحت، وقدّم كلّ طالب عملاً نحتياً واحداً، واختاروا مواضيع منحوتاتهم ولوحاتهم بحسب الدراسة الأكاديمية التي تعلّموها.
ورأى مدير المركز أن الحركة الفنية في سورية تشهد نشاطاً مميزاً، وهذا دليل على نشاط الفنانين وعطائهم المستمر مهما كانت الظروف. مشيراً إلى أنّ الملتقَيات والمعارض التي تقام، تمنح فرصاً أساسية لمشاركة الفنانين الشباب من أجل رفد الحركة الفنية بجيل من الشباب الذين يقدّمون أعمالاً فنية بسويّات عالية من جهة، ومنحهم الفرص المناسبة لإظهار إبداعاتهم وأعمالهم في مختلف مجالات الفنّ التشكيليّ من جهة أخرى.
الطالبة ناديا ناصر من قسم النحت في المركز قدّمت عملاً نحتياً باللونين الأبيض والأسود بأسلوب تجريديّ، أظهرت فيه الصراع بين الخير والشر كما تقول. مضيفة أنها اختارت دراسة فنّ النحت، إضافة إلى دراستها سابقاً فن الخزف، لأنهما من الفنون التي تتحمل أعمالاً تشكيلية بشكل واسع، ويستطيع الفنان أن يُظهر تقنياته وإبداعه من خلالها في رؤى متنوّعة.
أما الطالب محمد أوضه باشي، فقدّم عملاً نحتياً من الأحجار النهرية الملوّنة ومادة البولستر، أطلق عليه اسمه «تضادّ»، ووصفه بأنه عمل تشكيليّ أراد من خلاله إظهار نقاط التلاقي بين الأشياء المتضادة.
وجسّدت الطالبة إسراء الريس من قسم التصوير الزيتي في اللوحتين اللتين قدمتهما، الطبيعة الصامتة، إذ رسمت الجرّة الفخارية في لوحة، والأشجار وجمال الطبيعة في لوحة أخرى. وأشارت الريس إلى أن الدورات التي تابعتها في «مركز أحمد وليد عزّت» أكسبتها الخبرة وصقلت موهبتها في مجال التصوير الزيتي، وهذا المعرض هو الخطوة الأولى لها ولزملائها على طريق الفنّ التشكيلي.
وأشارت الطالبة باسمة الحريري من قسم التصوير الزيتي، والتي قدّمت عملين في الطبيعة الصامتة، إلى أن هذا المعرض فرصة لتقديم أعمال طلاب المركز أمام الجمهور، وليكون انطلاقتهم نحو معارض فنية أخرى ومشاركات أوسع، والعمل لاكتساب المزيد من الخبرات وتقديم أعمال فنية منوّعة.
ورأت مديرة المركز الثقافي في أبو رمانة الفنانة التشكيلية رباب أحمد أن نتاجات الشباب المشاركين تفاوتت بين الجيد والجيد جداً، وتميزت الأعمال النحتية بمستويات عالية. مضيفة إن تخرّج الطلاب من المعاهد الفنية هو الانطلاقة الأولى ليشكّلوا بعدئذ بصمتهم وتقنياتهم وأسلوبهم الخاص الذي يتطوّر مع الزمن والخبرة.
وأشارت الأحمد إلى أن وزارة الثقافة تقدم الدعم والتشجيع بشكل مستمر للشباب من خلال إقامة المعارض لهم في صالات المراكز الثقافية بشكل مجانيّ، للإضاءة على أعمالهم وإبداعاتهم وتعريف الجمهور إلى المهارات والمعلومات التي تلقّوها على أيدي أساتذة مختصّين في المعاهد الفنية والدورات التدريبة.