ماذا ستفعل السعودية إذا هدمت «اسرائيل» الأقصى؟
ناديا شحادة
يشهد المسجد الأقصى لليوم الرابع على التوالي اقتحام العدو «الإسرائيلي» باحات حرمه القدسي وأدت إلى مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال التي نشرت عناصرها على مداخل الحرم القدسي كافة وفرضت تشديدات أمنية صارمة لمنع دخول المسلمين للصلاة في الأقصى ما يمثل عدواناً صارخاً على مقدساتهم وحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية.
ويؤكد المراقبون أن الاحتلال بهذا التصعيد يكون قد فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى بمنع المسلمين من دخوله فيما تسمح قوات الاحتلال المستوطنين من الدخول، كما اعتلى جنود الاحتلال أسطح المسجد الأقصى ووجهوا قناصاتهم على المصلين والمرابطين داخل المسجد، وأدت المواجهات التي اندلعت أول من أمس الى اصابة 26 فلسطينياً واعتقال عشرة اشخاص، وهذا ما أكده خطيب المسجد الأقصى ورئيس لجنة الهيئة الاسلامية العليا في القدس، وتسبب الاقتحام بتدمير كامل لـ 32 نافذة من نوافذ المسجد وهذا ما أشار اليه رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الاقصى رضوان عمرو.
وما يشهده المسجد الأقصى من احداث غير مسبوقة منذ عام 1969 حين اقدم الصهيوني دنيس مايكل روهان مع عدد من المستوطنين على إشعال النار في المسجد القبلي من المسجد الأقصى، وقامت قوات الاحتلال بقطع المياه عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق وحاولت منع المواطنين الفلسطينيين وسيارات الأطفاء التي هرعت للقيام بإطفائه، فالأحداث التي يشهدها الأقصى هذه الأيام تعتبر جريمة حرب وتصعيداًَ خطيراً، فقرار رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو أمس تشديد العقوبات على الشبان الذين يتصدون لاقتحامات الأقصى من قبل جنود الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة، إضافة الى التسريبات الصادرة عن مواقع صهيونية ان نتيناهو سيقوم بجولة في اماكن حساسة في القدس المحتلة، هذه التصريحات تعتبر تصعيداً خطيراً واستفزازاً واضحاً لمشاعر العرب والمسلمين من قبل العدو «الإسرائيلي» الذي يهدف الى تقسيم المسجد ومن ثم هدمه في ظل صمت عربي الذي يمكن اعتباره تسليماً مطلقاً بالمخطط الصهيوني لتقسم الأقصى، وهذا ما أكده بيان صادر عن العلاقات العامة الاعلامية لحزب الله الذي دعا الى أوسع حملة تضامن مع المسجد الأقصى ضد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها، وأشار البيان الى ان الهجمة المتصاعدة تكشف بوضوح حجم المؤامرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى والتي تستهدف تقسيمه وبعد ذلك تهديمه، فكل ما يجري لا نجد أي رد فعل من قبل الحكام العرب.
يؤكد المتابعون ان الظروف الدولية والظروف التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والتي أدت الى انشغال محور المقاومة في محاربة الإرهاب تبدو مواتية لتنفيذ العدو «الإسرائيلي» مخططاته في ظل صمت عربي خليجي المستعد للمقايضة على الصمت بدعم «اسرائيل» لمواجهة محور المقاومة، فـ «اسرائيل» لديها مصالح استراتيجية مع المعسكر الخليجي وبالذات السعودي المعادي لايران لأنها تمثل تهديداً استراتيجياً لها، فمحور ايران وسورية وحزب الله هو المشكلة الأكبر للعدو «الإسرائيلي» والسعودية وهذا ما أكده خبير شؤون الشرق الأوسط مئير ليبتك.
فدول الخليج وبالذات السعودية التي لديها مصير مشترك مع تل أبيب ضد محور المقاومة لم تعيد تظهر اهتماماً للوضع الفلسطيني لأنها في حاجة لـ«اسرائيل» كما جاء ذلك على لسان المستشرق الصهيوني غاي باخور. فماذا ستفعل هذه الدول إن أقدمت «إسرائيل» على هدم المسجد الأقصى؟