باتروشيف: واشنطن تسعى إلى تفكيك أوكرانيا بإثارة الفتنة بين شعوبها
اعتبر نيقولاي باتروشيف أمين عام مجلس الأمن الروسي أن الهدف الحقيقي لسياسة واشنطن في أوكرانيا يكمن في إثارة الفتنة بين شعوبها، وهو أمر يؤدي إلى تفكك الدولة إلى أجزاء عدة.
وتابع في تصريحات أن الجانب الأميركي في إطار مساعيه لتحقيق هذا الهدف، يعمل على تأجيج النزعات القومية وتحريض الأوكرانيين ضد المجموعات الإثنية الأخرى، ومنها الروس والرومانيون والهنغاريون والبولنديون.
وقال: «تملك الولايات المتحدة خبرة كبيرة في ما يخص تدمير دول موحدة، وهناك مثال جلي للعين في قلب أوروبا نفسها، إذ تم تفكيك دولة يوغوسلافيا القوية متعددة القوميات إلى دول صغيرة عدة غير قادرة على ممارسة نهج سياسي خارجي مستقل… أما اليوم فتحاول واشنطن القيام بخطوات مماثلة في شمال أفريقيا وفي الشرق الأوسط».
واعتبر باتروشيف أن الولايات المتحدة غير معنية بنجاحات كييف العسكرية أو بالتنمية الاقتصادية في أوكرانيا، ولذلك نصح المسؤول الروسي السياسيين الأوكرانيين بعدم التعويل على مساعدات عسكرية من واشنطن، وأضاف: «إن الحرب التي أطلقتها واشنطن تتيح لها التأثير بقوة في سياسة دول الاتحاد الأوروبي».
وذكر المسؤول الروسي أن أوكرانيا لم تعد دولة مستقلة، بل تخضع عملياً لإدارة خارجية مصدرها الولايات المتحدة، وأضاف: «تؤكد كل زيارة جديدة تقوم بها فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي إلى كييف، أن أوكرانيا ليست دولة مستقلة بل تخضع لإدارة واشنطن. ومن الواضح أن زياراتها لا ترتبط بتقديم نصائح واستشارات حول مسائل الأمن الإقليمي، كما تقول الدعاية الغربية، بل بتقديم تعليمات مباشرة لقيادة البلاد».
وأضاف باتروشيف: «أما أية تعديلات في مؤسسات السلطة بأوكرانيا، فتجري فقط بعد تنسيقها مع البيت الأبيض. ومن شأن عدم الخضوع لأوامر واشنطن أن يؤدي إلى تغيير الرئيس والحكومة في أوكرانيا، لكي يحل محلهم أشخاص يلتزون بتعليمات ساسة واشنطن باهتمام فائق»، مؤكداً أن تطبيق اتفاقات مينسك السلمية الخاصة بأوكرانيا رهن بموقف واشنطن، وليس بالقيادة الأوكرانية الحالية.
جاء ذلك في وقت أكدت أوكرانيا نيتها تجديد طلبها للحصول على أسلحة دفاعية فتاكة من حلفائها الغربيين في حال فشل اتفاق مينسك للسلام من أجل استعادة السيطرة على حدودها الشرقية.
ونقل عن القائم بأعمال مندوب أوكرانيا لدى حلف شمال الأطلسي يهور بوجوك، قوله إن ستجدد طلبها للحصول على أسلحة من حلفائها الغربيين إذا فشل اتفاق مينسك، داعياً لتقديم المساعدة من أجل استعادة السيطرة على حدود أوكرانيا الشرقية مع روسيا.
وأضاف بوجوك إنه إذا تم سحب الأسلحة الثقيلة من حدود بلاده الشرقية بموجب اتفاق مينسك فلا بأس، «لكن إذا تصاعد الوضع فسوف نطرح مجدداً قضية الأسلحة الدفاعية المتطورة مع شركائنا الغربيين».
وكانت روسيا قد حذرت من تقديم أسلحة فتاكة للجيش الأوكراني، كما حذرت من أن هذا التحرك سيمثل تصعيداً خطيراً في الصراع ويشكل خطراً على أمنها.