«بسمتك ترسم بسمة غيرك»… حملة لـ«مشروع درب» تدعم جرحى الجيش السوري
ياسمين كرّوم
مبادرة للتصوير الضوئي تتجاوز غاياتها مجرد التقاط صور تؤرّخ لحظاتنا مع أشخاص نحبهم. فدعم جرحى الجيش السوري يعتبر الهدف الأول الذي تعمل مبادرة «بسمتك ترسم بسمة غيرك» على تحقيقه من خلال تخصيص عائدات الصور الضوئية لهذه الشريحة التي قدّمت أغلى ما تملك في سبيل بقاء الوطن عزيزاً كريماً.
عشرات جلسات التصوير نفّذها فريق «مشروع درب» المشرف الأول على هذه المبادرة التي استمرت لثلاثة أيام في عدة مواقع خلال الأسبوع الماضي، وأطلق فكرتها المهندس المغترب عصام منصور، وهو من أعضاء الفريق. إذ تحمس لإقامة نشاط بسيط أثناء زيارته الحالية إلى سورية، يدعم من خلاله الجيش السوري ويحفّز الشباب على القيام بهذه المهمة.
وفي هذا الإطار، أكدت كندة نصار رئيسة الفريق أن تحديد مبلغ 500 ليرة سورية كسعر للصورة الاحترافية يعتبر ثمناً رمزياً مقارنة بالأسعار المطروحة في السوق. كما أنها تحقق هدفاً اجتماعياً يساهم في زرع البسمة على الوجوه، واستغلال المناسبات الاجتماعية لأهداف إنسانية نبيلة.
ولفتت نصار إلى أن الابتسامة بحدّ ذاتها هي لغة وطريق. ولذلك، فقد ارتأت المبادرة أن تقدم مفهوم الابتسامة بطريقة مغايرة كلغة للسعادة ومنح الأمل للآخرين لمساعدتهم في تجاوز مصاعبهم.
وأضافت: عدسة «درب» هذه المرة استخدمت بشكل مغاير التوثيق الذي اعتدنا عليه لنشر ما نقوم به من أنشطة ومبادرات. فهي اليوم تنقل صور الابتسامة والفرحة والذكرى التي نحتفظ بها لأنفسنا ونسعد بها الآخرين. فالمبادرة كانت مفتوحة للجميع ليساهموا ويقدّموا مساعدة صغيرة للجرحى والمتضررين من الحرب الكونية على سورية، لتصبح صور الأطفال والأصدقاء فرصة لتعميم الفرح والفائدة قدر الإمكان اجتماعياً وإنسانياً.
من ناحيته، أراد المهندس عصام منصور صاحب فكرة المبادرة والمقيم في الإمارات العربية المتحدة، أن يوظف موهبته المتميزة في التصوير الضوئي لاستثمارها بشكل يخدم وطنه. فطرح الفكرة على الأعضاء ولاقت حماسة منقطعة النظير من قبلهم، لتبدأ أعمال التنظيم وتوزيع المهام مباشرة.
وقال منصور: انتسبت إلى فريق «درب» ـ فرع الامارات منذ تأسيس المجموعة، وساهمت معهم في جمع عدد من التبرّعات لمساندة السوريين في الداخل. ونفذت عدة زيارات إلى بلدي بعد بداية الأزمة. لكنها المرة الأولى التي أقترح فيها مبادرة صغيرة للمساعدة، سأكررها في زياراتي المقبلة، لا سيما أن الإقبال على الحملة دفعني إلى تمديد وقتها لتنفيذ جلسات إضافية ضمن مواقع متعدّدة لاقت صدى جماهيرياً طيباً.
من جهتها، تحدثت المهندسة ديما ابراهيم عضو منظم للمبادرة، عن تفاعل الناس الكبير مع الفعالية، خصوصاً أنهم بادروا إلى شراء الصور الملتقطة لهم بهدف ربط هذه اللحظات الخاصة بمفهوم إنسانيّ يترك في بالهم ذكرى جميلة ترتبط بمعانٍ وطنية سامية. لافتة إلى أن الفعالية لن تنتهي مع مرحلة التقاط الصور، إنما ستتبعها مرحلة زيارة الجرحى في المشافي وضمن منازلهم وتوزيع المساعدات على الجرحى.
وتابعت: انتشرت الفكرة بشكل سريع منذ اليوم الأول للإعلان عنها عبر «فايسبوك»، وبدأنا استقبال الاتصالات وحجز المواعيد وتحديد أماكن التصوير وتجهيزها لمساعدة المصوّر. فكان شاطئ البحر أكثر الأماكن طلباً، وحصل تعاون وتفاعل من الجميع لإنجاح اللقطات وجعلها متميزة قدر الإمكان. وراعينا بشكل كبير إشراك جميع أعضاء «درب» القادرين على المساهمة في إنجاح تلك الفعالية وتوزيعهم على أوقات التصوير لتقديم الخدمات اللازمة لجلسات التصوير المختلفة.
بدوره، قال مدرّب الرقص سامي نصير إنه تحمس للمشاركة ضمن فعاليات المبادرة بما تحمله من معانٍ تحفّز الشباب على دعم الجيش السوري والمتضرّرين من الحرب الكونية على سورية، بشيء بسيط يترك أثراً كبيراً في نفوسهم. فالفكرة تؤكد لجرحى الجيش أن الشباب مستعد للمساهمة بأيّ نشاط يمكن أن يدعمهم بحسب قدرتهم وإمكانياتهم. لافتاً إلى أن الفكرة يجب أن تتكرر بشكل دوري، خصوصاً أن جلسات التصوير الفوتوغرافي أضحت تستهوي الشباب بشكل كبير لتوثيق لحظاتهم المحبّبة. فما الضير إن تم توظيفها لتحقيق أهداف نبيلة تؤكد على تلاحم السوريين وتكاتفهم وتعاضدهم ووقوفهم إلى جانب بعضهم.