بوتين يكلف الخارجية بالاحتجاج لدى كييف على انتهاك قوات أوكرانية حدود روسيا
أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليماته لوزارة الخارجية الروسية بتقديم احتجاج لدى كييف على انتهاك عسكريين أوكرانيين الحدود الروسية وإظهار مقاومة لحرسها فجر يوم أمس الجمعة، وفق ما ذكره المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
وكانت ناقلتا جند أوكرانيتان انتهكتا الحدود الروسية أمس في منطقة قرية ميليروفو كويبيشيفسك بمقاطعة روستوف، حيث عبرت الحدود الروسية في البداية ناقلة جند واحدة مشاركة في العملية العسكرية العقابية في»جمهورية لوغانسك الشعبية» من دون سبب واضح، بحسب مصدر في قوات الحدود الروسية، ثم أصيبت بعطب وانطفأ محركها.
وأشارت المصادر إلى أن حرس الحدود الروس عثروا على طاقم ناقلة الجند المكون من أشخاص عدة وشرعوا باتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الظروف قبل أن تنتهك ناقلة جند أوكرانية ثانية الحدود وتخلص طاقم الناقلة الأولى تحت تهديد السلاح وتعود أدراجها إلى داخل الحدود الأوكرانية.
وتأتي هذه الحادثة بعد يوم على إعلان الكرملين أن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أطلع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على خطته الرامية إلى تسوية الأوضاع في جنوب شرقي أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن بوتين وبوروشينكو بحثا في مكالمة هاتفية العلاقات بين البلدين، مضيفاً أن بوروشينكو هنأ بوتين بيوم روسيا.
وأجرى الرئيس الأوكراني مكالمة هاتفية مع كل من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكد خلالها أن بلاده بدأت «عملية استعادة حدودها الدولية» في إطار خطة السلام التي طرحها بوروشينكو، وفق الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية.
من ناحية أخرى، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأوكراني أندريه ديشيتسا أمس، موقف موسكو المبدئي الداعي إلى عدم التباطؤ في وقف العملية العسكرية التي تخوضها السلطات الأوكرانية في شرق البلاد، استناداً إلى «خريطة الطريق» التي وضعتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اعتماداً إلى بيان جنيف الصادر في 17 نيسان.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن لافروف أشار في اتصال هاتفي مع ديشيتسا إلى أهمية تقديم مساعدات إنسانية لسكان جنوب شرقي أوكرانيا وخلق الظروف المواتية لمغادرة اللاجئين، لا سيما الأطفال، من هذه المنطقة إلى الأراضي الروسية.
وكانت روسيا طرحت مشروع قرار حول أوكرانيا على مجلس الأمن الدولي، يطالب طرفي النزاع بتجنب التحركات التي من شأنها أن تهدد حياة المدنيين وأمنهم وسلامة المرافق العامة في مناطق جنوب شرقي البلاد.
وشدد مشروع القرار على ضرورة الوقف الفوري لجميع أشكال العنف والاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، ويدعو جميع الأطراف المعنية إلى بدء التعاون لجهة تطبيق جميع بنود خريطة الطريق التي وضعتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي ترمي لتسوية الأزمة في أوكرانيا.
وفي تقديمه للمشروع ذكر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن النص المطروح هو نسخة مجددة وموسعة لمشروع روسي سابق بهذا الشأن، موضحاً أن الأخير «لا يزال مطروحاً على الطاولة، لكن ظهرت معطيات عملية وسياسية جديدة، لذا فإن المشروع الحالي يعدّ نسخة مجددة تستوعب سابقتها». وأشار تشوركين إلى أن بلاده مهتمة للغاية بدعم مجلس الأمن الدولي للجهود الرامية إلى تسوية النزاع في أوكرانيا، وقال إن «الموافقة على مشروع قرارنا ستعني دعماً من قبل مجلس الأمن الدولي. بالطبع نحن مهتمون كثيراً بهذا الدعم، لأن الوضع هناك يتدهور».
من جانب آخر وتعليقاً على تقارير إعلامية عن استخدام الجيش الأوكراني قنابل تحتوي على مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، قال الدبلوماسي الروسي إن على المجتمع الدولي لفت الأنظار إلى إقدام الجانب الأوكراني على استخدام ذخائر محرمة في القتال، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها قوات كييف هذا النوع من الذخائر، مجدداً قلق موسكو الجدي من هذه الوقائع.
أفاد المتحدث باسم بعثة المتابعة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل بوتسيوركيف أن البعثة لم تتصل بشكل مباشر بالمراقبين المحتجزين في شرق أوكرانيا حتى الآن. وقال في مؤتمر صحافي أمس في كييف «أريد أن أشير بوضوح إلى أنه لم يعلن أحد حتى الآن مسؤوليته عما حدث»، وتابع: «الوضع لم يتغير. لم نقم حتى الآن باتصال مباشر مع فريقينا».
وأشار بوتسيوركيف إلى أن بعثة المنظمة تدعو الجهات التي تحتجز مراقبيها إلى الاتصال بها، وتدعو جميع السكان الذين تتوافر لديهم أي معلومات حول مكان وجود المراقبين إلى نقلها للبعثة، مؤكداً أن البعثة تعمل على إطلاق سراح مراقبيها بأسرع وقت ممكن باستخدام مختلف القنوات الموجودة.
ورداً على سؤال حول الحالة الصحية للمراقبين قال إن البعثة حذرة في تصريحاتها بهذا الشأن في محاولة لتجنب تعقيد الوضع. وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فقدت الاتصال بمجموعتين من مراقبيها إذ اختفت الأولى على أراضي «جمهورية دونيتسك الشعبية» في 26 أيار، فيما قطع الاتصال مع الثانية، المكونة من 4 مراقبين في «جمهورية لوغانسك الشعبية» في 29 أيار.
جاء ذلك في وقت قال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف إن القوات الأوكرانية احتجزت يوم أمس في مدينة ماريوبل شرق أوكرانيا 11 عنصراً من لجان الدفاع الشعبي ودمرت لغمين أرضيين.
وأفاد الوزير في وقت سابق عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن القوات الأوكرانية التي تجري منذ صباح الجمعة عملية عسكرية خاصة في ماريوبل تسيطر على جميع نقاط التفتيش التي كانت تشغلها لجان الدفاع الشعبي في المدينة. وتقول المعطيات الأخيرة للجيش الأوكراني أن العملية أسفرت عن إصابة 4 جنود. وكتب أفاكوف لاحقاً أن القوات الأوكرانية نجحت في احتجاز سيارة محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى مدينة دونيتسك. وأضاف أن «الوضع في المدينة مستقر. رفع العلم الأوكراني فوق مبنى مجلس ماريوبل».
من جهة أخرى، أكد أنطون غيراشينكو مساعد وزير الخارجية الأوكراني في مؤتمر صحافي أمس، أن القوات الأوكرانية تسيطر حالياً على ماريوبل، مضيفاً أن السكان المحليين يؤيدون القوات، وأشار إلى أن العملية جرت بنجاح ودمرت خلالها الحواجز التابعة للجان الدفاع الشعبي في الطرق، مضيفاً أن حوالى 30 شخصاً من أفراد الدفاع الشعبي احتجزوا ونقلوا إلى مكان آمن. منوهاً بأن عملية التطهير في المدينة لا تزال مستمرة.
ويأتي ذلك بعد يوم على مقتل 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين في انفجار وقع مساء الخميس بالقرب من مقرّ حكومة «جمهورية دونيتسك الشعبية» في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، إذ قال بيان صادر عن حكومة «دونيتسك» نشر على موقعها على الإنترنت صباح أمس أنه «حتى الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي توفي 3 من 7 مصابين في انفجار سيارة في موقف السيارات بالقرب من مبنى الحكومة».
وكانت وسائل إعلام قد أفادت أن مسؤول «جمهورية دونيتسك الشعبية» دينيس بوشيلين نجا مما يبدو أنه محاولة اغتيال، فجّر فيها مجهولون سيارته في مدينة دونيتسك، إذ أوضح مصدر إعلامي في «الجمهورية» أن بوشيلين لم يكن داخل السيارة لحظة التفجير الذي أسفر عن إصابة 7 أشخاص من حراسه ومن المارة بجروح.
وقالت سلطات «دونتسيك» إن السيارة انفجرت لدى انطلاقها من مقرّ الحكومة في المدينة، مضيفة أن أجهزة الأمن ترجّح محاولة الاغتيال. وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها بوشيلين لمحاولة اغتيال خلال شهر واحد، إذ سبق أن قتل مساعده في إطلاق نار على سيارة بوشيلين في 7 حزيران الجاري.