شهيّب يحاول إقناع العكاريين بـ«المزبلة»: خطتي الفرصة الأخيرة

فيما اعتبر وزير الزراعة أكرم شهيب أن خطته لمعالجة ملف النفايات «الفرصة الأخيرة» لحل المشكلة، أعلن اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله موافقته على إعادة فتح مطمر الناعمة سبعة أيام لكن القرار ووجه بالرفض من حملة إقفال المطمر التي نفذّت مساء أمس اعتصاماً رمزياً عند مدخل المطمر.

اجتماع «بيال»

فبدعوة من شهيب ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، عقد اجتماع موسع خصص لشرح خطة شهيب الوطنية لحل مشكلة النفايات الصلبة وموضوع مكب سرار في عكار، وذلك في مركز بيروت للمعارض بيال . حضره عدد من نواب عكار هم: معين المرعبي، هادي حبيش، رياض رحال، نضال طعمة، خالد زهرمان، وعدد من الوزراء والنواب السابقين من منطقة عكار واتحاد رؤساء بلديات عكار الجومة والشفت والدريب والأوسط والشمالي ومخاتير وفعاليات المنطقة، وممثلون عن المجتمع المدني وخبراء بيئيون وممثلو عن الإدارات والمؤسسات الرسمية المعنية.

استهل الوزير المشنوق الاجتماع بالقول: «إن هناك امكانية للحوار في هذا الموضوع، لقد اجتمع المجتمع الأهلي اليوم لمناقشة مسألة وطنية، لن نضغط عل أحد والموضوع جاهز للمناقشة، هذه مسألة وطنية ليس له علاقة بالسياسة، ولا شيء الزامياً فيها، كل شيء يتم بالتفاهم والحوار».

وأضاف: «ان موضوع تطوير مطمر عكار لن يكون الأول بين المطامر التي تستعمل بل هو سيكون الثاني أو الثالث، نحن منفتحون على أي نقاش سواء بالقبول ام بالرفض، فالعلاج ضرورة لهذه النفايات ولا يجب ان تكمل الحالة هكذا».

ثم قدم شهيب شرحاً مفصلاً عن «الخطة واستراتيجيتها وأهميتها في معالجة هذا الملف»، مؤكداًَ أن «الدولة أيضاً ما بدها مزبلة بعكار»، وتناول بالتفصيل دور وعمل اللجنة الفنية المؤلفة من الاختصاصيين ومن الوزارة المعنية.

بعده عرض الخبراء للتقارير البيئية والعلمية والتقنية والهندسية والجيولوجية التي تتضمن معالجات لموضوع النفايات ضمن المعايير والمواصفات العالمية المطلوبة وبإشراف الامم المتحدة.

وأجاب المشنوق وشهيب والخبراء في جلسة استماع علنية على استفسارات وهواجس واسئلة الحضور التقنية والمتعلقة بأهمية الخطة في معالجة النفايات في عكار وبقية المناطق اللبنانية.

وفور انتهاء الاجتماع عقد شهيب مؤتمراً صحافياً قال فيه: «معالي وزير الداخلية وأنا مع اللجنة الفنية التي درست خطة الوطنية لحل مشكلة النفايات الصلبة والتي نجمت بعد اغلاق مطمر الناعمة في 17/7 شرحنا لأهلنا من فعاليات عكارية وقسم من السياسيين في عكار واتحادات البلديات والمجتمع المدني والمخاتير وفعاليات بيئية، الخطة المطروحة التي درست ونشرت وتمت الموافقة عليها في مجلس الوزراء وفي الوقت نفسه شرح احد المستشارين العلميين من الشركة الألمانية موضوع الفرق بين المكبات العشوائية والمطامر الصحية. وكان هناك عدد من الأسئلة العلمية والتي تم الاجابة عليها في شكل موضوعي وعلمي، واعتقد أن مثل هذه اللقاءات لها الدور الأساسي في شرح وتعميم الخطة برقابة المجتمع المدني وبمتابعة من الإعلام وكل من له دور بيئي صحي علمي حتى تنجح هذه الخطة، كما أكدنا الشراكة بين كل المواقع المقترحة والشراكة بين المجتمع المدني والدولة لأول مرة في مثل هذا المشروع الذي هو قد يكون بحاجة الى مزيد من الشرح، انما يجب ان لا ننسى ان عامل الوقت ضاغط، وعامل المناخ ضاغط وعامل كميات النفايات اليومية المنتجة ضاغط. لذلك نحن نسعى جاهدين من أجل اتمام التواصل مع كل المجتمعات اليوم في عكار وفي اقرب وقت ان شاء الله في المنطقة البقاعية سيتم لقاء آخر واذا تتطلب الأمر أكثر من لقاء مع كل المناطق فنحن على استعداد من أجل انجاح هذه الخطة».

وأضاف: «قد تكون الخطة الفرصة الأخيرة لحل مشكلة النفايات الصلبة المنزلية وفي الوقت نفسه قد تكون الملف الأخير الذي يمكن بحثه في ظل تعثر الوضع السياسي وفي جو التعطيل وفي جو الدوران في الحلقة المفرغة نفسها تحت شعارات سياسية عديدة».

وختم: «نتعاون ونتفهم جميعاً ونثق ببعضنا بعضاً نتشارك جميعاً من أجل الوصول الى حل الأمل ان نصل الى هذا الحل في أقرب وقت».

فتح مطمر الناعمة أسبوعاً

وفي خطوة تؤشر إلى بداية تليين للمواقف وتسمح بوضع قطار الخطة على السكة، أعلن اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله اليوم موافقته على إعادة فتح مطمر الناعمة سبعة أيام «شرط التزامن مع فتح باقي المطامر في سرار وعلى الحدود اللبنانية – السورية لأن لا بديل للخطة التي وضعتها لجنة الوزير شهيب ووافقت عليها الحكومة»، مضيفاً: «نؤيد هذه الخطوة ونثني على الجهود التي قام بها شهيب وفريق العمل معه».

موقف الاتحاد جاء في مؤتمر صحافي عقده في مركز بلدية عبيه – عين درافيل، تركز على موضوع خطة الوزير شهيب لحل ملف النفايات. وشارك في المؤتمر رئيس الاتحاد وليد العريضي، رئيس بلدية عبيه غسان حمزه، رؤساء بلديات: الشويفات، بشامون، عرمون بعورتة، دقون، مجدليا، بيصور، كفرمتى، البنية، البساتين، كيفون، بمكين، عيناب، سلفايا، شملان، رمحالا، سوق الغرب، عيتات، عين عنوب وسرحمول، ووكيل داخلية الغرب في الحزب التقدمي الإشتراكي زاهي الغصيني، ممثل الحزب الديموقراطي اللبناني نديم يحيي وممثلو جمعيات أهلية ومدنية. ورحب حمزة بالحضور، وقال: «إن مشكلة النفايات أصبحت مشكلة الوطن كله، بعدما أثبتت الدولة عجزها عن حل هذه المشكلة المزمنة منذ قرابة 20 عاماً، أي منذ فتح مطمر الناعمة-عين درافيل كخطة طوارئ لمدة محددة فقط لإيجاد حل حضاري وعلمي للنفايات، ومنذ ذلك التاريخ لم تقدم الحكومات المتعاقبة أي حلول لهذه المشكلة الى أن وصلنا الى ما وصلنا اليه». وأضاف: «إن بلديات المنطقة المحيطة بمطمر الناعمة عين درافيل، وحرصاً منها على المصلحة الوطنية والسلامة العامة، توصلت إلى قرار لدعم خطة الوزير أكرم شهيب لحل هذه المشكلة، واتخذنا موقفاً موحداً سوف يتلوه رئيس اتحاد البلديات وليد ابو حرب العريضي».

وألقى رئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي كلمة أكد فيها «تأييد خطة الوزير شهيب لموضوع النفايات في كل لبنان، شرط التزامن مع فتح باقي المطامر التي تمثل مركز سرار والمركز الواقع بين الحدود اللبنانية – السورية لأنه وبكل صراحة لا يوجد بديل لهذه الخطة التي وضعتها اللجنة ووافقت عليها الحكومة، ونحن نؤيد هذه الخطوة».

وتلا العريضي بيان اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار والبلديات المحيطة فقال: «بعدما أصبحت مشكلة النفايات سبباً إضافياً للفوضى الاجتماعية والبيئية والإقتصادية في لبنان، وحيث أن الكلام الكثير، والنظريات البيئية المختلفة عن طريقة المعالجة بقيت كلاماً في الإعلام وشعارات لم تعالج مشاكلنا ولم تحد من الحرائق الكثيرة التي تسبب بها حرق النفايات في القرى والبلدات. وحيث ان الخطة التي وضعتها لجنة الخبراء برئاسة الوزير أكرم شهيب والتي وافق عليها مجلس الوزراء في 9 ايلول 2015 لمعالجة النفايات والتي تضمنت مخارج وحلولاً مرحلية آنية ومستقبلية. وبما أن هذه الخطة أعادت الحق المسلوب من البلديات، والسلطة المصادرة منها وإعادة الأموال الى البلديات والإتحادات التي هي حق قانوني لها في معالجة وإنشاء مراكز معالجة ضمن نطاقها وإلغاء الديون المتراكمة على البلديات بغير وجه حق. إن بلديات هذه المنطقة وفاعلياتها وقياداتها وأبناءها كانوا دائماً السبّاقين في حرصهم على المصلحة الوطنية، وتحمل أبناء المنطقة لنفايات بيروت وجبل لبنان لأكثر من 18 عاماً في منطقتنا هو خير دليل على هذا الحرص. وإن كنا قد فقدنا الثقة بالدولة وبالحكومات المتعاقبة من أجل حل مشكلة النفايات والمشاكل الكثيرة العالقة والذي ينادي بها هذا الحراك الشعبي، ونحن معهم، إلا اننا سنعطي الفرصة الأخيرة ونساهم في فتح مطمر الناعمة لمدة سبعة أيام فقط بعد أن نتأكد من فتح المراكز المقترحة في الخطة، وهي مركز سرار والمراكز الواقعة بين الحدود اللبنانية – السورية». واختتم «ان مرحلة ما بعد الإقفال بالنسبة الينا ضرورية كما الإقفال مع مشاركة لجنة محلية وبلدية لمتابعة خطة الإقفال لناحية التغطية، الترتيب والعمل السريع لإنشاء معمل توليد الكهرباء وأي مقترحات أخرى يمكن أن يفيد منها أبناء القرى المحيطة بالمطمر بعد تأهيله».

اعتصام حملة إقفال المطمر

وإثر القرار المذكور نفذت حملة إقفال مطمر الناعمة اعتصاماً أمام مدخله، رفضاً لإعادة فتحه لمدة 7 أيام. وعقدت مؤتمراً صحافياً عبرت فيه عن اعتراضها ورفضها لإعادة «إدخال النفايات المتعفنة والمتراكمة منذ أسابيع إلى المطمر والبالغة أكثر من 150 ألف طن بحجة عدم وجود حل بديل»، مشيرة إلى أن «هذه الحجة ذاتها كانت سبباً للتمديد على مدى سبعة عشر عاماً»، مستغربة «عدم البحث في الحل البديل للحركة البيئية اللبنانية والمتمثلة بتوزيع هذه النفايات على مراكز الفرز الموقتة في الأقضية، وهذه كلفة أقل من تلك الملحوظة بالخطة».

ورحبت بـ«قرار المعالجة الملحوظ في خطة الوزير شهيب بشرط ان يعلن رسمياً تعيين اللجنة المسماة من قبل الحملة والجمعيات الأهلية الموجودة في القرى المحيطة بالمطمر، وذلك لمراقبة ومتابعة تنفيذ قرار المعالجة».

وأعلنت دعمها المطلق «للحملة التي بدأت بها مجموعة من ناشطي المجتمع المدني في القرى والمدن المحيطة بالمطمر لمحاسبة البلديات، التي قبضت مال الحوافز والبالغ 35 مليون دولار».

كما نفذ عدد من الشبان وقفة احتجاجية في برج حمود، على المسلك الغربي للاوتوستراد لجهة الكرنتينا، رفضاً لنقل النفايات إلى المنطقة.

…وفي حلبا

كذلك، نفذ اعتصام في ساحة حلبا رفضاً لنقل النفايات إلى عكار، شارك فيه رؤساء بلديات المنطقة وهيئات مدنية واجتماعية وحشد من المجتمع المدني والمواطنين. وأشار أهالي عكار الى «أننا سنقدم دعوى قضائية في شأن المكب في سرار – عكار وسنضع هذا الملف بين أيادي القضاء».

النبطية

ونفذت لجنة تنسيق الحراك الشعبي في النبطية، اعتصاماً أمام مبنى إتحاد بلديات الشقيف طالب بتشغيل معمل فرز النفايات في وادي الكفور.

وألقى عضو لجنة التنسيق في اللجنة عباس إسماعيل كلمة طالب فيها بإقالة وزيري الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والبيئة محمد المشنوق، داعياً إلى «الإفراج الفوري عن كافة الموقوفين على خلفية التظاهرات، ووقف ملاحقتهم».

وقد تولت عناصر سرية درك النبطية ضبط الأمن في محيط الاعتصام، كما حضرت عناصر من مختلف الأجهزة الامنية للغاية ذاتها.

من جهة أخرى، أضرم مجهولون النار في كمية كبيرة من النفايات على اتوستراد الدورة عند المسلك الغربي وارتفعت سحب الدخان في المنطقة.

«المرابطون»

إلى ذلك، أكدت إدارة المهن الحرة والعمل النقابي في «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» أن التسريب الإعلامي عن إقامة مطمر على الحدود باطل.

وقالت الغدارة في بيان: «إن التخبّط وعدم تحمل المسؤولية في حلّ أزمة النفايات التي بدأت تشكل كارثة بيئية ستؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية التي تهدد صحة كل اللبنانيين، ناتج من محاولة المسؤولين عن هذه الكارثة، أركان نظام الطوائف والمذاهب تسويق خطة أحد أخطر الفاسدين باسم المذاهب وليد جنبلاط وخادمه أكرم شهيب».

وأضاف: «واليوم وبعدما عجزوا عن الاحتيال على أهلنا اللبنانيين بإغراءاتهم لفتح مطامر الموت قاموا بتسريب إعلامي خبيث مفاده ان ثمّة اتصالات لبنانية سورية لتسهيل إقامة مطمر على الحدود اللبنانية السورية. ونحن نعلم ونؤكد من خلال حرص سورية على أهلنا اللبنانيين أن هذا التسريب هو مجرد كلام باطل وهروب في المكان والزمان الخاطئ. مع العلم ان المناطق والمدن السورية حتى في بقع الاشتباكات الضارية لا يوجد فيها تراكم للنفايات كما الحال اليوم في كافة المناطق اللبنانية».

وذكّر بأن «سورية منذ زمن بعيد قد أرسلت مئات آلاف الأشجار إلى مختلف المناطق اللبنانية حرصاً على الواقع البيئي في وطننا، يوم كان تجار الطوائف والمذاهب يخرّبون البيئة من أجل مشاريع فسادهم وإفسادهم ولصوصيّتهم وسرقة المال العام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى