لبنان والعراق وهم 14 آذار الوصفة في العراق سورية
ناصر قنديل
– في لبنان تترنّح السياسة على قراءة المتغيّرات المحيطة بعيون الرغبات بدلاً من الوقائع، ففريق الرابع عشر من آذار، الذي لم تنفع النتائج العسكرية والسياسية السورية بإقناعه أنّ الحرب على سورية بدأت تدخل الفشل الاستراتيجي، وأنّ طريقها مسدود وأنّ التأقلم مع هذه النتائج بواقعية يشكل الخطوة الأولى نحو مقاربة عقلانية للتوازنات اللبنانية التي ستحكم الاستحقاق الرئاسي، ما لبث هذا الفريق أن فرح بما يجري في العراق لما يسبّبه من ضغط على حلف المقاومة وقواه جغرافياً وعسكرياً واستراتيجياً، متجاهلاً أنّ الفرحة هنا لن تجلب للفريق الذي ينتمي له إقليمياً ودولياً أيّ خير، فعلى رغم الخليط الهجين للقوى التي قادت الحملة العسكرية للتمرّد في العراق، فإنّ القوة الأشدّ تنظيماً ووضوحاً ستبقى تشكيلات القاعدة التي إذا تجذّرت في العراق، وخصوصاً وسطه بين الغرب والشرق والشمال والجنوب، فإنّ المكابرة الغربية والعربية لن تستمرّ طويلاً قبل أن تنعطف نحو البحث في تشكيل حلف عاجل مع المفترض أنهم الخصوم في سورية وإيران والعراق ولبنان، لخطة موحدة لمواجهة خطر الإرهاب، وهذا سيعني بسبب ضعف قدرة فريق الرابع عشر من آذار في تقديم أيّ مساهمة تذكر في هذه الحرب مقارنة بخصومه اللبنانيين الذين يتقدمهم حزب الله، أن تكون الجائزة الرئاسية اللبنانية من نصيب حزب الله وحلفائه.
– الغرب المنتشي بقلق إيران وسورية مما يجري في العراق مذعور من تنامي القاعدة على البحر المتوسط، لكنه مذعور أكثر من الاعتراف بنصر سورية في الحرب التي شنّها عليها، فيتوهّم الغرب ومعه العرب التابعون أنه يمكنهم خوض حرب القاعدة في بلاد أخرى تكون الحرب بلا تغيير في الجغرافيا السياسية، كما لو تمّت بالتعاون مع سورية والاعتراف بنصرها، لكنهم يتجاهلون أنّ سورية تنتصر منفردة لسببين، الأول أنّ الإرهاب المدافع نظرياً عن قضية ذات لبوس وطني لا يسقط إلا أمام القوى الجدية في خيار المقاومة، والثاني أنّ الإرهاب المتجلبب بثوب الدفاع عن طائفة لا يسقط إلا أمام قوى غير طائفية، ولذلك عندما يراهن الأميركي وعربه معه أنّ المعركة مع القاعدة في العراق أو سيناء تسمح بتصفيتها سرعان ما يكتشفون أنها تتجذّر في سيناء بذريعة أنها مقاومة وتتجذّر في العراق بذريعة حماية طائفة، بالمقابل فقط في سورية وبدعم الدولة السورية يمكن النجاح لمن يريد حلفاً عالمياً على الإرهاب، فالعراق ينتصر إذا سمع نداء التحالف مع سورية وأيّ بديل ستقوى به القاعدة لأنّ الحرب ستصير على الناس، وسيبقون يتوهّمون نصراً وكأنّ سورية تستنزف، بينما في النهاية سيكتشفون أنّ حربهم لن تنتصر إلا بسورية وهم يستنزفون.