قنديل من عين التينة: لا تقتلوا فرصة خلاص لبنان
عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري التطورات مع زوّاره في عين التينة، حيث استقبل رئيس الحكومة تمام سلام الذي قال بعد اللقاء: «ككلّ لقاء مع دولة الرئيس بري يجري استعراض عام للأوضاع، ونتبادل الكثير من الآراء حول المستجدات. وإنشاء الله تصب كلها في اتجاه إيجابي، وخصوصاً أنّ وطننا يمرّ بمجموعة أزمات وهي في حاجة إلى متابعة حثيثة. وإنّ التنسيق القائم الدائم بيني وبين الرئيس بري هو أحد العوامل التي تساعدنا على تجاوز الكثير من هذه الأزمات واستيعابها».
وردّاً على سؤال حول توقيت انعقاد جلسات الحكومة، أجاب: «الحكومة ستنعقد، كما تعلمون سأشارك الأسبوع المقبل بتمثيل لبنان في دورة الأمم المتحدة، وفور عودتي يجب انعقاد مجلس الوزراء». وعن أجواء انعقاد جلسة للحكومة قال: «في الحقيقة هناك الحاجة لتسيير شؤون البلاد والعباد، وبالتالي فإنّ السلطة التنفيذية لا تستطيع أن تتوقف أو أن لا تتابع وتحلّ أو تتصدى لكثير من المشاكل والاستحقاقات. فور عودتي كما قلت ستكون هناك متابعة».
وعن ترتيب الملفات المطروحة، أكد سلام أنّ «كلّ الملفات داهمة، وملف النفايات هو على نار حامية، وإنّ الخطة التي أقرها مجلس الوزراء خطة الوزير أكرم شهيب تتابع وتتقدم فصولاً، ونأمل أن يكون هناك حلول قريبة على الأقل تسحب فتيل النفايات من الواقع المأزوم».
وعما إذا كان الرئيس بري قد حمّله رسالة معينة إلى الأمم المتحدة، أجاب: «ليس هناك رسائل محدّدة، ولكن هناك بالطبع موقف لبنان الذي نحرص جميعاً أن يكون على أحسن تمثيل وفي كلّ الاتجاهات ومع كلّ دول العالم التي تبدي في كلّ مناسبة رغبتها لدعم لبنان واستقراره، وبالتالي نسعى معها أيضاً إلى تجسيد هذا الدعم بشكل فعال ومنتج وأنتم تعلمون أنّ أبرز استحقاق عندنا هو موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وكان بري التقى النائب السابق ناصر قنديل الذي قال بعد اللقاء: «تعيش المنطقة تحولات متسارعة وكبيرة أبرزها ما يجري في المسجد الأقصى وما تعدّ له إسرائيل التي لم تستسلم للمتغيرات الناتجة ما بعد تفاهم النووي مع إيران. والانتخابات التركية وراء الأبواب والواضح أنّ حكومة حزب العدالة والتنمية لن يكون لها الحظ في قيادة تركية للمرحلة القادمة ومواصلة حالة التصعيد والتخريب التي أدارتها في المنطقة».
وأضاف: «إذاً لبنان يجب أن يستعدّ للتسخين، وفي مواجهة هذا التسخين يجب أن يكون هناك العقل البارد القادر على تلقف مطالب الناس وتطلعاتهم والقادر على صياغتها في السياسة، وفي السياسة طاولة الحوار وعلى رأسها دولة الرئيس بري. ومن يتطلع إلى مستقبل لبنان الآن يتطلع إلى حماية وتحصين هذا الدور التاريخي الذي يتحمّل أوزاره الرئيس بري في هذه المرحلة، وبالتالي نتوجه إلى كلّ أطراف اللبنانبة المعنيين بالحراك وبالحوار في آن واحد ونقول لا تقتلوا فرصة أن يكون للبنان إمكانية خلاص تستفيد من المتغيرات الإقليمية والدولية وتمنح اللبنانيين الأمل بإعادة بناء دولة تليق بهم بقانون انتخابات يعتمد النسبية وبالاتجاه نحو إرساء قواعد دولة مدنية، دولة مؤسسات وقانون هذه فرصة متاحة لكنها تحتاج إلى أن تكون عقولنا باردة بقدر ما هي قلوبنا حارة».
كما التقى بري وزير الصحة وائل أبو فاعور، في حضور وزير المال علي حسن خليل، وجرى عرض لآخر المستجدات.
كما التقى نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان ووفداً من قيادة الجبهة، في حضور عضو المكتب السياسي لحركة «أمل» محمد جباوي.
وقال سليمان بعد الزيارة: «الأقصى والقدس كانا في قلب المحادثات التي كان الشرف لوفد الجبهة الديمقراطية أن يجريها مع دولة الرئيس بري. وكان هناك اتفاق على ضرورة بذل كلّ الجهود على المستوى العربي والإسلامي والدولي والاتحادات والمؤسسات كافة للضغط على الكيان الصهيوني ليوقف عدوانه على أهلنا وقدسنا وأقصانا. والدفاع عن الأقصى هو مهمّة الفلسطينيين لا ريب، لكنه أيضاً هو مهمة مطروحة على العرب والمسلمين والمؤسسات الدولية وكافة القوى الحرة المحبة للسلام».
وزار عين التينة، وفد من حراك الأساتذة المتعاقدين الثانويين، وتحدث باسمهم حمزة منصور قائلاً: «طرحنا أمام دولة الرئيس بري مطالبنا المحقة وهي: حماية المتعاقدين بمباراة عادلة، ووقف التعاقد أو السماح بالتعاقد بما لا يضرّ بساعات وعقود المتعاقدين، والدخول إلى ملاك التعليم عبر حلّ سليم بين الوزارة والمتعاقدين. وفعلاً، كان هناك تجاوب كبير من دولة الرئيس وأخذ على عاتقه التواصل مع وزير التربية لمعالجة هاتين النقطتين».
ومن زوار عين التينة: المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.
من جهة أخرى، أبرق الرئيس بري إلى حاكم دبي ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم معزياً بوفاة نجله الشيخ زايد. كما بعث ببرقية مماثلة إلى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبرقية أخرى إلى رئيس المجلس الوطني الاتحادي عبد العزيز عبدالله الغرير.