صحافة عبرية

حذّرت أوساط أمنية وعسكرية «إسرائيلية»، من اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية، بسبب الأحداث في القدس والمسجد الاقصى.

وقال موقع «واللا» العبري الذي نقل التحذيرات، إن التحذيرات رافقتها دعوات إلى تهدئة الأوضاع في الاقصى. مستعرضاً الأسباب التي منعت حتى الآن اشتعال الأوضاع في الضفة وبقائها في الوضع المحدود، من دون أن تشكل خطراً حقيقياً حتى الآن على «الإسرائيليين»، زاعماً أن «التسهيلات» التي اتخذتها السلطات «الإسرائيلية» لمصلحة الفلسطينيين في الضفة، كان لها الدور الكبير في عزلها جزئياً عمّا يجري في القدس والأقصى.

وقال الموقع في تقريره الذي أعدّه المحلل العسكري أمير بوحبوط: إن اشتعال الضفة سيجعل جهاز «شاباك» في موقف صعب، وأنه سيصعب عليه إحباط الهجمات المركزة التي ستستهدف الجنود والمستوطنين.

وأضاف التقرير أن «التسهيلات» التي قُدّمت للفلسطينيين في الضفة منعت من الخروج بكثافة حتى في مسيرات دعت إليها فصائل تضامناً مع الأقصى، مدّعياً أن عدم المشاركة الفاعلة لم يأت لأسباب فلسطينية داخلية فقط لدى الفلسطينيين، إنما أيضاً خوفاً من فقدان «التسهيلات» التي حصلوا عليها من «إسرائيل» من طرف واحد، ومن دون تنسيق مع السلطة.

وأضاف الموقع أن بعض المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة في القدس هي تلك الواقعة خارج جدار العزل، والتي لا تلقى اهتماماً من السلطة الفلسطينية أو البلدية «الإسرائيلية»، مبيناً أن الأمن «الإسرائيلي» قرّر عدم تصعيد عملياته في تلك المناطق خوفاً من تصاعد المواجهات ثم انتقالها إلى الضفة.

وختم بوحبوط تقريره بالقول: «يدرك الجيش الإسرائيلي أن حدثاً إرهابياً واحداً يمكن أن يدمّر التوازن، ويعيد ربط العنف والمواجهات بين القدس الشرقية والضفة الغربية». مشيراً إلى أن إلغاء التنسيق الأمني بين السلطة والجيش قد يتسبب في ذلك، لكن هذا الأمر ليس على جدول أعمال الطرفين حتى الآن.

البرازيل تطلب من «إسرائيل» إلغاء تعيين مستوطناً سفيراً على أراضيها

طلبت البرازيل رسمياً، من رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، إلغاء تعيين رئيس مجلس المستوطنات السابق، داني ديان، سفيراً لـ«إسرائيل» في البرازيل.

ويأتي رفض البرازيل تعيين ديان سفيراً لـ«إسرائيل» على أراضيها، باعتباره أحد قادة المستوطنين في الضفة الغربية، وهو أمر يتناقض مع مواقفها الرافضة للاستيطان واحتلال الأراضي الفلسطينية، والداعمة للقضية الفلسطينية.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، أرسلت عدّة رسائل عبر قنوات دبلوماسية، تعلن رفضها ديان، وتطلب من «إسرائيل» إلغاء تعيينه.

ووقّعت أربعون منظّمة برازيلية على عريضة قبل نحو شهر، تدين فيها تعيين ديان سفيراً لـ«إسرائيل» لدى البرازيل، وتعتبره انتهاكاً للشرعية الدولية وسيادة البرازيل، كما طالبت المنظمات رئيسة البرازيل برفض تعيين ديان باعتباره هجوماً على الدبلوماسية البرازيلية.

«تل أبيب» غاضبة من بوتين

صار جليّاً وواضحاً لصنّاع القرار في «تل أبيب» أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ماضٍ في تطبيق سياسته الخارجية في سورية، وأنّه غير آبه بمصالح الدولة العبرية، التكتيكية والاستراتيجية في هذا البلد العربي. ولعلّ التصويت الروسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرّية لمصلحة مشروع القرار المصري، القاضي بوضع «إسرائيل» تحت الرقابة الدولية في ما يتعلّق بالأسلحة غير التقليدية، كان خير رسالة وجّهها الكرملين لأركان «إسرائيل»، عشية زيارة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إلى روسيا، اليوم الاثنين، ومع أنّ مشروع القرار المصري لم ينجح، إلّا أنّ «تل أبيب» رأت في التصويت الروسي إشارةً واضحةً إلى الموقف الذي تنتهجه هذه الدولة، التي ـ بحسب «مركز بيغن السادات» ـ تعود وبقوّةٍ إلى الشرق الأوسط، على ضوء أفول نجم الولايات المتحدّة الأميركية في المنطقة.

وبحسب مستشار الأمن القومي «الإسرائيلي» السابق، الجنرال يعقوب عميدرور، فإنّ التطورات الأخيرة تؤكّد عدم وجود قيادة حقيقية بين القوى العالمية، إذ لا أحد يبدو مهتماً لمعرفة ما يمكن القيام به لتجنب أو التغلب على هذه الأزمات، كما قال عميدرور.

وبحسبه، فإنّ أن التحول الأبرز هو الشعور المتزايد داخل المجتمع الدولي بأنّ الولايات المتحدة تدعم ببطء بعيداً عن دورها كقائد للعالم الحر، وهو الدور الذي تمّ تحمّله من قبلها في القرن الماضي. وينظر إلى هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة كمصدر للمشاكل التي يعاني منها العالم، من بكين إلى المملكة العربية السعودية. ونتيجة لذلك، أضاف الجنرال «الإسرائيلي»، فإنّ البلدان التي في الماضي كانت حذرة من استعداء الولايات المتحدة خوفاً من الانتقام تشهد الآن تردّدها في التدخل على مستوى العالم، الأمر الذي يسمح لهذه الدول أن تُحسّن موقفها في المسرح الدولي، وتعزّز بقوّة مصالحها.

وبرأيه، فإنّ الأمم المتحدة ـ وهي أكبر منظمة دولية في الوجود ـ أصبحت حزينة، نكتة جوفاء، لا يهتّم لها أيّ أحد، على حدّ تعبيره. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإنّ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» سيضمّ إليه في زيارته إلى موسكو القائد العام لهيئة الأركان في الجيش «الإسرائيلي»، الجنرال غادي آيزنكوت، إضافةً إلى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتسي هليفي. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقرّبة من ديوان نتنياهو قولها إنّ قراره ضمّ شخصيتين أمنيتين اثنتين إلى موسكو مؤشر على أنّ «تل أبيب» ترى بخطورةٍ بالغةٍ التدّخل العسكري الروسي المباشر في سورية.

وبحسب المصادر عينها، فإنّ المستويين السياسي والأمني في «إسرائيل» يخشيان من أنّ التدخل الروسي في سورية سيؤدّي عاجلاً أم آجلاً إلى صِدام عسكري ـ جوّي بين الطرفين، ذلك لأنّ «إسرائيل» أعلنت عن أنّها لن تتوقّف عن مهاجمة ما أسمته المصادر شحنات الأسلحة السورية إلى الجنوب اللبناني، التي يحصل عليها حزب الله اللبناني، الذي صار في نظر «الإسرائيليين» التهديد الأخطر والتهديد المباشر على الكيان العبري، علماً أنّ الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» غير جاهزة بالمرّة لتحمل أكثر من ألف صاروخ يومياً، يتوقّع «الإسرائيليون» أن يقوم الحزب بإطلاقها في حال اندلاع مواجهة بين الطرفين.

علاوة على ذلك، أضافت المصادر السياسية في «تل أبيب»، والتي وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، أنّ الجيش «الإسرائيلي» يخشى جداً من أنْ يقوم سلاح الجوّ «الإسرائيلي»، خلال تنفيذه هجوماً ضدّ أوكار الإرهابيين في سورية، بإصابة أهداف روسية عن طريق الخطأ، الأمر الذي سيُعقّد الأمور بين الدولتين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى