عباس: بلادنا أمّة النور والنهضة ولن نسمح بموطئ قدم في أرضنا لأيّ فكر إرهابي ظلاميّ متطرف

خرَّجت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي مخيم الطلبة المركزي في الشام دورة العميد الراحل صبحي ياغي ، في حضور عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، وكيل عميد التنمية الإدارية إياد عويكة، منفذ عام الطلبة الجامعيين في اللاذقية ديب بو صنايع، وعدد من المسؤولين وجمع من القوميين والمواطنين.

تخللت حفل التخريج عروض نظامية وفقرات فنية وأناشيد، وألقت كلمة المشتركين لين محمد فتحدّثت عن مضامين الدورة وأهمّ ما تعلموه من دروس في الإذاعة والإدارة والفنون والمهارات وروحية النظام التي رافقت أيام المخيم، وتوجهت بالشكر إلى هيئة المخيم وعمدة التربية والشباب وكلّ من ساهم في إنجاح المخيم.

كلمة هيئة المخيم

ثم ألقى آمر المخيم منفذ عام الطلبة في اللاذقية ديب بو صنايع كلمة قال فيها: تحمل الحياة لروادها صعوبات تتحدّى ما فيهم من صمود وثبات، فيشتدّ الصراع بين الحقّ في ألا نسقط متخاذلين مكسورين وبين الباطل الذي يشدّ بنا نحو كلّ قبح وضعف وهوان، في هذا المشهد المتكرّر أبداً منذ فجر التاريخ والمستمرّ إلى حين الانتهاء نحن فيه كما نحن، كما ملكة تدمر الخالدة لا نركع، وكما يوسف العظمة الثاوي في ميسلون ثابتين غير متراجعين، كما سناء الحسناء التي روت بدمائها أرض جنوب لبنان، نحن كما نحن لا قوة على وجه البسيطة تستطيع أن تردّنا عن غايتنا.

وأضاف: إنّ حجم البنيان وعظمة الصرح تعتمد إلى حدّ كبير على نقاط ارتكازه، ونقطة ارتكاز الحزب هي أنتم، فمحدّد إمكاناته ومستقبله واتجاه حركته أنتم، فكونوا أوفياء للحزب والنهضة، انتصروا بأنفسكم أولاً وبكلّ ما يطاله فعلكم وحركتكم فتكونون جنوداً أوفياء وبكم ينتصر الحزب.

وتوجه بو صنايع إلى «من نفتقده بيننا، وخصوصاً في هذه الساحات وأمام هذه الصفوف إلى الذي وقف نفسه كما معلمه ومعلمنا جميعاً للحزب والأمة، فكان الحزب وفياً له كما كان على الدوام وفياً للحزب وذكرناه في عناوين دوراتنا لهذا العام، إلى صبحي ياغي الأمين، معه نعاهد أنفسنا بأننا كما قال يوماً: «ثابتون على ما أقسمنا حزباً مقاوماً لا يهادن ولا يساوم».

وختم قائلاً: السجل الخالد لشهدائنا الأبرار حاضر معنا كما في كلّ مناسباتنا، نذكرهم فتزيد الخفقات في قلوبنا، بالأمس كانوا بيننا هنا، واليوم صاروا مع مثالنا الأعلى، وغداً نتطلع لأن نصير منهم فنكون كما هم للحزب طلائع لانتصار قريب معمّد بدماء آلاف الرجال فوق العادة.

كلمة مركز الحزب

وألقى كلمة مركز الحزب عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، فتوجه في بداية كلمته إلى الطلاب القوميين قائلاً: أنتم أيها الطلبة من اعتبرهم باعث النهضة انطون سعاده نقطة الارتكاز في العمل القومي، لذا، أنتم إرادة الحياة والصراع، وإشراقة المستقبل الواعد، وأنتم الطاقات الفاعلة المبدعة في المجتمع، لأنكم تؤمنون بمبادئ الحق والخير والجمال وقيم البذل والعطاء.

في كنف النهضة القومية وفي حركة الحزب تتمرّسون على النضال بكلّ أشكاله ومستوياته، تمارسون البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة بكلّ معانيها، تندفعون إلى المعرفة لأنها عنصر القوة، ولذلك أنتم أقوياء أشدّاء تغييريون حقيقيون تحملون مفاهيم الحياة الحرة المتجدّدة.

أضاف: لغيرنا أن يحمل أفكاراً وشعارات مستوردة، لغيرنا أن يطالب بحرية متفلتة وديمقراطية جوفاء، ولغيرنا أن يرفع شعارات حقوق الإنسان التي يستخدمها المستعمر الأجنبي ضدّ الإنسان، ومن أجل سلخ الإنسان عن أرضه ومن انتمائه، أما نحن فنعرف أنّ الحرية صراع، ونصارع في سبيل بلوغ الحرية لنكون أحراراً من أمة حرة.

وأكد عباس أنّ قتالنا ضدّ الإرهاب والتطرف هو دفاع عن بلادنا بإنسانها وحضارتها ومستقبلها، ولن نسمح بموطئ قدم في أرضنا لهذا الفكر الظلامي الهدّام الذي يقتل البشر ويدمّر الحجر بكلّ ما يكتنزه من تاريخ، لأنّ أمتنا هي أمة النور والنهضة، ولأنّ مجتمعنا هو المجتمع الموحّد على قيم الحق والخير والجمال، وهذا ما وطدنا العزائم على حمايته والذود عنه مهما غلت التضحيات ومهما كان حجم الصعوبات والتحديات.

وسأل عباس: بماذا يختلف السلوك الإرهابي الإجرامي عمّا قام ويقوم به العدو الصهيوني ضدّ شعبنا وبلادنا؟ بماذا تختلف «داعش» و«النصرة» وغيرهما من مجموعات الإرهاب والتطرف عن عصابات «شتيرن» و«الهاغانا» وغيرهما من مسمّيات الإرهاب الصهيوني؟

هو في النتيجة إرهاب واحد، وإنْ كان بوجهين، ويلقى الدعم والمساندة والرعاية والتمويل من دول عالمية وإقليمية وعربية، والهدف تدمير بلادنا وتمزيقها وتفتيتها من الداخل بعدما عجز العدو عن النيل منها، وبعدما ألحقت به مقاومتنا في لبنان وفلسطين الهزائم المتتالية ودحرت جيشه وردّته على أعقابه خائباً ذليلاً.

وقال عباس: نحن حزب مقاوم، نقاوم الاحتلال والإرهاب والتطرف، دفاعاً عن أرضنا وحقنا شعبنا، ولن نتخلى عن هذا النهج، ولا عن قناعاتنا وخياراتنا ومبادئنا. نحن معنيون بخوض غمار المواجهة المصيرية ضدّ أعداء الأمة على أكثر من صعيد، وها هم القوميون الاجتماعيون في ساح الصراع يقاتلون الإرهاب ويبذلون التضحيات ويقدّمون الدماء في سبيل حياة الأمة.

وشدّد عباس على أهمية تحصين مجتمعنا في وجه هذه الهجمة الكونية الشرسة التي نتعرّض لها، داعياً إلى تشكيل جبهة شعبية لمحاربة الإرهاب والتطرف، لأنّ القوى الشعبية في بلادنا قادرة على حشد الإمكانات وتزخيم الصراع بفعل إرادة الصراع والتصميم على مواجهة مؤامرات التفتيت والتقسيم وأدواتها.

ولفت عباس إلى أنّ الحرب الكونية التي تشنّ على سورية، تستهدف وجودنا ومصيرنا وإنساننا، وهذا ما يستوجب حشد كلّ الطاقات في التصدي لهذه الحرب التي تشارك فيها عشرات الدول الغربية والإقليمية والعربية، إلى جانب العدو اليهودي الذي يقود هو هذه الحرب الإبادية ضدّ شعبنا.

ورأى عباس أنّ صمود شعبنا وبطولات الجيش السوري ونسور الزوبعة وسائر الشرفاء، في مواجهة العدوان الإرهابي شكل علامة فارقة في تاريخ الحروب، فالذين راهنوا على إسقاط قوى المقاومة وإسقاط سورية حاضنة المقاومة، يتلمّسون اليوم فشل رهاناتهم وهزيمة مشاريعهم الفتنوية التفتيتية.

وختم عباس: نحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة، وما من قوة في العالم تستطيع الوقوف في وجه الحق وأصحابه.

بعد ذلك، وزع عباس الشهادات على المتخرجين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى