مقارنة واضحة ومؤلمة…
من منّا لا يذكر إعصار كاترينا الذي حدث في الولايات المتحدة الأميركية عام 2005 وذهب ضحيته الآلاف واعتبر أكثر الأعاصير ضرراً في الولايات العالم، فشرّد المئات وهدم آلاف المنازل، وعانت منه الولايات المتحدة والشعب الأميركي كثيراً وانهالت عليه المساعدات من كلّ يقع الأرض، ولا نستغرب أن تقدّم الدول الأوروبية والأمم المتحدة المساعدات لكن ما يصدم حينها تقديم الدول العربية والخليجية بخاصة أموالاً هائلة لمساعدة الشعب الأميركي فالكويت مثلاً قدّمت نحو نصف مليار دولار أميركي في حين قدّمت قطر هبة بما يقارب الـ100 مليون دولار أميركي ناهيك عن السعودية والإمارات وغيرها من الدول العربية. والمضحك المبكي أنه أثناء تقديم هذه الدول العربية لهذه الأموال كان الشعب العراقي يموت جوعاً وأهل الصومال يشحذون الطعام والعالم العربي يعاني من البطالة والتفكك والحروب وتسديد فوائد الديون العربية يكاد يساوي كامل الدخل ولم تتحرّك هذه الدول لتقديم يد العون إلى العرب أو حتى لمساندة الشعب الفلسطيني ومحاربة «إسرائيل» واليوم يعود بنا هذا المشهد إلى كيفية تعامل الشعب العربي مع اللاجئين السوريين. أليس السوريون اليوم هم أحقّ من الشعب الأميركيّ بالمساعدة؟ أليس أهل غزّة أحقّ بهذه الأموال؟ لكن هل يمكن لمن يموّل الحرب على سورية ويتواطأ مع أميركا و»إسرائيل» أن يساعد أهل سورية؟ سؤال برسم الضمير «العربي».