الناتو هو من أوصل «داعش» إلى ما وصل إليه اليوم عبر الدعم بكل أنواع الأسلحة الفتاكة… ومؤامرة كبيرة تحاك ضد العراق من قبل أجندات إقليمية واستخبارات عالمية

تابعت البرامج السياسية أمس، الملف العراقي بجميع تطوراته وأبعاده بعدما تمكنت التنظيمات الإرهابية من السيطرة على عدة مناطق ومدن في البلاد، ما شكل حالة من التوتر والقلق ليس على الصعيد العراقي فقط إنما بالنسبة للبلدان المجاورة في المنطقة.

يتعرض العراق لمؤامرة إقليمية إرهابية تقوم على مبدأ دمار العراق وتفكيكه كي تتأئر المناطق المجاورة، في حين تبرز المفارقة أن التوقيت الذي انتشرت به هذه الجماعات يطرح تساؤلات، مفادها لما انتشرت هذه الجماعات بعد الانتخابات السورية أو بعدما هدأ الوضع نسبياً في محيط معظم المناطق السورية؟ ويمكن القول إن من راهن على سقوط الدولة السورية وحاول تدميرها وفشل في ذلك، قام اليوم بتغيير اتجاهه نحو دعم تنظيم «داعش» في العراق كي يتزعزع أمن المنطقة ككل.

في حين أن ما حصل في العراق هو نتيجة تواطؤ وخيانة من قبل ما يسمى بالوحدات العسكرية التي كانت موجودة في الموصل، لأنه من غير المنطقي وبأي شكل من الأشكال أن ينسحب 65 ألف عسكري من الموصل مقابل 1500 إرهابي من «داعش»، لكن الأهم في كل ما حدث هو التوقيت الزمني لهذه العملية التي صادفت مع التقارب الأميركي – الإيراني والانفتاح الإيراني على الغرب والمحادثات الإيرانية – الروسية والإيرانية – الألمانية في طهران. في حين أن أميركا ليست جادة أبداً في دعم الحكومة العراقية أو الجيش العراقي لأن اللوبي «اليهودي» يضغط عليها وسيعيق تقديم أي مساعدة من الجانب الأميركي للعراق وجيشه، ومن مصلحة أميركا إنهاء هذا الوضع في الموصل لكن «إسرائيل» تضغط بشكل كبير باتجاه استمرار ما يحصل في العراق، وهذا اللوبي هو نفسه من منع تسليح الجيش العراقي ومنع أي طرف دولي من تسليحه، والجيش العراقي يستند إلى خلفية جماهيرية واسعة جداً، فهناك آلاف المتطوعين من العشائر العراقية وهناك حالة كبيرة من الوعي داخل هذه الشرائح التي ترفض أن يتعرض أي جزء من بلادها للخطر، فقد مورست حرب نفسية وإعلامية هائلة في العراق تجاه ما حدث في الموصل وكانت هناك خدعة كبيرة استطاعت أن تحقق انهياراً نفسياً داخل صفوف الجيش العراقي ولكنه الآن استعاد توازنه ونظم صفوفه.

إذ نستخلص من ذلك أن هناك مؤامرة كبيرة تحاك ضد العراق من قبل أجندات إقليمية واستخبارات عالمية فمنذ أيام وساحات الشر والفتنة التي حصلت في بعض المحافظات العراقية استُغلت من قبل تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة وبعض الشركاء السياسيين لتنفيذ مشروع بايدن وتقسيم العراق على أساس طائفي.

في سياق آخر، لقد تفاجأت الدول التي راهنت على سقوط النظام في سورية لم تتوقع بأن النظام سيصمد ثلاث سنوات لذلك فتحت الحدود على مصراعيها وقدمت كافة أنواع الدعم للمجموعات المسلحة في سورية، بالإضافة لتطوع الآلاف من الأتراك للقتال بصفوف المجموعات المسلحة.

الموسوي لـ«الإخبارية»: ما حصل في الموصل هو خيانة وتخاذل من بعض الكتل

اعتبر مدير المركز العراقي للإعلام عباس الموسوي أن «ما حصل في الموصل هو مفاجأة كبرى لما اتضح بها من خيانة وتخاذل من بعض الكتل، ويوجد لدينا في العراق «داعش» سياسي و«داعش» أمني وما حصل هو انتحار لهذه المجموعة».

وقال: «إذا نظرنا ففي الموصل غالبية عناصر الجيش الموجودة من الأكراد والباقون من السنة والنظام السابق»، متصوراً أن «مسعود البرزاني هو شريك في هذه الجريمة بحسب قوله على مبدأ الموصل من حصة «داعش» وكركوك التي سُرقت أسلحة الجيش منها بحجة الدفاع عنها من قبل البشمركة، والجزء الآخر الذي أتى بعد صفقة حمص والذين وصلوا إلى الموصل عبر الرقة»، لافتاً إلى أن «الكثير من المسؤولين لا يتكلمون عما يحصل. وهذا التكتم دليل على وجود شركاء سياسيين حلفاء متواطئين بالتخاذل والخيانة التي حصلت».

وأشار إلى أن «الاكراد من الأساس وضعوا سقفاً عالياً لمطالبهم للتضييق على الرئيس نوري المالكي، وتصدير النفط لمصلحة تركيا وإثارة الوضع الأمني، كل هذا الإرباك بحسب قوله يريحهم نوعاً ما بالطريق إلى دولة كردية».

وتساءل: «ألم يعلموا أن سايكس بيكو وتقسيم المنطقة على أساس مذهبي سقط فعادوا إلى القديمة»؟ مؤكداً أن «هنالك أجهزة جيدة لكن عندما بدأوا بالتظاهرات في الأنبار مند سنوات فعملوا على تقسيم الأجهزة الأمنية والجيش العراقي بحالة نفسية جيدة، وجزء كبير من الجيش الحالي هم من الجيش السابق فنحن بحاجة للواء النخبة المكون من مجموعات مخلصة لا لمجموعات طائفية».

وأوضح الموسوي أن «بغداد في أمان وإذا تجرأوا ووصلوا إليها سيندمون»، مشيراً إلى أن «هناك بعض المعلومات تؤكد أن ضباطاً من الموساد شاركوا في عملية اقتحام الموصل والضرب في مكان آخر بسبب الهزيمة الكبرى التي تعرضوا لها في سورية هم وحلفاؤهم».

وأضاف: «أميركا تريد العراق متشتتاً لكن ليس بهذه الصورة، فضرب البترول ستتأثر به السوق العالمية»، لافتاً إلى أن «هناك تمنيات أميركية بتقسيم العراق لكن لا يوجد قرار دولي بالتقسيم لأن إذا تم تقسيم العراق ستقسم سورية وستدخل المنطقة في صراعات لا يحمد عقباها».

وختم الموسوي قائلاً: «الانتخابات الأخيرة كانت أول انتخابات حصلت من دون تدخل خارجي أو أميركي، والآن من خلال حساب الأرقام فالمالكي سيتمكن من تشكيل حكومة، واللعبة انتهت ولكن بعض الدول الخليجية كالسعودية لن تتقبل هذا الواقع الجديد ولن يتغير موقفها إلا إذا انقلب واقع ما على أراضيها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى