نتنياهو إلى روسيا وواشنطن يستجدي ضمانات لعدم الردّ على اعتداء مرتقب في القدس

تشير كلّ المسارات على مستوى المنطقة الى انّ ثمة ما يحضّر له، وأبرز المؤشرات كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول انّ الحلّ السياسي في سورية لا بديل عنه على خلفية حلّ عسكري روسي حاسم مع الإرهاب، وحل ايراني حاسم للملف النووي، فسلم الاميركي بدور الرئيس السوري بشار الأسد الأساسي.

برز في المشهد حلّ سياسي في أوكرانيا، وفي اليمن حلّ سياسي، يعني حلولاً سياسية تخرج منها قوى المقاومة مرة أخرى من موقع القوة فهل يمكن لـ«اسرائيل» ان تتحمّل كلّ هذا؟

تعبير «إسرائيل» اليوم ليس سوى جزء من تهدئة إعلامية لحرب نفسية على قوى المقاومة، لكن حساباتها مختلفة، فهي تنتظر وتترقب وتعرف أشياء لا يمكن تجاهلها بمصيرها، وأهمّها انّ الحرب ليست في مصلحتها منذ أعلى درجات الإنجاز بالملف الايراني، وعجزها عن تقدّم عسكري في سورية، وانها غير مشمولة بالتسوية، لذلك ليس امامها إلا ثلاث مسارات.

المسار الاول: خيار اردوغان وهو دولة غزة بالاتفاق مع حماس، اي نهاية المقاومة مقابل استغلال معاناة الشعب الفلسطيني فتقبل بالذي يعرض عليها وهو خيار تاريخي بالنسبة إلى «الإسرائيليين» يستدعي تصفية الجهاد وكلفة لتهويد الضفة والقدس ونسيان قضية اللاجئين وتدمير مخيم عين الحلوة في لبنان، مع كلفة إغضاب مصر ومخاطرة اشتباك مع فتح والجهاد والمخيمات الفلسطينية، لأنّ حجم التعقيدات أكبر من حجم التغطية، وبالتالي لا يمكن لـ«إسرائيل» ان تذهب إلى هذا الوهم وتعتبره حلاً سينفجر مستقبلاً.

المسار الثاني: ان يتعايش مع فكرة أنه ليس من التسوية وهو عاجز عن الحلّ والانتظار.

المسار الثالث: هو الذي ذهب نحوه نتنياهو اليوم وهو استعجال إلحاق «اسرائيل» بالتسويات والمفاوضات، ولكن السؤال كيف هذا إذا كانت «إسرائيل» غير قادرة على الدخول في حرب؟ وحتى اذا دخلت حرباً تعرف انّ هناك خشية من انهيار سريع غير مسيطر عليه.

لا يمكن اتخاذ قرار الحرب بدون شرط الحماية الخارجية، اي الولايات المتحدة وبريطانيا والامم المتحدة، فـ»إسرائيل» لا تذهب إلى حرب ليست جزءاً من تفاهم كامل معها، إضافة الى موافقة القوة الضاربة الصهيونية التي تغطي وتخاطب الرأي العام وتضغط على حكومات الدول وهي شريك أيضاً بالإضافة إلى جسر جوّي تقدّمه الدول الداعمة بأكلاف عالية وبمعايير عالية كلفتها ملايين الدولارات ليوم حرب تكلفته بأقلّ تقدير 20 مليون دولار عدا الخسائر الاقتصادية، وبالتالي على الجسر الجوي الأميركي القيام بتعويض ما يدمّر وبالأخص للصواريخ النوعية والمدفعية.

تعيش «إسرائيل» قلق وقوع حرب، ويذهب نتنياهو إلى روسيا اليوم في محاولة ضمان انّ الصواريخ والأسلحة التي سلّمت إلى حلفائها مثل «اس 300» لا تشجع سورية وحلفاءها على مبادرة الحرب، وهو يعلم انه ينوي ارتكاب «شيء ما» قد يؤدّي إلى حرب يستخدمها ذريعة لقلب المعادلة ودخول التسويات، فكان تهديد المسجد الأقصى فرفع وتيرة الاشتباك بين المستوطنين وأهل القدس من أجل ان تصل الأمور إلى لحظة ما يصبح فيها الغليان بأعلى درجاته ولا يستبعد عندها تدمير جزء من الأقصى، او ارتكاب مجزرة، لكن أولاً وأخيراً يجب ان يتطمئن إلى أنّ الاميركي سيكون ظهيره فيذهب معه إلى مجلس الامن من أجل الحلّ على غرار القرار 1701 في لبنان، وبالتالي على القوى الوطنية المقاومة الانتباه الى أخطر مراحل المنطقة ودراسة الموقف الحاسم.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى