روسيا العربية الشقيقة…
العمري مقلاتي
في سياق الحرب الكونية الجارية أحداثها في أرض الحضارة والعروبة سورية وبعد الصمود الأسطوري للجيش العربي السوري والتلاحم الكبير بين جميع أطياف ومكونات الشعب السوري مع قيادته الشرعية وكفاحه المستميت ورفضه القاطع لقوى الإرهاب والخراب المدعومة خليجياً بعد كل هذه الانتصارات المشرفة على الأرض والتي طبعاً لم تعجب عرابي المنطقة المتحالفين مع القوى الأميركو صهيونية الذين يريدون جر المنطقة إلى حرب إقليمية لا يعلم كيف تبدأ ولا متى تحط أوزارها وإذا عدنا إلى التطورات الأخيرة في سورية نلاحظ كل هذا الجدل القائم في ما يتعلق بقضية القرار الروسي القاضي بمحاربة الإرهاب في سورية ونتسائل ما الهدف من وراء هذا التشكيك والجعجعة بلا طحين أليس من حق الحكومة السورية أن تنسق مع الجانب الروسي وتطلب التعاون العسكري واللوجيستي معه. خصوصاً بعد الفشل الذريع الذي مني به التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والذي لم يحقق أي نتيجة ملموسة على أرض الواقع. إن كل هذه الإتهامات الموجهة لسورية تدخل في إطار الحرب النفسية وزيادة الضغوط قصد إضفاء نوع من التوازن العسكري ولرفع معنويات المجموعات المسلحة خصوصاً أن روسيا اليوم بقيت ثابتة على مبادئها وهي تعلم أن كل حرب جديدة في المنطقة ستؤدي إلى نتائج وخيمة وكارثية وتأثر على مصالحها الإستراتيجية حيث دأبت روسيا ومنذ بداية الأحداث في سورية على التأكيد أن كل ما يجري هو عبارة عن حرب تدميرية إرهابية ضد سورية ومحور المقاومة والاعتدال في المنطقة قصد إزالتها من المعادلة خصوصاً أن سورية تعتبر رقماً صعباً في حلقة محور المقاومة. روسيا التي قدمت كل الأدلة والوثائق وصور الأقمار الاصطناعية حول مجزرة الغوطة بريف دمشق وكذا كل جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها العصابات الإرهابية في حق السكان العزل والتي أكدت في شأنها أن النظام السوري لم يستعمل ولن يستعمل السلاح الكيماوي ضد شعبه وأن كل هذه الاتهامات غير حقيقية ومفبركة الهدف منها حشد الرأي العام الدولي قصد شن العدوان على سورية وذلك بمباركة من بعض الدول العربية التي إرتأت إلا أن تكون ضمن الصف الآخر على رغم اتضاح الرؤى وانكشاف خيوط المؤامرة فيما تبقى روسيا حريصة على حماية القانون الدولي والدفاع عن سيادة الدول واستقلالها والدفاع عن حق الشعوب في اختيار أنظمتها ديموقراطياً بعيداً من العنف والتطرف والإرهاب .
كاتب وصحافي عربي ـ الجزائر