نتنياهو يتهم عباس وحماس باختطاف المستوطنين
اتهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو حركة حماس باختطاف المستوطنين «الإسرائيليين». وقال نتنياهو في اجتماع حكومته أمس: «منفذو عملية اختطاف أطفالنا هم أعضاء في حماس»، ولم يقدم نتنياهو أية أدلة على علاقة حماس بالاختطاف، بينما لم تدل حماس بأية تصريحات عن دورها.
وحمّل نتنياهو مسؤولية اختطاف «الإسرائيليين» لرئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس الذي اتفق أخيراً مع حماس على تشكيل حكومة الوحدة.
وفي حديث للإذاعة «الإسرائيلية» أول من أمس طالب نتنياهو بأن تقوم السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بكل ما يلزم للمساعدة في عودة المخطوفين «لأن ذلك من مسؤوليتهم». وقال رئيس وزراء العدو: «نعتبر أبو مازن والسلطة الفلسطينية مسؤولين عن كل الهجمات التي تشن على «إسرائيل» من الضفة الغربية وقطاع غزة».
وفي جانب آخر أكد نتنياهو أنه أمر الجيش وأجهزة الأمن بـ»استخدام الوسائل كافة للعثور على المخطوفين ومنع نقلهم إلى قطاع غزة أو أي مكان آخر».
من جهة ثانية، أعلن تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام وبيت المقدس «داعش» مسؤوليته عن اختطاف «الإسرائيليين» الثلاثة.
وفي بيان نشر في الإنترنت أكد التنظيم أن عملية الاختطاف جاءت انتقاماً لمقتل ثلاثة نشطاء سلفيين في بلدة يطا جنوب الخليل منذ أشهر عدة. وأعلن وزير خارجية العدو أفيغدور ليبرمان أن «إسرائيل» لن تعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى، في إشارة إلى إمكان مطالبة خاطفي المستوطنين «الإسرائيليين» الثلاثة بمبادلتهم بأسرى فلسطينيين في السجون «الإسرائيلية». وقال ليبرمان في حديث لإذاعة الجيش «الإسرائيلي»: «لن يفرج عن مخربين فلسطينيين من السجون «الإسرائيلية»، لا كبادرة حسن نية ولا بأي طريقة أخرى».
اعتقالات عشوائية
وفي السياق، اعتقل جيش الاحتلال «الإسرائيلي» فجر أمس 80 قيادياً بحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وحركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر في الجيش قولها: «إن الجيش شن فجر اليوم حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات كبيرة في حركة حماس وبعض قيادات الجهاد الإسلامي». وأضافت المصادر أن الاعتقالات جاءت على خلفية «خطف 3 مستوطنين من جنوب الضفة الغربية».
وشنت قوات الاحتلال حملات دهم واسعة في محافظة جنين اعتقلت خلالها عدداً من قيادات حماس، في ظل عملية عسكرية واسعة في مختلف محافظات الضفة.
وقالت مصادر محلية لـ «المركز الفلسطيني للاعلام»، إن أكثر من 50 آلية عسكرية اقتحمت مدينة جنين فجر اليوم، واعتقلت وزير الأسرى السابق القيادي في حركة حماس المهندس وصفي قبها بعد تفتيش منزله. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال طوقت حي البساتين حيث يقطن قبها، والذي اعتقل نجله قبل أسبوعين، علماً أنه أسير محرر قضى أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال، واعتقلتت القيادي محمد السيد.
وأكد شهود عيان أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت منزل القيادي في حركة حماس عبد الجبار جرار، علماً أنه أسير محرر قضى أكثر من 11 عاماً في سجون الاحتلال، كذلك اقتحمت قوات الاحتلال قرية ميثلون جنوب جنين واعتقلت مصطفى ربايعة أحد نشطاء حركة حماس، وهاجمت قرية جبع واعتقلت كلاً من: الشيخ أحمد سلاطنة وهو مدير لجنة أموال الزكاة في جنين، وأحد القيادات البارزة في المنطقة، علماً أن سلاطنة يعاني من أورام في رأسه، واعتقلت الأسير المحرر والناشط في «حماس» أحمد ملايشة.
وفي بلدة عرابة جنوب جنين، اعتقلت قوات الاحتلال اثنين من قيادات حركة الجهاد الإسلامي هما الشيخ طارق قعدان وجعفر عز الدين.
تقرير للعدو
ويرى تقرير «إسرائيلي» أن عملية اختطاف الجنود التي حدثت في الضفة الغربية الخميس الماضي، والتي لم تكتشف إلا صباح الجمعة، أدى إلى فقد الأجهزة الاستخبارية وقوات الأمن وقتاً نفيساً في مهمة تعقب آثار المختطفين والطريق التي سلكها الخاطفون لإخفائهم. ولكن يشبه عمل المخابرات عمل تجميع قطع الصورة المبعثرة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، صباح أول من أمس السبت، أن التقديرات السائدة لدى الجيش «الإسرائيلي» باتت تشير إلى إمكان محاولة الجهة الخاطفة للمستوطنين الثلاثة في الخليل بنقلهم إلى الأردن.
ونقل موقع الصحيفة، عن مصادر عسكرية كبيرة قولها إن الجيش لا يستبعد هذا الخيار، مشيرين إلى إمكان أن يحاول الخاطفون نقل المستوطنين الثلاثة إلى حدود الأردن تمهيداً لنقلهم إلى إحدى القرى القريبة من الحدود بالجانب الأردني.
وبحسب الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، لايوجد أي تحركات مشبوهة أو للاستدلال منها على أي معلومة قد توصل أجهزة الاستخبارات لأي معلومة حتى لو بالاشتباه بشأنها.
وتشير آخر المعلومات وفقاً لصحيفة «يديعوت» إلى أن جهاز الشاباك يعتقد أن المنفذين ربما استخدموا نفقاً أرضياً لإخفائهم أو نقلهم من مكان إلى مكان، موضحاً الموقع أن الشاباك يدرس كل الاحتمالات الممكنة.
ونقل عن ضباط كبار في الجيش قولهم إن حدوث عملية خطف في أي وقت كان أمراً متوقعاً، إذ تزايدت أخيراً الإنذارات بشأن محاولات الخطف للمساومة على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.